حنان الشيخ: أكتب فصلا جديدا لرواية قديمة

TT

منذ «حكاية زهرة»، إلى «صاحبة الدار شهرزاد»، الذي صدر قبل أيام عن دار «الآداب»، ومن بلدة أرنون في جبل عامل إلى العاصمة البريطانية، تواصل الروائية اللبنانية حنان الشيخ، مسيرتها الطويلة، التي حققت لها حضورا واسعا، تجسد، عربيا، في نيلها «جائزة الرواية العربية» التي يمنحها مجلس السفراء العرب في باريس، وذلك عن روايتها «حكايتي شرح يطول»، وعالميا في ترجمة أعمالها إلى 21 لغة.

هنا حوار سريع معها عن آخر انشغالاتها:

* ماذا تفعلين الآن؟

- أكتب فصلا جديدا من رواية كنت قد كتبتها منذ سنين، ونشرتها «دار الآداب»، وعنوانها «امرأتان على شط البحر».

* لم أفهم.. تكتبين فصلا جديدا لرواية منشورة منذ سنين؟!

- أقصد أضيف فصلا جديدا. هذه الرواية، التي تجري أحداثها في يوم واحد، تتحدث عن امرأتين، إحداهما مسلمة والأخرى مسيحية. والاثنتان عانتا منذ الطفولة بسبب التقاليد البالية، ومنها تفضيل البنين على البنات. وأعادني إليها حديث سمعته من قبل عرب ومسلمين قبل شهر في حديقة هايد بارك بلندن.

* لماذا أثارك هذا الحديث؟

- جعلني أفكر مرة أخرى في مواضيع مثل المساواة، والتفرقة ضد المرأة، ومعاناة النساء في العالم العربي والإسلامي، وأن الزمن لم يتغير، بل ازداد سوءا.. لقد رأيت في حديقة هايد بارك نساء يمشين كأنهن أكياس فحم. من هنا ارتأيت أن أكتب فصلا جديدا أضيفه لتلك الرواية.

* لهذا السبب، عدت إلى شهرزاد في كتابك «صاحبة الدار شهرزاد»، الذي صدر حديثا عن «دار الآداب»؟

- لهذا الكتاب قصة مختلفة. لقد اتصل بي المخرج البريطاني تيم سابل، بعدما حضر لي محاضرة بعنوان «شهرزاد الجديدة»، وأبدى رغبته بالتعاون معي لتقديم عمل مسرحي عن قصص «ألف ليلة وليلة». وقدمت المسرحية في مهرجان أدنبره في جزأين كل منهما طوله ثلاث ساعات، وأداها باللغة العربية والفرنسية والإنجليزية 19 ممثلا وممثلة جاءوا من مختلف دول العالم العربي. وكانت رسالة العمل هي إزالة الانطباعات الأوروبية السطحية عما يسمونه «الليالي العربية»، والعودة بالمشاهد إلى القصص الأصلية الأكثر واقعية، كذلك قدمت المسرحية في مسرح تورونتو في كندا، وشارك في بطولتها ممثلون من سوريا ومصر والجزائر والمغرب، وممثلة واحدة من إيران. والحقيقة، لم ألتزم بالنص كما هو، فقصة «صاحبة الدار»، مثلا، غيرتها كليا حيث ألفتها من جديد.

* ماذا تقرأين الآن؟

- أقرأ الآن كتابا رائعا، هو «رمال ناعمة» لدرية الكرداني، وتحكي فيه عن علاقتها بزوجها الفنان، وكيف تحملت كل خياناته لأنها كانت مغرمة بفنه. ومن خلال هذه العلاقة، تتحدث عن الحب والفن والمعاناة الإنسانية، لكن من دون تداعيات انفعالية، وعن المدن التي أحبتها كالقاهرة والإسكندرية. إنه كتاب مليء بالدفء والحرارة.