الحقيبة الثقافية

TT

* «نساء البخور»

* أصدر القاص والروائي السعودي خالد أحمد اليوسف روايته الثانية التي حملت اسم «نساء البخور»، عن مؤسسة «الانتشار العربي» في بيروت، وجاءت الرواية في 145 صفحة، وهي الرواية الثانية بعد تجربته الأولى في «وديان الإبريزي» التي صدرت عام 2009، وهي العمل التاسع في كتاباته الإبداعية، حيث سبق له أن أصدر سبع مجموعات قصصية، بدأت بـ«مقاطع من حديث البنفسج» التي صدرت عام 1984.

روايته الجديدة اتخذت من فترة الستينيات الميلادية متكأ تاريخيا، ومدينة الرياض هي المسلك المكاني الذي تتحرك فيه الأحداث والشخصيات، والنساء هن من يحرك الحدث والحوار والرؤى والأحلام، النساء عالم واسع يتفوق على عالم الرجال في «نساء البخور»، إلا أن الرجل بقي عنصرا هاما في الرواية فهو السند، وهو العضد اليمنى التي لا يخطئ في تلبية طلباتها وأوامرها!. وقد استطاع الروائي اليوسف أن ينقلنا عبر تقنية فنية سينمائية روائية إلى عالمهن، الذي اشتبك بعوالم هامة من تاريخ الحركة النسائية في مدينة الرياض، عوالم اجتماعية وسياسية ودينية وإنسانية وفكرية واقتصادية، إنها رواية مثيرة ومحفزة للقراءة ثم القراءة ثم التحليل.

بالإضافة لكتابته للقصة والرواية، فقد اشتغل الباحث خالد اليوسف، في وضع أول ببليواغرافيا للأدب السعودي، فأصدر دراسة في ثلاثة أجزاء ترصد مسيرة الأدب السعودي، والروائي منه على نحو خاص، تحت اسم «معجم الإبداع الأدبي في المملكة العربية السعودية: دراسة تاريخية ببليوجرافية ببلومترية»، عنيت بالنثر والشعر والدراسات الأدبية لكل فن جزء خاص.

* «أشق البرقع.. أرى»

* صدر عن «جداول للنشر» في بيروت كتاب جديد للكاتبة الشاعرة السعودية هدى الدغفق بعنوان «أشق البرقع.. أرى»، ويندرج هذا الكتاب ضمن أدب السيرة الأدبية الفكرية التي تتقاطع مع الانثروبولوجيا الاجتماعية والإبداعية من ناحية ومع الفكر الإنساني والواقع أحيانا أخرى، ليؤسس نوعا من المواجهة التي تضع الذات الإبداعية في مختبر تحليلي يتصادم مع الرقابة والتابوه في شكله المتحفظ المحافظ.

يقع الكتاب في أربعة فصول، هي: تفاحة رغبتي المؤجلة، الخروج من الخيمة، سوادي وبياضه، سيرتي الناقصة، موقف أخير. وفي هذه الفصول تنوع المؤلفة بين النقد الاجتماعي للواقع وبين التقاليد الاجتماعية في فصل: «تفاحة رغبتي المؤجلة» وبين بعض القوانين المتعلقة بالأحوال الشخصية في السعودية.

وتتناول المؤلفة النظام الأبوي الذي يتعامل به الرأي العام والمؤسسات المدنية الحكومية والشرعية مع قضايا المرأة في السعودية متخذة من ذاتها نموذجا للتشريح النقدي في حقوق المواطنة ووضع المراهقات السعوديات والظواهر التي انتشرت بينهن نتيجة واقعهن الاجتماعي.

كما تتناول الكاتبة في فصل «سوادي وبياضه» جدلية العلاقة بين الرجل والمرأة من حيث مشروع المؤسسة الثقافية وإدارتها. كما يلمح الكتاب إلى تجارب مهمة للمرأة السعودية مثل زواج المثقفة بمثقف وإشكالياته وتجارب أخرى مثل التدرب على السياقة وكذلك تصريح السفر للمرأة. في فصل خاص بالإبداع هو: سيرتي الناقصة، تخوض الكاتبة في عمق بعض المشكلات والمواجهات التي مرت بها في مسيرتها الأدبية وطفولتها وبداية مشروعها الكتابي ودور العائلة في دعمها والعكس من حيث الاعتراض على الكتابة باسمها في الصحافة، وتشير إلى المواقف المتطرفة من قصيدة النثر وتأثير ذلك على جيل من الشعراء السعوديين في مرحلة التسعينات. واختتمت الكاتبة الدغفق كتابها بـ«موقف أخير» حصل لها في إحدى الأمسيات الشعرية حينما ألقت شعرها أمام الجمهور في مدينة جدة والهجوم الذي تعرضت له آنذاك إلكترونيا.

