الحقيبة الثقافية

TT

* البلاغات الرسمية المنشورة في جريدة «أم القرى»

* عن دار «جداول» للنشر والتوزيع، صدر أخيرا كتاب جديد للباحث السعودي قاسم الرويس بعنوان «البلاغات الرسمية المنشورة في جريدة (أم القرى)»، ويقع الكتاب في 342 صفحة. وفي هذا الكتاب، يتتبع الباحث قاسم الرويس صحيفة «أم القرى»، واستخراج البلاغات الحكومية التي نُشرت فيها منذ أول عدد صدر بتاريخ 12/12/1924م (15/5/1343هـ)، وإلى وفاة الملك عبد العزيز في عام 1953م (1373هـ)، وقام بمراجعتها ودراستها وفهرستها، ثم جمعها بين دفتي هذا الكتاب، خدمة للعلم والتاريخ بصفة عامة وللباحثين في التاريخ السعودي بصفة خاصة.

وتمثل صحيفة «أم القرى»، وهي أول صحيفة صدرت في العهد السعودي، مصدرا مهما في دراسة عدد من الجوانب في التاريخ السعودي الحديث، وتحديدا بعد دخول الحجاز تحت حكم الملك عبد العزيز. ولأنها السجل الرسمي للحكومة، فقد دوِّنت فيها البلاغات، التي تتناول التوجيهات والقرارات والأوامر والأنظمة وأخبار الجبهات الحربية والاتفاقيات السياسية ووجهة نظر الحكومة حول أي قضية من القضايا.

يمثل هذا الإصدار، الذي يتضمن 173 بلاغا، الجزء الأول من هذا المشروع العلمي، وقد حوى البلاغات الحكومية التي نُشرت منذ العدد الأول، وحتى عام 1932م (1351هـ)، وهو العام الذي تم فيه توحيد المملكة العربية السعودية.

وقاسم الرويس باحث ومؤرخ، صدر له، «المسبار: نظرات في بعض كتب التاريخ والقبائل والأدب الشعبي»، «مسائل الجوار والحماية عند البادية في الجزيرة العربية»، «رشدي ملحس من نابلس إلى الرياض».

* «وطن مر كالقهوة».. لأثير السادة

* بين القهوة والوطن مسافة من كلام يحاول عبورها الكاتب أثير السادة في إصداره الإلكتروني الأول «وطن مرّ كالقهوة».. فيها يذكرنا بأن الوطن كالقهوة مر لذيذ، يستطاب شربه حتى وإن غلبت عليه المرارة، تلك التي تنساب في مقالات متناثرة حول قضايا عدة اختارها الكاتب لمقاربة صورة الوطن.

يتجلى الوطن عنوانا أكبر من كل الصور الرومانسية التي تحضر ساعة الحديث عنه، فوطن أثير السادة مليء بالمفارقات بمثل ما هو مليء بالوعود، وطن يشبه الخوف أحيانا، ويشبه اليقين أحيانا أخرى، يعرف منه الناس بقدر ما يجهلون، وهذا ما يجعل من الإصدار تجربة لافتة، فهو، كما يصف السادة، في أحد تعليقاته محاولة لتقديم دروس أولى في هجاء الوطن.

جاء الإصدار في أكثر من عشرين مقالة صغيرة، تصاحبها رسوم كاريكاتيرية للرسام حسين السماعيل، وجميعها تتناول هموما محلية بلغة متهكمة، لا تدعي الموضوعية بقدر ادعائها ملامسة هواجس الناس وتطلعاتهم.. قضايا صغيرة وكبيرة تنتظم فوق سبورة الوطن؛ من اللوحات الإعلانية في الشوارع ومسخ الوجوه إلى سيرة العيش المشترك، مرورا بملاحظات حول الإعلانات الخاصة بالمناسبات الثقافية، وحتى حضور الوزير في «فيس بوك»، والتداعيات الخاصة بأعمال الحفر في الشوارع العامة. تميز الإصدار بإخراج فني للمصمم يوسف عبد الله، دمج فيه فواصل وهوامش من هذيانات وطنية كتبها السادة في محاولاته للاقتراب من معنى الوطن، تعابير ساخرة هي امتداد لروح الإصدار التي تراهن على لغة تقترب من لغة الفضاءات الاجتماعية الجديدة، كما تراهن على نشر إلكتروني يصل إلى الناس مباشرة دون وساطة الوسطاء وتدخل الرقباء.

* العلاقات بين ماليزيا وسنغافورة

* أصدر مشروع «كلمة» للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث كتابا جديدا بعنوان «عبر الجسر»، دراسة متعددة الأبعاد عن العلاقات بين ماليزيا وسنغافورة، لمجموعة من الباحثين، قدم للكتاب «تاكاشي شيرايشي»، ونقلته للعربية نانسي سمير.

يتناول الكتاب العلاقات بين ماليزيا وسنغافورة من منظورات عدة بهدف تكوين دراسة متعددة الأبعاد تسعى إلى التعبير عن مدى كثافة الصلات وتداخلها بين كلا الإقليمين. وقد ساعد القرب الجغرافي والروابط التاريخية والانتقالات والتدفقات المادية دوما على ربط إقليمي ماليزيا وسنغافورة وشعبيهما بعدة طرق وبدرجات متفاوتة من الشدة. ولم تتشكل العلاقات بين ماليزيا وسنغافورة من مجرد الرؤى التنافسية حول مفهوم القومية والمسارات المختلفة، التي تم تبنيها من جانب مشاريع بناء القومية في هاتين الدولتين، بل تشكلت كذلك من حقيقة الاعتماد المتبادل وتنافس الاقتصاديين، التعاون الأمني، وزيادة الاستقرار في منطقة شرق آسيا المنشأة بفعل السوق.

ولد تاكاشي شيرايشي في عام 1950، وتخرج في كلية الآداب والعلوم بجامعة طوكيو. حصل على درجة الدكتوراه من جامعة كورنيل. وهو متخصص في الدراسات المتعلقة بالحكومات والسياسة في جنوب شرقي آسيا. يشغل شيرايشي منصب نائب رئيس وأستاذا بمعهد الدراسات العليا الوطني للدراسات السياسية. وله عدد كبير من الكتب، وقد تم منحه مؤخرا الميدالية ذات الشريط البنفسجي من الحكومة اليابانية نظير إسهاماته في مجال دراسات جنوب شرقي آسيا. كذلك أصدر مشروع «كلمة» كتابا جديدا بعنوان «فن الطهو والأنثربولوجيا» للكاتبة جوي آدابون، ونقلته إلى العربية المترجمة ريمة سعيد الجباعي.

يقدم الكتاب قراءة فريدة تجمع بين مناهج العلوم المختلفة في الأنثربولوجيا وعلم الجمال والطهو، ويركز على المذاق والنكهة مستخدما التفسير الأصلي لنظرية ألفريد جيل «روابط الفن»، ومعتمدا على الإثنوغرافيا. ويعتبر الكتاب أن النكهة تلعب دورا متكاملا في الحياة اليومية من خلال اعتباره أن مهارة الطبخ ممارسة فنية، كما يدرس أهمية الجوانب الحسية للطبخ والأكل في الحياة الاجتماعية. فملاحظة ممارسات الطبخ في المكسيك تظهر أن معنى الطعام يعتمد تماما على النكهة ويأتي التقسيم الاجتماعي في الدرجة الثانية. حيث تتمحور حياة الأسرة حول تحضير الطعام ويرتبط تقسيم العمل بين الجنسين بالأدوار التي يقومون بها وتكون مكملة لبعضها وليست هرمية.