10 آلاف متطوع لتدريس اللغة الصينية حول العالم

مسؤول أميركي: لغة تؤهل أطفالنا للقرن الواحد والعشرين

افتتاح معهد كونفوشيوس في الأردن بحضور وزير الثقافة الأردني («الشرق الأوسط»)
TT

لم يعد سرا أن الصين تبذل جهودا كبيرة جدا لنشر اللغة الصينية شرقا وغربا، وصولا إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث تلقى الصينية هناك إقبالا كبيرا. وقال منذ أيام المدير التنفيذي لمدارس شيكاغو العامة، تيري مازاني، إن «اللغة الصينية تمثل قيمة أبعد من مجرد تعلم لغة ثانية، إذ إنها تؤهل أطفالنا للواقع في القرن الحادي والعشرين». وتابع بقوله «من المهم أن يستعد أولادنا الصغار للمستقبل الذي ستلعب فيه الصين دورا مهما جدا».يذكر أن برنامج تعليم اللغة الصينية في مدارس شيكاغو العامة، بدأ في عام 1999. ويوجد في الوقت الحالي 42 مدرسة تقوم بتدريس اللغة الصينية، من بينها 25 مدرسة في التعليم الأساسي، و17 مدرسة في التعليم الثانوي. ويوجد نحو 12 ألف طالب مسجل في البرنامج الذي يعد أكبر برنامج من نوعه في الولايات المتحدة وأميركا الشمالية.

وانتشار تعليم اللغة الصينية ليس حكرا على أميركا وبعض الدول الغربية التي ترتبط تجاريا بالصين، ففي نيبال الدولة الجارة للصين يقول بازانتا كومار شريسثا، أمين عام الشبكة الثقافية العالمية، التي تدير دورات لغوية خاصة منذ خمسة أعوام «إن ما يزيد على 500 طالب قد أتقنوا بشكل أساسي اللغة الصينية عقب الدراسة في المعهد». وأوضح «في البداية، كان هناك عدد قليل من الطلاب، وأتم ما يتراوح بين ثلاثة إلى خمسة منهم الدورات، والعدد الآن يتزايد».

وذكر شريسثا أن «الناس من جميع الفئات الآن يظهرون اهتماما بتعلم اللغة»، مضيفا «في البداية كان الطلاب فقط هم من يأتون لأنهم يريدون الذهاب إلى الصين للدراسة، لكن الآن لدينا أشخاص من جميع الفئات»، وهذا ما نجده في إندونيسيا والفلبين ودول شرقية أخرى كثيرة، كما في دول عربية مختلفة بعد افتتاح مراكز لمعهد كونفوشيوس.

وتابع شريسثا أن «الطلاب ورجال الأعمال بقطاع السياحة وقطاعات الصحة والتدريس والصحافة وحتى بعض عمال البناء يهتمون بدراسة اللغة الصينية».وذكر سامي تساو يي، في مقال نشرته وكالة الأنباء الصينية، أن «زهاء 1600 متطوع يشاركون حاليا في دورات تدريبية في جامعة شرق الصين للمعلمين وجامعة شيامن وغيرهما من القواعد الوطنية الخمس المعتمدة لتعميم ونشر اللغة الصينية خارج البلاد، ومن ثم يبتعث بعضهم إلى بلدان مثل تايلاند والفلبين ونيبال وإندونيسيا ومنغوليا وكمبوديا وغيرها، بصفتهم أول مجموعة من معلمي اللغة الصينية إلى الخارج في عام 2011، ليصبحوا بذلك مبعوثي الصداقة والثقافة الصينية خارج البلاد بصفة غير رسمية».

وقال قوه جياو يانغ، المسؤول من مكتب الدولة للغة الصينية، إن «الصين قد أرسلت ما يزيد على عشرة آلاف متطوع لتعليم اللغة الصينية متجهين إلى 89 دولة ومنطقة منذ عام 2004، وتم إلقاء محاضرات لزهاء مليوني طالب، فيما يزيد على ألفي مدرسة وجامعة، في حين فتحت الصين 322 معهدا من معاهد كونفوشيوس، وأقامت 369 قاعة محاضرات في 96 دولة ومنطقة حتى نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2010، بما فيها مصر ودولة الإمارات ولبنان والأردن وتونس والمغرب والسودان وغيرها من الدول العربية»، وقدر عدد الطلاب الذين يدرسون بمعاهد كونفوشيوس في العالم قاطبة بنحو 360 ألف طالب.

ويعلن معهد كونفوشيوس من خلال مكاتبه الموجودة في الدول العربية وبقية العالم عن منح للراغبين في تعزيز معرفتهم باللغة الصينية، من خلال دورات يتابعونها في الصين، مما يسمح لهم بإتقان اللغة، وكذلك بالاطلاع على الثقافة الصينية عن قرب.