الحجيلان: خطة لدعم الكتاب وتنشيط حركة النشر السعودية

وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية لـ «الشرق الأوسط» : نسعى للوصول إلى مختلف شرائح المجتمع

TT

وفقا للدكتور ناصر الحجيلان، وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، فإن للوزارة خطة عمل للإعلام الثقافي تحاول أن تقدم من خلالها ثقافة للمجتمع تشيع فيها الأفكار الخلاقة والفرص الإبداعية، ونشر القيم الثقافية.

وذكر الحجيلان لـ«الشرق الأوسط» أن الوزارة تسعى لتعزيز ثقافة «احترام الرأي والرأي الآخر»، و«النظر بعدالة إلى الأشياء دون تحيز»، مشيرا إلى ضرورة تفعيل دور الإعلام الثقافي تجاه إبراز المبدعين من الأدباء والفنانين في مختلف حقول الإبداع، وتكريم الراحلين منهم من خلال نشر إبداعاتهم خدمة للأجيال الجديدة، وتقديم المنجز الثقافي في السعودية بشكل جذاب عن طريق المؤلفات والأفلام والمصورات والبرامج.

الكتاب أولا

قبل عمله في الوزارة وكيلا لشؤون الثقافة والإعلام عمل الحجيلان في عمادة شؤون المكتبات بجامعة الملك سعود، حيث أتاحت له فرصة كبيرة للاهتمام بالكتاب، سينقلها للوزارة. يقول وكيل الوزارة للشؤون الثقافية لـ«الشرق الأوسط»: «شرعنا في إنجاز خطة متكاملة لتطوير صناعة الكتاب في بلادنا. وإن لجامعة الملك سعود الفضل في الاتجاه نحو هذا المشروع بفكر ووعي، من خلال الشراكة العلمية وتبادل المعارف والخبرات مع هذا القطاع التعليمي المهم».

وأقر الحجيلان بأن الكتاب السعودي المتميز يتطلب عناية من ناحية التأليف والإخراج والنشر والتوزيع، مشيرا إلى تكوين لجنة تعنى بمهمة صناعة الكتاب عبر مراحله المختلفة مكونة من متخصصين في العلوم الإنسانية، وذلك لوضع استراتيجية للتأليف، والنشر، والدعم.

وقال: «هناك فرصة لشراء الكتاب الجيد لدعم المؤلف والناشر السعودي وفق معايير دقيقة»، وهو الأمر الذي من شأنه أن يشجع الأندية الأدبية أيضا على النشر المشترك، مبينا الاتجاه نحو عقد اتفاقيات مع دور النشر المختلفة التي ترغب في المشاركة في معرض الكتاب الدولي بالرياض من أجل نشر الكتاب السعودي نظرا لقدرتها على توفير وسائل وصول الكتاب للمتلقي خارج المملكة. ولكنه أكد أن ذلك يتطلب جهدا لإشاعة ثقافة التأليف من خلال احترام حقوق الملكية الفكرية واحترام عقل القارئ بتقديم المعلومة الدقيقة والمفيدة مع نسبتها لمصادرها والبحث عن الجديد والإضافة لا التكرار. وقال: «حينما ننجح في صناعة كتاب متميز لن نجد مشكلة في تسويقه في أي مكان».

وأكد الحجيلان أن «القارئ السعودي ذكي وقادر على تمييز الجيد من الرديء، ويستطيع الحصول على المعلومة الصحيحة، الأمر الذي يتطلب بذل جهد في سبيل تشجيع الإنتاج الجيد والإبداع الحقيقي»، مشيرا إلى أهمية دعم حركة التأليف والنشر المحلية، مبينا أن الزمن كفيل بدفع الإنتاج الضعيف للانزواء إلى الخلف.

