بازين: أدباء وشعراء يبيعون أملاكهم الخاصة لكي يطبعوا أعمالهم

TT

نور الدين بازين شاعر وروائي وصحافي يتحدر من الدار البيضاء، مستقر حاليا في مراكش، صدر له ديوانان شعريان «على باب معالي الكلام» و«أوكي» عن دار «الغاوون» في بيروت، ورواية «صباح الحزن يا وطني» وهو كذلك رئيس «مركز الحمراء للثقافة والفكر» في المغرب.

هنا لقاء سريع معه عن آخر انشغالاته:

*ماذا تفعل حاليا؟

- منهمك مع مهنة المتاعب، لكن غير منغمس بالشكل الذي يجعلني أستنزف وأبتعد عن مشاريعي الأدبية، أنقح قصائدي وأشذبها، وأقرأ ثم أقرأ.

*ماذا تقرأ؟

- أفتح أشعار «قواف واعترافات شعرية» للشاعر الإسباني «غوستابو أدولفو بيكر». كم نحن بحاجة للتيه كي ننسى واقعنا المر. أيضا أقرأ رواية «عطش للحب» للروائي الياباني «يوكيو ميشيما».

* لماذا هذا الكتاب؟

- الكتاب تجربة جديدة وشرفة للهدم والتأمل. هدم ما بنيته في تجاربي السابقة وتأمل في تجربتي الحالية واستشراف للآتي. هو اختصار مفيد لمآزق الذات وتبدلات العالم من حولنا، هو استفراد بالجنون.

* هل هناك مشروع قريب؟

- أشتغل على ديوان شعري سيرى النور قريبا عنوانه «وكأني بحار قديم».

* ماذا يشغلك على الساحة الأدبية؟

- يؤرقني هاجس القراءة المتدني وتيه السياسة الثقافية الغارقة في الفلكلورية، كيف يعقل أن بلدا بحجم المغرب بحضارته وإرثه وعراقته ما زال يتخبط في مشكل دعم الكتاب. المثقفون أدباء وشعراء يبيعون أملاكهم الخاصة لكي يطبعوا أعمالهم، لا بد من وقفة متأنية للتفكير مليا في سبل الدعم ولا بد وأن تنخرط المقاولات والشركات في دعم الثقافة والترويج لها وكذلك على الدولة أن ترفع النسبة الهزيلة لميزانية وزارة الثقافة.

* كيف تفسر تراجع مستوى القراءة في المغرب؟

- موضوع القراءة وتراجعها مرتبط موضوعيا بالوسائل الأخرى، خاصة «ميديا إنترنت» التي يبدو أنها أجهزت على الذائقة وشهوة القراءة، كما أن الأمر مرتبط بتراجع دور المؤسسة الثقافية في دعم وترويج وتداول الكتاب.

* ما الحل؟

- الحل يبدأ من المدرسة والتربية على القراءة ويخرج من فضائها إلى المؤسسات التي يمكن أن تلعب دورا في ترسيخ القراءة مثل دور الثقافة والشباب وأيضا الجمعيات المهتمة بالشأن الثقافي، دون أن نغفل الدور الحاسم للإعلام في تغذية جيل قارئ، على الدولة أيضا دعم الكتاب والملاحق الثقافية والمنشورات والمطبوعات الثقافية التي بمجرد ما تبدأ تنتهي في المهد.

* أين هو موقع الإبداع المغاربي لمواكبة التطورات الراهنة في المنطقة؟

- أعتقد أن العبقرية المغاربية رغم الإكراهات بشأن دعم الثقافة في هذه البلدان تجسد حضورها على الساحة الثقافية العربية بل حتى الدولية من خلال كتابات تجد لها قدما راسخا في المشهد الإبداعي العالمي، فالإبداع المغاربي واكب الحركات القومية، وواكب المآسي والنكسات الناجمة عن الاستبداد المهيمن في معظم البلدان المغاربية، صحيح أن المثقف انزوى وترك للسياسي المجال كي يعبث بمصير الشعوب، لا بد اليوم مع رياح التغيير التي تهب عميقا على البنيات السياسية الاستبدادية التي تهيمن على المنطقة المغاربية بل والعربية أن يعود للمثقف دوره وأن تحتل الثقافة دورها الريادي كمدخل للتنمية والتطور.

* ما رأيك في توجهات وزير الثقافة الجديد؟

- بدأ أمين الصبيحي مهمته بالانفتاح على المثقفين، وهو ما يبشر بأن أسلوب التدبير الثقافي سيتغير، وأعتقد أنه كان منسجما مع نفسه عندما صرح بأن المسألة الثقافية هي مسألة الجميع وعلى المجالس المنتخبة أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية في دعم الثقافة والمثقفين، لا بد من الالتفات للهامش الثقافي الذي أبان عن موقع متقدم في دعم الثقافة بمجهودات بسيطة للغاية.

* ما الدور المفترض في نظرك أن يلعبه اتحاد كتاب المغرب؟

- دور اتحاد كتاب المغرب أن يلم شمل المثقفين وصناعة الرأي الثقافي وعدم ترك المجال للساسة ليعبثوا بالمصائر، كما أن الإطارات الثقافية التي تشتغل في الهوامش لا بد أن تساهم في تقوية المسالك التنموية بالبلاد وذلك بأن تتبوأ الثقافة مكانة محورية في المخططات المنجزة.