أقرأ كتابا لكاتب إسباني فأستغرب عدم ترجمته إلى العربية

الناقد والمترجم محمد آيت لعميم: القراءة باتت ترتبط في أذهان الشباب بعدم الفعالية

محمد آيت لعميم
TT

محمد آيت لعميم، ناقد ومترجم حاصل على الدكتوراه في النقد الأدبي، صدر له كتاب «بورخيس أسطورة الأدب»، وكتاب «المتنبي الروح القلقة والترحال الأبدي»، وكتاب «مقاطع وسور من القرآن»، الذي ترجمه إلى الفرنسية مع الروائي الفرنسي ميشال أورسيل، وله قيد الطبع، كتاب «قصيدة النثر العربية.. إيقاع المعنى وذكاء الكلم».

* ماذا تفعل حاليا؟

- أنهيت ترجمة حوار نقدي للناقد الإيطالي الكبير بيترو شيتاتي، ومقالة حول أعمال كونديرا، وترجمة بعض النصوص القصصية القصيرة للكاتب الأرجنتيني الشاب إدواردو بيرتي.

* ماذا تقرأ؟

- أقرأ مجموعة من الأعمال الروائية والنقدية ونصوصا للجاحظ، وديوان «ذهب النمور» لبورخيس، وأعيد قراءة رواية «ظل الريح» و«مارينة» للكاتب الإسباني الشاب كارلوس رويس ثافون.

* لماذا وقع اختيارك على ظل الريح أول مرة؟

- لم أختره، وإنما اكتشفته، وأعجب لماذا لم يترجم إلى العربية حتى الآن، خاصة أنه ترجم إلى أغلب اللغات العالمية. أحببت عمل ثافون، لأنه تمكن من إبداع عمل روائي رائع من داخل تاريخ الرواية، تناول فيه قصة تلقين الأب لابنه كيفية التعامل مع الكتب، حيث قاده إلى مقبرة الكتب القديمة.

* هل هناك مشروع قريب؟

- المشروع نبدأ به ويولد معنا، ويكون في البداية شبيها بمشهد ضبابي، وشيئا فشيئا تبدأ ملامحه تظهر مع ما ننجزه، ومن لا مشروع له لا يستمر في الكتابة، وإن استمر فإنه يكرر ذاته، المشروع يبنى لبنة لبنة. أما ما سأنجزه قريبا، فهو إصدار كتابي حول «قصيدة النثر العربية الشكل والدلالة».

* كيف ترى الإبداع المغاربي راهنا؟

- الأدب الحقيقي هو الذي يستشرف، وليست مهمته ملاحقة الأحداث، فلن نطالب من الأدب المغاربي بأن ينخرط في الأحداث وهي تصير، وإنما بأن يبدع لنا عوالم ويفتح لنا آفاقا، ويخلق لدينا إحساسا بالجمال نتجاوز به قبح الواقع.

* دور تعتقد أن اتحاد كتاب المغرب يفترض أن يلعبه؟

- اتحاد كتاب المغرب جمعية ثقافية عريقة، تضم نخبة من الكتاب المغاربة الذين بصموا الفكر والأدب والإبداع عربيا ووطنيا ودوليا، وله أدوار مهمة في إرساء ثقافة الحوار والإنصات لكل الأصوات، والدفاع عن حقوق الكتاب.

* كيف تفسر تراجع مستوى القراءة؟

- مشكلة القراءة بنيوية يمكن أن نصف أعراضها وبعض الأسباب الثانوية وراءها، من بينها أن المؤسسات التعليمية لم تعد كما كانت في السابق، تشجع على القراءة والشغف بها، إضافة إلى أن مواطن الاهتمام تحولت لصالح المسموع والمرئي وإلى ثقافة الصورة، زيادة على أن مفهوم النموذج وقعت زحزحته، فالقراءة وما إليها، بدأت ترتبط في أذهان الناس بعدم الإنتاجية والفعالية الاجتماعية، فأصبح النموذج مثلا لدى الشباب ينحصر في لاعب كرة قدم يربح بضربة حظ ثروة خيالية، أو مطرب يصير بين عشية وضحاها نجما، فهذا التحول للوظيفة والإنتاجية وتحقيق الربح السريع جعل القراءة وما إليها يتراجع إلى دور التسلية فقط.

* ما هو الحل؟

- ليس هناك من حل سوى الإرادة الفردية والإرادة الجماعية للنهوض بهذا القطاع الحيوي، ولا حل لهذا التراجع إلا بالانخراط في القراءة بمختلف مستوياتها.