كتب العالم الفنية في بيروت

أحد ثلاثة معارض من هذا النوع

TT

ملأت موسيقى العود جنبات مركز معارض سوق بيروت. وفجأة صفق الحضور للوصول المفاجئ للفنان وديع الصافي، أشهر وأحب المطربين اللبنانيين، وفيما واصل أوركسترا رابح حداد العزف انتقل الميكروفون بهدوء إلى وديع الصافي الذي بدأ الغناء وسط سعادة الجمهور بصوته الدافئ، ثم نهض ورقص الدبكة.

كانت هذه إحدى أبرز فعاليات معرض بيروت للكتب الفنية هذا العام، والذي جعل من نفسه في نسخته الثالثة جزءا أساسيا من الروزنامة الثقافية لبيروت. ويعد معرض بيروت للكتب الفنية أحد ثلاثة معارض من هذا النوع - الآخران هما «MOMA» في نيويورك ومعرض لندن للكتب الفنية وايت تشابل غاليري - والتي تركز بشكل أساسي على الكتب الفنية. ويقدم معرض بيروت للكتب الفنية إطلالة نادرة على الفنون اللبنانية وتاريخها وديناميكياتها وتنوعها، مؤكدا على دور لبنان كمركز ثقافي ثري.

بدأت أولى فعاليات معرض بيروت للكتب الفنية في عام 2009 مع إعلان اليونيسكو بيروت عاصمة عالمية للكتاب، وقدمت خلال المعرض الأول مجموعة من الكتب والأعمال الفنية حول الرسم والنحت في لبنان لأكثر من ثلاثين فنانا وخمسة ناشرين وأربعة معارض فنية ومتحفين. وخلال الموسم الثاني، ألقى المعرض الضوء على التصوير. وفي نسخته الثالثة التي تعرف الآن باسم معرض بيروت للكتب الفنية، تبنى المعرض عنصرا دوليا بإبرامه برنامج برلين - بيروت للتبادل الثقافي، بين طلاب قسم تصميم الغرافيك في جامعة برلين - ويزنس والجامعة الأميركية في بيروت.

وقد ضم المعرض كتبا من قبرص وألمانيا والبرتغال وإسبانيا. وكان من بين أبرز الفعاليات أيضا تدشين كتاب «أصداء» لهيلين خال الذي أصدرته دار «فاين آرتس بابلشنغ»، ويتناول أعمال 84 فنانا لبنانيا، وأحدث إصدارين للنحاتة البارزة منى السعودي. وكانت المساحة التفاعلية التي أقامها برنامج بيروت - برلين للتبادل الطلابي «ألف سؤال وسؤال» ممتعة إلى حد بعيد، كما كان عرض جيناني مكي باتشو وحديثه عن كتاب الفن ثريا وغزيرا بالمعلومات. وخلال الحفل الختامي تم تسليم جائزة أفضل تصميم إلى دار «ريمال» للنشر القبرصية، وحلقت فرقة الجاز «ذا بيردز» بالمشاهدين بعيدا عن موسيقى الجاز والنغمات الحزينة.

ويبدي المنظم والناقد الفني سيزار نمور وغابرييلا شواب قناعة بأن تجذب النسخة الرابعة من معرض بيروت للكتب الفنية «المزيد من المشاركين من جميع أنحاء العالم لترسيخ وجود هذا الحدث كمنصة للحوارات بين الفنانين والناشرين والمعارض ومحبي الفنون على السواء، للإحساس بالترددات الإبداعية الإيجابية لبيروت».