شويكة: نعيش تأخرا مهولا ومخيفا على مستوى ترويج الأعمال التخيلية للمغاربة

محمد شويكة
TT

من خلال هذا الحوار السريع مع محمد شويكة القاص والناقد السينمائي المغربي، ندرك أنه يوزع وقته بين القراءة والكتابة والمشاهدة، على الرغم من أنه يقر ببطء عملية الكتابة. صدرت له مجموعات قصصية هي «الحب الحافي» و«النصل والغمد». كتب سيناريوهات الشرائط السينمائية التالية: «بيدوزا» و«الاحتضار» و«قفل على القلب» و«الدائرة» و«مسارات» و«حروف من نار». في ما يلي لقاء سريع مع الكاتب الذي يعمل ويقيم في مراكش:

* ماذا تقرأ حاليا؟

- أعيد قراءة مقاطع مختارة من كتاب «الكوميديا الإلهية» لدانتي، وكتاب «كتابات القراصنة» للمخرج الإيطالي بيير باولو بازوليني. الكتاب الأول يحملنا، إلى عالم ما بعد الموت، مقترحا علينا تصورا ميتافيزيقيا.. مكان خارج الزمان، لا ليل ولا نهار، ولا ذكريات، ويعتمد الكتاب الثاني على أطروحة مفادها أن العالَم يشهد ثورة أنثروبولوجية تهم جوهر السلطة؛ إذ ينتقد نظام الاستهلاك الجماهيري الذي يفرغ المجتمع من بعده الإنساني ويهدد الهوية، وبذلك أجدني بين فكي المقدس والمدنس، الممكن والافتراضي.

* هل هناك مشروع قريب؟

- أشتغل بسرعة سلحفائية على عمل سردي يتقاطع فيه العادي بالعجائب، شخوصه تأبى أن تتوقف عن التوالد.. عنيدة وهاربة، تارة يأخذني إليه، وتارة يستعصي على التأقلم مع مزاجي، فالإبداع صراع بين مزاج المبدع ومزاج الشخوص، فإذا لم تكن الشخوص متماهية فإنها تكون فاقدة معقوليتها التخيلية.. أتمنى أن يتحقق لي ذلك مع مرور الزمن.

* ما أهم مشكلة ثقافية ترى أنها بحاجة لحل سريع؟

- تعميم الكتاب الإبداعي المغربي نشرا وتوزيعا على كل أنحاء البلاد، لأننا بالفعل نعيش تأخرا مهولا ومخيفا على مستوى ترويج الأعمال التخيلية للمغاربة داخليا وخارجيا، كما أننا لا نمتلك رؤية واضحة المعالم لتجاوز نشر الكتاب المغاربة إبداعاتهم، والتعريف بها عبر الترجمة، وذلك مما يدفع البعض منهم، إن لم نقل معظمهم، للنشر بالخارج بشكل لا يضمن حقوقهم بوصفهم مؤلفين، ويتجلى ذلك من خلال السباق الملحوظ الذي تقوم به دور النشر على الإبداع والبحث المغربي.

* كيف تفسر تراجع مستوى القراءة؟

- تبدأ القراءة من البيت، من مكتبة الأسرة، ومن انتشار عادات القراءة، وتنتقل من هناك إلى المؤسسات والأمكنة العامة في المدرسة والشارع؛ إذ تكون مدعومة بخطة ترعاها الدولة وتخطط لها من أجل خلق مجتمع قارئ يستطيع مواجهة تعقيدات الزمن.. أعتقد أنه لم يعد هناك من مبرر للخوف من تعميم القراءة لأن الخطر كل الخطر يحمله الإنسان الأمي الذي يسهل ملء عقله الفارغ بأفكار تدمر المجتمع، وتهدد كيانه وهويته. واجب الدولة أن تتبنى خطة متدرجة للرفع من المقروئية تبدأ من الأسرة ثم في المكتبات والمقاهي ومحطات المسافرين، لتصل إلى المرافق العامة، وهكذا بدلا من أن ينشغل الناس بالنميمة وأشياء أخرى، يقترح عليهم فضاء لتصفح الكتب والمجلات.. الإنسان القارئ يطور نفسه ويطور بلده.