يُذكر أن الكتاب تناول بعض النصوص الشعرية التي أثَّرت في تجربة الشاعرة ومواقفها من خلال ثلاثة دواوين، هي: «الظل إلى أعلى»، «لهفة جديدة»، «بلاطيره ألمي».

* «أيام مع المارينز»

* وقعت الإعلامية والكاتبة السعودية فضيلة الجفال، كتابها الجديد «أيام مع المارينز»، في معرض الكويت السادس والثلاثين للكتاب. وتروي الجفال في هذا الكتاب تجربتها كصحافية عربية خليجية مع قوات المارينز على متن بوارج قوات التحالف شمال الخليج العربي وميناء البصرة النفطي عام 2006. وكذلك رحلتها على المقاتلة وإبحارها في المحيط الهندي مع القوات الأميركية على متن حاملة الطائرات نيمتز عام 2007.

الجفال، تنقل للقارئ جانبا من متاعب الصحافة، وخاصة بالنسبة لصحافية سعودية، احترفت العمل الميداني، وحققت جزءا من أحلامها في تقديم عمل مهني يتخطى العقبات التي تواجهها باعتبارها شابة سعودية.. الجفال إعلامية وكاتبة وشاعرة وكتابها «أيام مع المارينز» هو باكورة أعمالها.

* الأعمال المصرفية للرومان

* عن مشروع «كلمة» للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث صدر أخيرا كتاب جديد بعنوان «الأعمال المصرفية والنشاطات المالية في العالم الروماني»، للمؤلف جان أندرو ونقله للعربية د. عبد اللطيف الحارس.

يعرض المؤلف في هذا الكتاب رؤية متوازنة متقنة للأعمال المصرفية القديمة، ويشرح مدى تطورها، وانعكاسها على حدود المؤسسات المصرفية في تشجيع تدفق رأس المال في الاقتصاد القديم في عدة مظاهر معينة. وشكلت الإمبراطورية الرومانية إطارا سياسيا واقتصاديا (فترات طويلة من السلام، ضرائب يسيرة، ونظام قانوني معقد يحمي حقوق الملكية) تطورت فيه النشاطات الاقتصادية. وتتنوّع مصادر الأعمال المصرفية والنشاطات المالية، فمن الأدبيات التي تعبر عن سلوك النخبة في التعاملات المالية، إلى النصوص القانونية التي تعرض لطريقة تفكير المشرعين في المسائل المالية القانونية، كالودائع والقروض، بالإضافة إلى الاعتماد على وثائق لقروض برزت حديثا، والمتعلقة بألواح مورسين الخشبية من جنوبي إيطاليا، وقد استند المؤلف، علاوة على ذلك، إلى قائمة من المصادر والمراجع بلغت نحو 1997 مرجعا.

ويتطرق الكتاب إلى المهمشين الذين يجسدون النمط البدائي للتوازن بين الطبقة الاجتماعية والنشاط الاقتصادي. ويخلص إلى أنّ الحياة الاقتصادية في العالم الروماني قد استفادت ولقرون طويلة من وجود العبودية، كما تمكن الرومان من تكييف العبودية مع حاجات حياتهم الاقتصادية.

عمل مؤلف الكتاب جان أندرو مديرا للدراسات والأبحاث في معهد الدراسات العليا التابع لمركز الأبحاث التاريخية في باريس. وهو متخصص في الدراسات الاقتصادية والاجتماعية للعالم الروماني القديم، وخصوصا الفترة الممتدة من القرن الثالث ق.م. وحتى القرن الثالث الميلادي، وله دراسات عدة أيضا في اقتصاد العالم القديم، والاقتصادات التاريخية ما قبل الصناعية، ويدرس مادة: الأسواق والأعمال التجارية في العالم الروماني في جامعة باريس، وله العديد من المؤلفات والكتب والمقالات المنشورة في وسائل الإعلام المختلفة.