«تذوق الصين على كل لسان» مشروع ثقافي مبتكر

«معاهد كونفوشيوس» تعلم اللغة الصينية والطبخ

TT

قرر «معهد كونفوشيوس» أن يتعاون مع بعض المطاعم الصينية المشهورة لإجراء تدريبات حول مهارة الطهي, وإرسال طباخين إلى فروعه المنتشرة حول العالم للمشاركة في التدريس الخاص, وزيادة نطاق وعمق النشر الدولي لثقافة الأكل والشرب الصينية.

هذا ما قاله مسؤول من «جامعة بكين» للغات والثقافة يوم الخميس في العاصمة الصينية بكين, مضيفا أن «معهد كونفوشيوس هيئة مهمة تنشر اللغة الصينية, وتدفع بنشر الثقافة الصينية إلى الخارج من خلال بذل الجهود في الثقافة الشفوية وثقافة الأكل والشرب». علما بأن نحو 4000 متطوع شاركوا في نشاطات تدريس اللغة الصينية في معاهد كونفوشيوس المنتشرة في أنحاء العالم عن طريق مختلف النشاطات التي ستضم تعميم «تذوق الصين على اللسان» أي ثقافة الأكل والشرب الصينية. وفي العقود الماضية حققت دول كثيرة حول العالم نجاحا نموذجيا في نشر الثقافة من خلال الأكل والشرب. ومعلوم أن أميركا عولت كثيرا على نشر قيمها من خلال نشر أطباقها السريعة، وانتشار شركاتها العالمية للوجبات الجاهزة، حتى أصبحت بعض هذه الشركات، رمزا أميركيا حول العالم.

يذكر أن لدى معهد كونفوشيوس 362 فرعا و489 فصلا دراسيا في 105 دول بالعالم, وأصبح منصة ومنفذا مهما لمختلف الدول في تعلم اللغة الصينية ومعرفة الثقافة الصينية.

وجدير بالذكر أن المعلمين في معاهد كونفوشيوس تعطى إليهم تعليمات بالتصرف على أنهم سفراء لبلادهم في الخارج. ويعلم كل أستاذ منهم أنه إلى جانب تدريس اللغة فإن سلوكه مع طلابه كما مسلكه الشخصي بشكل عام، من الأمور التي يقدم من خلالها الصين للعالم. إذ قد يطلب إليك أحد هؤلاء الأساتذة إذا ما استضفته في منزلك شرب كأس من الماء الساخن، ولا يسايرك بالضرورة في شرب ما تعودت عليه. وجل ما يبتغيه ضيفك في هذه الحالة أن تسأله عن سر شربه للماء الساخن، ومعناه، وما يمثله هذا الأمر في الصين، ليعرفك بطريقة غير مباشرة على تقاليده الخاصة.

وهذا الأسلوب الذي يعتمد على التظاهر بالعفوية الذي اتبعته معاهد كونفوشيوس لا يزال ساري المفعول. لكن ما طرأ من تغير هو إمداد المعاهد بمتخصصين في الطبخ وتحضير المشروبات الصينية، لمن يريد أن يتعلم المطبخ الصيني، ومذاق لسان أهل الصين على أصوله.

ومعلوم أن معاهد كونفوشيوس التي فتحت في الأساس لتعليم اللغة الصينية مقرونة بتقاليد الصين، باتت منتشرة بشكل كبير، في أميركا وأوروبا، كما في بلدان عربية عدة. ولعل آخر هذه المعاهد تم افتتاحه مؤخرا في أبوظبي، في مقر جامعة زايد الجديد، علما بأن مركزا لكونفوشيوس موجود أصلا في دبي.

وقام الشيخ نهيان بن مبارك، وزير التعليم العالي الإماراتي، الذي يشغل أيضا منصب رئيس جامعة زايد، بافتتاح المعهد رسميا، بحضور ووانغ يونغ شياو نائب سفير الصين لدى دولة الإمارات، وكذلك هو تسيينغ نائب المدير العام لـ«هانبان تشينا» المقر الرئيسي لإدارة معاهد كونفوشيوس المنتشرة حول العالم.

وقالت جيني تانغ، مديرة معهد كونفوشيوس بجامعة زايد، إن المعهد «يقدم لطلابه باقة من البرامج التي صممت بمنهجية فائقة لتطوير مهاراتهم واهتماماتهم باللغة والثقافة الصينية».

وأوضحت أن المعهد لا يقصر رسالته على الطلاب داخل الجامعة فقط وإنما يمدها إلى خارجها أيضا، حيث يقدم برامج أخرى في بعض مدارس أبوظبي مثل كلية برايتون وكلية أبوظبي، كما يمد مظلة نشاطه إلى كل من يرغب في تعلم الصينية من خارج الحرم الجامعي.

وأكدت تانغ أن الأمر لا ينتهي عند تعليم اللغة وإنما يقوم المعهد بمبادرات تثقيفية أخرى تشمل استضافة محاضرات عامة وتنظيم رحلات دراسية إلى الصين لمن يرغب في تعلم اللغة والثقافة الصينية هناك.