«هيباتيا».. دار نشر في صعيد مصر تفتح نافذة لمبدعي الجنوب

تسعى لكسر احتكار العاصمة سوقا النشر والثقافة

من إصدارات الدار
TT

تسعى دار «هيباتيا» للنشر، التي اتخذت من مدينة إدفو بجنوب مصر مركزا لها، لكسر سيطرة العاصمة القاهرة على مراكز الثقافة المختلفة ومنافذ دور النشر وكل ما يتعلق بسوق الكتاب. ويأمل القائمون على الدار الجديدة أن تصبح بؤرة للثقافة والتنوير في الجنوب، من خلال احتضانها إبداعات الكتاب والشعراء والنقاد وتوصيلها للقارئ بالشكل اللائق.

محمد علي إبراهيم المدير المسؤول عن الدار، التي يقوم عليها مجموعة من الشباب المحبين للثقافة، أشار إلى أن دار «هيباتيا» كانت حلما لمنشئيها، وأنهم قرروا أن تكون في صعيد مصر بعيدا عن سطوة المركزية الموجودة في العاصمة، وبهدف خلق مراكز تنويرية في مناطق مظلمة ثقافيا.

ويقول محمد: «نحن تقريبا دار النشر الوحيدة في الصعيد، أما عن أهدافنا فهي متنوعة متعددة، منها السعي لتقديم إنتاج ثقافي متميز دون قيود أو محاذير من أي نوع، ومحاولة تقديم كتاب رخيص السعر للجمهور بجودة عالية في الطباعة، وأيضا تقديم أسماء جديدة مبدعة على مستوى الكتابة والأدب. وبالفعل قدمنا مجموعة من شباب الأدباء الذين قدموا إنتاجا متنوعا في مجالات ثقافية مختلفة وكان إنتاجهم على مستوى مرتفع جدا، ونأمل في أن نقدم المزيد وتركيزنا في النشر لا يقتصر على أهالي الصعيد فقط، ولكن الفرصة متاحة للجميع وحتى من خارج مصر، فقد نشرنا لكاتبة تونسية وبصدد طبع أعمال لكاتب وناقد سعودي.

وعن اختيار اسم «هيباتيا» للدار يشير محمد إبراهيم إلى أن هذا الاسم جاء بعد مناقشات طويلة واخترناه لتوافقه مع فلسفة الدار وأهدافها، «ففلسفتنا هي الحرية المطلقة في الفكر والنشر والإبداع وهو ما تمثله (هيباتيا) فهي فيلسوفة مصرية ولدت بالإسكندرية، وكانت عالمة رياضيات ومنطق وفلك، وقد عرفت بدفاعها عن الفلسفة والتساؤل، ومعارضتها للإيمان المجرد. ولقيت مصرعها بشكل بشع على يد طائفة مسيحية متشددة إبان الفترة الهيلينية في مصر».

وعن أهم المشكلات التي تواجههم كناشرين، يقول: «إن أكبر مشكلة نواجهها هي مشكلة التوزيع فالهدف النهائي للكتاب هو أن يصل للجمهور والقراء بعد المراحل المتعددة التي يمر بها من التأليف والتنفيذ والطباعة وغالبا يتم التعاقد مع موزعين للقيام بهذا الدور إلا أن بعضهم لا يهتم بتسويق الكتاب وتوزيعه وعرضه بشكل جيد فلا يحقق الكتاب المبيعات المرجوة فهذه المشكلة هي أكبر مشكلة تواجهنا في الوقت الحالي، ونسعى للبحث عن حلول لها باعتبار أن وصول الكتاب للقارئ هو الهدف الرئيسي للمؤلف والناشر على السواء».