ماذا تقول كوندوليزا رايس عن بعض الرؤساء العرب؟

وزيرة الخارجية الأميركية السابقة تنشر مذكراتها السياسية

غلاف الكتاب
TT

في الكتاب الجديد الذي أصدرته كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الأميركية خلال الأربع سنوات الأخيرة للرئيس السابق بوش الابن ومستشارته خلال الأربع سنوات الأولى، معلومات عن سياسيين أميركيين كثيرين، وأيضا سياسيين غير أميركيين.

عن الرئيس السوداني عمر البشير، كتبت عن اجتماعها معه في الخرطوم سنة 2005: «كان يتكلم في بطء. ويحرك رأسه إلى الأمام وإلى الخلف، وإلى جانب وجانب. كان يبدو وكأنه تحت تأثير مخدرات».

وعن الرئيس اللبناني السابق إميل لحود، كتبت عن اجتماعها معه في بيروت سنة 2005: «كان يرتدي بدلة صفراء، وكان يضع على وجهه دهانا أسمر، مما جعله وكأنه شخصية كارتونية. قلت لنفسي، بعد أن صافحته: (بعد أن أخرج من هنا، لا بد أن أستحم)».

وعن العقيد الليبي المقتول معمر القذافي، كتبت عن مقابلتها له في طرابلس، في سنة 2008: «إنه شخصية غريبة، ربما أغرب شخصية قابلتها». وأشارت إلى «هدية مخيفة» قدمها لها في نهاية اجتماعهما. كانت ألبوم صور لكوندوليزا وهي تقابل زعماء عالميين، مع أغنية قال إن فنانا ليبيا كان يغنيها، واسمها: «زهرة سوداء في البيت الأبيض». وقالت إن الأغنية، بعد أن ترجمت لها، كانت «غريبة»، لكنها لم تكن «مثيرة جنسيا».

في الحقيقة، قبل شهرين، عندما دخل ثوار ليبيا طرابلس، وهرب القذافي، وفتش الثوار قصوره، عثروا في واحد منها على ألبوم صور رايس.

وكتبت رايس في الكتاب: «وأنا جالسة مع القذافي وأستمع إليه وأنظر إلى الألبوم وأستمع إلى القصيدة، سألت نفسي: (إلى متى سأجلس هنا؟ وكيف سأخرج سريعا؟) وأشارت إلى أنها قبل أن تزور ليبيا كانت تسمع أحاديث بأن القذافي كان يسأل عن سبب عدم زيارتها إلى ليبيا، بعد أن تحسنت العلاقات بين ليبيا وأميركا. (بعد أن دفع القذافي أكثر من ملياري دولار تعويضات لضحايا طائرة «بان آم» الأميركية التي سقطت في ايرلندا، واتهم القذافي بأنه خطط لها انتقاما لقصف أميركي لليبيا، أمر به الرئيس الأميركي رونالد ريغان سنة 1988)».

وكتبت رايس: «سمعت أن القذافي كان يسأل: متى ستزورني الأميرة الأفريقية؟».

لكن رايس كتبت عن علاقاتها الودية مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، الذي أرسل لها بطاقة شخصية بخط يده، عشية شهادتها أمام لجنة الكونغرس التي كانت تحقق في هجوم، جاء فيها: «عزيزتي كوندوليزا: حظا سعيدا اليوم. أنا متأكد أنك ستكونين رائعة. وسنكون جميعا نتابعك ونتمنى لك حظا جيدا».

غير أن الجزء الأكبر من الكتاب (735 صفحة) عن السياسة الخارجية الأميركية، وعن علاقاتها مع قادة أميركيين، خاصة في موضوعات مثل غزو أفغانستان، وغزو العراق، والحرب ضد الإرهاب:

انتقدت وزير الدفاع الأسبق، دونالد رامسفيلد، الذي قاد غزو أفغانستان وغزو العراق. وقالت إنه كان يعتقد أنه «أكثر من يفهم في أي شيء». وذكرت أنه كان يعمل ضدها وراء ظهرها. وانتقدت كذلك نائب الرئيس ديك تشيني، وقالت إنه كان يريد أن يحل محل الرئيس بوش، وإنه استغل «طيبة» بوش، وثقته فيه. وأكثر فقرات الكتاب إثارة عن هذا الموضوع لها صلة بأحداث لبنان سنة 2006، عندما قصفت إسرائيل لبنان قصفا كثيفا وطويلا، ردا على هجمات من حزب الله.

كتبت أنها علمت أن نائب الرئيس يريد السماح لإسرائيل بمواصلة حربها ضد حزب الله في لبنان، بعد أن أمضت رايس أسبوعا في محاولة لترتيب وقف لإطلاق النار. وكتبت عن اجتماع في مزرعة بوش في كروفورد (ولاية تكساس) لمجلس الأمن الوطني. وكانت هي مع بوش في المزرعة، وظهر بقية أعضاء المجلس في شبكة تلفزيونية مغلقة، وكان معهم تشيني ورامسفيلد.

كتبت: «طلب مني الرئيس نقل آخر التطورات في لبنان إلى أعضاء المجلس. وفعلت ذلك. لكن، صدمت عندما قال نائب الرئيس إننا لا ينبغي أن نسعى لقرار من الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار». وقال: «نحتاج إلى السماح للإسرائيليين بإنهاء المهمة». كتبت فورا مذكرة إلى الرئيس الذي كان يجلس بالقرب مني: «أين كان نائب الرئيس خلال الأسبوعين الماضيين؟» هذه إشارة إلى جهودي لتحقيق وقف لإطلاق النار. لكن، لم يرد الرئيس. واستمر نائب الرئيس يتحدث عن اتصالات كان أجراها معه الإسرائيليون. وأنا غضبت غضبا شديدا. قال إنه تفاوض مع بعض المسؤولين داخل الحكومة الإسرائيلية وراء ظهري. وإن الولايات المتحدة يمكن أن تؤيد امتدادا للحرب. وأنا قلت للرئيس: «لو فعلنا ذلك، سنقضي على أنفسنا في الشرق الأوسط، ومرة أخرى، لم يعلق الرئيس كثيرا، غير عبارة (سأنظر في الموضوع). في صباح اليوم التالي، أطلعني الرئيس على وثيقة (ربما من مستشاريه في البيت الأبيض) حول الشرق الأوسط. وكان جوهرها أن استمرار الحرب سوف يؤثر كثيرا على مصالحنا».

الغريب أن تشيني، في كتاب مذكراته، لم يشر كثيرا إلى هذا الموضوع اللبناني، وكتب عنه جملا قليلا، منها: «كان يمكننا أن نفعل أكثر لمواجهة حرب حزب الله. ولدعم التطلعات الديمقراطية لشعب لبنان. ولمواجهة البروز الإقليمي المتنامي لإيران وسوريا. لكن، شغلتنا جهود غير واقعية من جانب وزيرة الخارجية رأس لحل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني».