«مغامير».. جماعة أدبية رأسمالها المبدعون المغمورون

تجلت مواهبهم في «ميدان التحرير» أثناء الثورة المصرية

جلسة أسبوعية يجتمع فيها أعضاء جماعة «مغامير» لعرض إبداعاتهم
TT

تسعى جماعة «مغامير» الأدبية إلى إحياء دور العمل الجماعي الذي أسهم في تنشيط الحياة الثقافية في مصر، خلال فترتي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.

«مغامير» جماعة مستقلة، انطلقت في القاهرة قبل سنوات على يد مجموعة من الشباب، بادرت بإلقاء حجر في ماء الأدب الراكد، مما نتج عنه تحرك دوائر إبداعية في الشعر والقصة والسينما، تتابعت سريعا بروح شابة، وما زالت الدوائر تتوالد دون عودة للركود.

رئيسة الجماعة، هدى فايق، تحدثت لـ«الشرق الأوسط» عن أهداف الجماعة، قائلة: «من الأهداف التي لازمتنا منذ البداية، أن يلقي المبدع عمله ويقوم باقي الأعضاء بالتعليق على هذا العمل بمنتهى الحرية. والإبداعات متنوعة تشمل الشعر بشقيه الفصيح والعامي، والقصة القصيرة والمقال، كما أن المبدعين هم من المغمورين في مراحل عمرية مختلفة، ومجالات دراسية متنوعة، ودرجات من الموهبة متفاوتة».

وتتابع فايق: «هناك جلسة أسبوعية، يجتمع خلالها أعضاء الجماعة لعرض إبداعاتهم، حيث تكون الفرصة متاحة لتبادل الآراء والنقد الذاتي، إلى جانب وجود جمهور يستمع إلى الأعمال الإبداعية وينتقدها، مما يساعد على تطوير مهارة أو هواية أو موهبة كل مغمور من أعضاء الجماعة».

وتبين هدى أن الجلسات الأسبوعية قد تشهد نقاشا مفتوحا عن السينما، أو مناقشة كتاب جديد، أو قراءة ديوان شعر، أو طرح موضوع أدبي يثار على الساحة الأدبية، مثلما حدث من قبل عند نقاش مواضيع الأدب النسائي، والتدوين، والاستشراف وأثره في الثقافة العربية. وتعقد هذه الجلسات في أحد المتاحف أو النقابات الفنية أو المكتبات العامة أو دور النشر أو المراكز الثقافية المستقلة مثل «الجزويت» أو «ساقية الصاوي»، ويحضرها في بعض الأوقات كبار الشعراء والمثقفين في مصر.

أما الهدف الثاني لجماعة «مغامير»، فهو هدف عام يسعى من خلاله الأعضاء إلى التعبير عن أنفسهم وجيلهم وأحلامهم، ورغبتهم في تغيير الواقع من حولهم من خلال الإبداع الأدبي. وهو الهدف الذي ترى رئيسة الجمعية أنه ظهر جليا مع ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، عندما وجد جميع أعضاء الجماعة في ميدان التحرير منذ اليوم الأول، وظهرت إبداعاتهم المختلفة في الشعر والحكاية لتواكب الحدث الذي أبهر العالم.

وبخلاف الأهداف السابقة، يشارك «المغامير» في كثير من الأمسيات والندوات والمحافل الأدبية المختلفة في المكتبات العامة والمراكز الثقافية في القاهرة وبعض المحافظات، وأيضا الجامعات المصرية، وفي الأماكن التاريخية والأثرية مثل بيت السحيمي وقصر الأمير طاز ومحكى القلعة، فضلا عن المشاركة السنوية في معرض القاهرة الدولي للكتاب من خلال ندواته الأدبية وأمسيات المقهى الثقافي، والغرض من ذلك تحقيق الانتشار على الساحة الأدبية، وتدعيم «الظهور المغاميري» على حد قولها.

أما عن أحدث النشاطات، فتقول هدى: «بهدف زيادة التفاعل بين أعضاء (غامير)، والتوسع في الاهتمام بالفن السينمائي، تم استحداث نشاط (نادي سينما مغامير) بداية من العام الحالي، وهو نشاط يعقد يوم الأحد من كل أسبوع في كرمة ابن هانئ (المركز الثقافي لمتحف أحمد شوقي) بضاحية الدقي، حيث يتم عرض أفلام روائية طويلة وقصيرة، وأفلام وثائقية، تنتمي لمدارس سينمائية عالمية متنوعة منها العربي والأميركي والأوروبي».