«مصر التحرير».. عين فرنسية على ثورة 25 يناير

مؤلفاه عايشا مقدماتها وكتبا عن أدق تفاصيلها

ملصق الاحتفاء بكتاب «مصر التحرير»
TT

في احتفالية ثقافية، احتفلت المكتبة الفرانكفونية بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع مكتبة «أم الدنيا» بالقاهرة، بصدور كتاب «مصر التحرير» L’Egypte de Tahrir للكاتبين الصحافيين الفرنسيين كلود جيبال وتانجي سالان.

يتناول الكتاب في 11 فصلا قصة ثورة 25 يناير (كانون الثاني) في مصر، وجذورها وأصدائها وجوانبها وتداعياتها وأبطالها على شتى المستويات، كما يشرح بإسهاب وتفصيل أسباب الثورة، مستعرضا مختلف أوجه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية قبل 25 يناير 2011، متضمنا شهادات للعديد من المصريين من مختلف التوجهات الآيديولوجية والطبقات الاجتماعية والاقتصادية.

حول قصته مع الكتاب، ذكر تانجي أنه يعمل بالصحافة في القاهرة مع كلود منذ 14 عاما، مما جعلهما يعايشان الأوضاع في مصر خلال تلك الفترة والمشكلات التي كانت سببا في اندلاع ثورة 25 يناير، و«رأيت أن الجمهور الفرنسي في حاجة للتعرف على مصر الحاضر، وليس مصر التي كتب عنها جان كوكتو أو غيره، ممن تعرفوا عليها في كتب التاريخ. لذا، فإن الكتاب ليس سياسيا نظريا، وإنما يهدف إلى فتح حوار حول آفاق مستقبل مصر بعد رحيل مبارك».

وأشار تانجي إلى أنهما عندما قاما بالكتابة في خريف عام 2010، كان عنوان الكتاب المبدئي آنذاك «مصر على حافة الفوضى»، نظرا لما كانت تشهده البلاد آنذاك من غموض في المسار السياسي ظهر جليا أثناء إجراء الرئيس السابق مبارك عملية جراحية في ألمانيا، إضافة إلى الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي كان يعيشها المصريون، إلا أن قيام الثورة أدى بهم إلى إحداث تغيير في الكتاب مع إبقاء الفكرة الرئيسية له.

وأوضح تانجي أنه وكلود لم يقصدا بعنوان الكتاب قصر الثورة على ميدان التحرير لكونها كانت في جميع أنحاء البلاد، وإنما اتخذوا منه رمزا؛ إذ ضم الميدان المصريين بغض النظر عن عمرهم وجنسهم وتوجهاتهم السياسية، منادين بمطالب مشروعة.

ولفت إلى الصعوبات السياسية والحياتية التي تواجهها مصر حاليا، قائلا: «قيام الثورة لا يعني بالضرورة نهاية المشكلات المجتمعية التي استفحل بعضها خلال السنوات الماضية، إلا أن الفارق الآن يكمن في استعادة المصريين ثقتهم بأنفسهم»، مطالبا إياهم «أن لا ينسوا روح ثورة 25 يناير كي تكون مشتعلة بداخلهم دائما».

وقال إنه أثناء وجوده بميدان التحرير في خضم أحداث الثورة، التقى أحد السلفيين الذي أكد قائلا: «تبين لي أننا (المصريون) جميعا كنا ضحايا للنظام السابق.. إن الذي يجمعنا أكثر كثيرا مما يفرقنا، وعلى أي نظام مقبل أن يحترم حقوق المواطنين بغض النظر عن دينهم أو توجهاتهم».

واستعرضت الدكتورة شيماء الشريف؛ رئيس وحدة بالمكتبة الفرانكفونية، بعضا مما تطرق إليه الكتاب، مشيرة إلى أنه بمثابة «تشريح» لثورة 25 يناير؛ إذ يعرض أدق تفاصيلها، بما فيها الشعارات التي رفعها المتظاهرون، ودموع الناشط وائل غنيم في حواره مع أحد البرامج التلفزيونية بعد الإفراج عنه قبيل تنحي مبارك. وأثنت شيماء على موضوعية الكاتبين، لافتة إلى أن «مصر التحرير» يعطي انطباعا بأنه كتاب مصري تمت ترجمته إلى الفرنسية، نظرا لمدى عمقه وتناوله للأوضاع في مصر قبل الثورة وإلى حين سقوط نظام مبارك.