للكاتب السعودي محمد الطريري، صدر كتاب «أزقة العقل السعودي» عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. وقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول «إرهاب»، «ثقافة ومجتمع» و«شباب»، ضمت عدة مواضيع.
في موضوع «أعياد المثقفين» كتب المؤلف: «يجتمع المثقفون مع إطلالة كل عيد، على تأكيد الوجوم ومشاعر الإحباط، وعدم وجود الدواعي الكافية للفرح، في مناسبة يفترض أن يكون عنوانها الأول (البهجة)، ويتوكأون في ذلك على بيت المتنبي الشهير:
عيد بأية حال عدت يا عيد
بما مضى أم لأمر فيك تجديد
وعلى إيقاع بيت المتنبي هذا، يعزف المثقفون أنغامهم الحزينة، وكأنهم يريدون أن يعلنوا للمجتمع في مناسبة فرحة، عن ضرورة الانتباه لأهمية التشاؤم، واستصحاب حال الاكتئاب في أعيادهم. ظاهرة (اكتئاب المثقف) هذه ليست وليدة لحظة العيد، إنما هي جزء من شعور عام يكتنف المثقفين، غير أن اجتماعهم على اختيار العيد مناسبة لتأكيد حالة الإحباط، من دون اتفاق مسبق بينهم، يبقى موضعا للتساؤل، ووسط سيطرة هذا الإحساس على مشاعر المثقفين، بدأت تعلو أصوات ثقافية أخرى تحرك مجاديفها عكس التيار السائد».