60 شخصية مؤثرة حول العالم: أسماء نكتبها مرة وتكتبنا مرات

الحارثي يبث ذكرياته في كتاب «هؤلاء.. وأنا»

غلاف الكتاب
TT

في كتابه الجديد «هؤلاء.. وأنا» يحاول الباحث والكاتب السعودي الدكتور فهد العرابي الحارثي البوح بما يصعب البوح به عموما، عبر عدد من محطات الذكريات الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية.

إنه يستدعي أسماء كبيرة في خارطة الحياة وصناعتها، كنوع من استفزاز الذات، بهدف استثارة الفكر بمختلف مشاربه، والكتاب الجديد يجري عرضه في معرض الرياض الدولي للكتاب.

في هذا الكتاب الذي جاء في 530 صفحة، تحدث المؤلف عن أكثر من 60 شخصية عربية وغير عربية، ومنها: الملك عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سلمان بن عبد العزيز، وعبد العزيز بن باز، والأمير خالد الفيصل، والأمير بدر بن عبد المحسن، وحمد الجاسر، وحمد الحجي، وسلفادور دالي، وبيكاسو، وفرانسواز ساغان، وبابلو نيرودا، وصدام حسين، ولوركا، وكازانوفا، ومنصور الكيخيا، ورفيق الحريري، وعبد العزيز التويجري، ونزار قباني، وغيرهم من الشخصيات الأخرى المؤثرة.

وحاول الكتاب أن يتحدث عن جانب من جوانب سيرة الملك عبد الله بن عبد العزيز، أفقا فكريا، ورحابة عقلية ووجدانية، حيث امتدت رؤيته الحضارية، لإطلاق مبادرته العالمية في «حوار الحضارات» أو حوار اتباع الأديان على مستوى العالم كله، ليعطي صورة نموذجية للانفتاح، الذي هو جزء أصيل في شخصيته، وفي تصوره للحضارة البشرية في تداخلها الإيجابي، من أجل استقرار العالم، ومن أجل مواصلته البناء والتعاون.

يقول الحارثي عن الأسماء التي تضمنها مؤلفه: «تلك الأسماء، نكتبها مرة، وتكتبنا هي مرات. نجدد حوارنا معها، نحاول أن نستفزها، لأننا نريد أن تستفزنا هي بدورها، لنفكر، ولنكتب، ولنكشف هواجسنا ولواعجنا للناس، شيء من النجوى، وشيء من الذكرى، وشيء من الإلهام، وفي كل الأحيان هي إحالات إلى أفكار، أو مشاعر، أو رؤى، نطمح إلى إيصالها للناس، فيها أشياء منا، وفيها أشياء من تلك الأسماء، ما يزيد في صقل الأفكار ويتيح تداولها، وأخذها وردها، وصهرها وعجنها، وإنتاجها وإعادة إنتاجها وتطويرها».

ويقول في مقدمة الكتاب: «هناك أسماء كثيرة تعبر الذاكرة، بعضها يقيم فيها، وبعضها يغيب ثم يعود، وبعضها يمضي ثم لا يعود أبدا، وكلها تترك عند المرء شيئا منها، قطعا من عقلها، وبعضا من وجدانها، ومن سلوكها وتصرفاتها تترك موقفا، أو فكرة، أو مجرد لحظة لا نعرف كيف نصفها أحيانا.

لقد قمت بكتابة موضوعات هذا الكتاب في أوقات متفاوتة، ولم أستغرق كل الأسماء التي تعبر الذاكرة، فالذاكرة ما زالت محتشدة بأسماء أخرى، ربما يحين وقت فأكتبها وتكتبني. أكتبها لأنها تستفزني، وتكتبني لأنها تستدرجني لأن أبوح ببعض ما أحس أنه قابل للبوح به، ومن دونها ربما عجزت عن قول ما أريد قوله، أو ربما فكرت في طريقة أخرى للقول، ولكنها قد لا تكون الطريقة الأكثر نجاعة في التعبير والتفكير». ويتابع: «تعلمت من هؤلاء، ومن غيرهم، كيف أفكر، وكيف أشعر، وكيف أكتب وأتكلم، وكيف أحزن وأفرح، وكيف أحب، وكيف أتصور المستقبل. نحن معرضون للتعلم ممن نتفق معهم في الأفكار وفي المزاج، كما نتعلم في الوقت ذاته من الذين نختلف معهم وهنا في هذا الكتاب أناس أتفق معهم في أشياء، وأختلف في أشياء. وفيه أيضا أناس لا ألتقي معهم في أي شيء البتة، لكني تعلمت من الجميع».

وأشار المؤلف في مقدمه الكتاب إلى أن المواضيع التي ضمها الكتاب «ليست سيرا (غيرية)، أو (ذاتية)، بل هي مجرد تناول أو معالجة لجانب لفتني، أو استرعاني، أو حرضني على التفكير، ومن ثم الكتابة، وأحيانا يكون نصيب الشخص الذي يرد اسمه فيما أكتب ضئيلا، وإنما التركيز على ما لفتني أو حرضني».