اصدارات

TT

* «الاغتيالات السياسية في مصر»

* تحت عنوان «الاغتيالات السياسة في مصر»، صدر مؤخرا عن «دار الكتاب العربي» كتاب جديد للمؤلّفين الدكتور خالد عزب وصفاء خليفة.

اختار عزب الذي له مؤلفات ودراسات عدّة تتمحور حول المجتمعات الإسلامية، أن يغوص هذه المرّة في التاريخ المصري الحديث من خلال رصد الاغتيالات السياسية بدءا من اغتيال بطرس باشا غالي في 20 فبراير (شباط) 1915 إلى اغتيال الرئيس أنور السادات في 6 أكتوبر (تشرين الأوّل) 1981، مرورا باغتيال السير لي ستاك، وأحمد ماهر باشا وأمين عثمان ومحمود فهمي النقراشي والإمام حسن البنا والدكتور محمد حسين الذهبي.

ويأتي رصد كلّ من عزب وخليفة في كتابهما، لهذه المرحلة التاريخية من خلال 8 فصول استطاعا خلالها أن يعطيا كلّ شخصية حقّها التاريخي والسياسي من خلال التعريف بها والظروف التي سبقت وتلت اغتيالها وما يقف خلفها من دوافع وأسباب. أما التوثيق لهذه المعلومات فقد جاء من خلال الاستعانة بمجموعة من الوثائق البريطانية والأميركية ومحاضر التحقيق الرسمية في ملف كل قضية.

وفي حين يعتبر عزب أنّ كلّ حادث في تاريخ مصر المعاصر له قراءاته الخاصة، والتي كانت نتيجة لما قبلها من معطيات كخروج جماعة الإخوان المسلمين عما هو مرسوم لها من مسار أو تصاعد الجدل حول سياسات الرئيس الراحل أنور السادات، أكّد أنّ هذا الكتاب ينطلق من فرضية أساسية وهي إعادة قراءة التاريخ وتمحيصه، لا سيّما أنّ بعض حوادث الاغتيالات السياسية في مصر أحدثت شرخا في المجتمع مثل اغتيال بطرس باشا غالي أو كانت تنبئ بمزيد من العنف الديني كالدكتور محمد حسين الذهبي أو هي تعبير عن مناهضة الاستعمار كاغتيال أمين عثمان.

«تاريخ المجتمعات الإسلامية»

* يأتي «تاريخ المجتمعات الإسلامية» الذي أصدرته مؤخرا «دار الكتاب العربي» بنسخته العربية بعدما تولّى ترجمته فاضل جتكر، ليوثّق على يد الأميركي أيرا لابيدس التاريخ الإسلامي من جوانبه الدينية والاجتماعية وحتى السياسية. ففي مؤلّفه المقسّم إلى مجلّدين، يقوم لابيدس بخوض غمار الحضارة الإسلامية منذ مرحلة التبشير بالإسلام وحياة النبي محمد (صلى الله عليه وسلّم) مرورا بالفتوحات العربية - الإسلامية والركائز الاجتماعية والاقتصادية للإمبراطورية، لينتقل إلى الانتشار العالمي للمجتمعات الإسلامية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والجنوبية ويعاين تحوّل الإسلام من شبكة عقائد وثقافات إلى مبدأ ناظم للمجتمعات.

وفي مجلّد «تاريخ المجتمعات الإسلامية الثاني» يكمل لابيدس بحثه في ما يطلق عليه تسمية التحوّل الحديث للشعوب الإسلامية في القرنين التاسع عشر والعشرين، والحركة القومية والإسلام في الشرق الأوسط، من إيران ومصر العلمانية والحداثة الإسلامية إلى الحركة الفلسطينية والنضال في سبيل فلسطين وخصوصية مناطق شمال أفريقيا في هذه المرحلة. أما الفصول الختامية فتقوم بمعاينة التاريخ الإسلامي الحديث، وتشكل حركات الصحوة الإسلامية بأبعادها الدينية والبنائية الجماعية والسياسية، وجملة الهويات والمنظمات الإسلامية الكوكبية. كذلك استطاع لابيدس الإضاءة على واقع العلمانية والإسلام في آسيا الوسطى والجنوبية وبمراحلها التي تنقّلت من حركة التمرّد والعصيان إلى الحرب العالمية الأولى ومن الفعل الثقافي إلى التحرّك السياسي، من دون أن ينسى واقع الإسلام في أفريقيا والغرب بين القرن التاسع عشر والعشرين.

وفي تعريفه عن كتابه يعتبر لابيدس أنّ هدف الكتاب ينقسم إلى جزأين يرمي الأوّل إلى سرد كلّ كتلة سكانية أو بلد أو منطقة محدّدة أو مناطق العالم الإسلامي، ويستهدف الثاني ابتكار رؤية محدّدة للإسلام بوصفه ثقافة شاملة للعالم، مرورا بجملة الطروحات التي تضفي تجانسا على مفهوم المجتمعات الإسلامية، لأنّه وفي كلّ المراحل ينبغي فهم الإسلام في سياق ثقافات سابقة وأخرى معاصرة.