وأشار الحجيلان إلى أن هناك أكثر من 84 مكتبة عامة موزعة في أنحاء مختلفة من مدن السعودية، وأن اتجاه الوزارة هو نحو زيادة هذه المكتبات وتحويلها إلى مراكز ثقافية في كل المحافظات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، والقرى والهجر بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من شرائح المجتمع المختلفة. وأوضح أن هناك خطة لتسيير بعض الحافلات التي تحمل الكثير من الكتب والبرامج الثقافية والأشرطة، لكي تزور القرى والهجر وتبقى فيها فترة زمنية بهدف توصيل المعلومة وإشراك الجميع في الحصول على المعرفة.

أما بالنسبة لجهود الوكالة فيما يتعلق بدعم الفنون والآداب سواء كان مسرحا أو سينما أو تشكيلا، فذكر أنه التقى بعدد من أعضاء الجمعيات الثقافية وكانت النقطة الرئيسية – كما يرون – هي توفير الدعم المادي، معترفا بأن الدعم المادي المخصص بالطريقة التقليدية لا يفي بحاجات العمل الراهن، مبينا أن للوكالة خطة لتوفير دعم عن طريق التعاون مع القطاع الخاص في العمل الثقافي.

وأكد في حواره مع «الشرق الأوسط» أن مسؤولي وزارته يفكرون في إشراك المهتمين بالعمل الفني والثقافي من الجهات الأهلية، مبينا أنه يشجع جمعية التصوير الضوئي وجمعية الفنون التشكيلية لإنتاج أعمال فنية راقية ومن ثم تسويقها، «فالفنان المبدع سواء كان في المسرح أو التشكيل أو في أي جنس من أجناس الفن والأدب قادر على تكوين شراكات مع القطاع الخاص والحكومي، كما أن مدننا بحاجة إلى لوحات فنية وزخارف وديكور ومجسمات فنية تملأ الشوارع والميادين والمداخل، والفنانون لديهم المقدرة على توفير مساحة الجمال في مدننا».

واعتبر الحجيلان أن المسرح من أكثر القطاعات الثقافية التي يمكنها عمل شراكات إبداعية استثمارية مع القطاع الخاص، وبرأيه، فإن المسرح يمثل مصدر دخل قومي مهم، (خاصة إذا نجحنا في تأسيس مسارح متميزة واستطعنا إيجاد مادة مسرحية جيدة). وفيما يتعلق بما يشاع عن وجود ترهل إداري في صلاحيات جمعيات الثقافة والفنون وفروعها، وجمعيات التشكيليين والمسرحيين وغيرها من الجمعيات الثقافية، ينفي الحجيلان ذلك بقوله: «إن مفهوم (الترهل الإداري) يعني وجود كادر بشري أكثر من العمل المطلوب أو وجود وسائل عمل أكثر من الحاجة إليها؛ وهذا يمثل عبئا إداريا وماليا أو بطالة مقنعة»، وهو ما لا يراه في الجمعيات الثقافية بشكل عام.

أما مسألة تعدد الجمعيات وتعدد برامجها وشراكاتها، فلا يرى فيها ازدواجية بقدر ما يرى فيها تكاملا، لأنها تساعد على الدفع لبناء نوع من المنافسة التي تفوز بثقة القطاع الخاص الشريك طالما كان المبدع قادرا على الإبداع والإنتاج.

وأضاف أخيرا أن «هناك خطة توسع تستهدف نشر الإبداع ليكون قاسما مشتركا بين كل القطاعات، فبلادنا واسعة وعدد المواهب كبير، ومن الظلم بمكان أن تضيق عليهم أوعية المشاركة في جمعية واحدة أو اثنتين»، مشيرا إلى أنه سعيد بوجود جهات أخرى تشارك الوزارة النشاط الثقافي مثل أمانات المدن التي تقيم معارض ومسارح، وهذا يساعد على تعدد المنافذ والقنوات التي من شأنها إيصال الرسالة الثقافية وتقديم خدمة ترويحية وثقافية تنفس عن المتلقي وتعطيه بعض ما يرغب.