صاحب دار «فراديس» في البحرين: البعض يقايض الصداقة بسعر الكتاب

TT

على الرغم من كونها مجرد شقة متواضعة بالطابق العلوي بشارع الخدمات بتوبلي، القريب من العاصمة المنامة في البحرين، فإن دار «فراديس»، التي يديرها ويملكها موسى الموسوي، تعد واحدة من أنشط دور النشر هناك، وتجتذب الإصدارات السعودية والخليجية، ويقصدها المثقفون للاطلاع على آخر الإنتاج الأدبي.

ترجع خبرة صاحبها، موسى الموسوي، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، للفترة التي عمل فيها مديرا تنفيذيا لمكتبة «كنوز المعرفة» لفترة امتدت 12 عاما أصدر خلالها ما يقارب 170 عنوانا في شتى المجالات مما أكسبه خبرة في مجال النشر. ويضيف: «وقع اختياري على (فراديس) جمع (فردوس) تيمنا بمجلة كانت تصدر في ألمانيا».

ويتحدث الموسوي عن أول إصدار للدار، ويقول: «كان أولى مطبوعات الدار ديوان الشاعر الراحل سعيد العويناتي، وحصلت على نسخة الكتاب الأصلية من جامعة البحرين عندما كنت طالبا وأضفت للديوان نصوصا غير منشورة، وقد طبعت الديوان على حسابي الخاص، وبعدها اشترت أسرة الأدباء في البحرين 500 نسخة بسعر التكلفة ولذلك تم وضع شعار الأسرة على غلاف الديوان. كما قدّم للديوان الكاتب عبد الله خليفة.

وقد استحصلت على ترخيص رسمي وتسجيل لحقوق الملكية الفكرية للناشر، فيما يتعلق بالكتاب، وقد طُبع أخيرا في 2003.

بدأت «فراديس» بالمنامة في شارع الشيخ عيسى الكبير بالقرب من مكتبة كنوز المعرفة ومكتبة العائلة، ثم بعد فترة انتقلت إلى مقر أسرة الأدباء والكتاب، إلى أن انتقلت إلى موقعها الحالي على شارع الخدمات بمنطقة توبلي.

ويعرف عن الموسوي من خلال مشاركاته في معارض الكتب، تشدده في استعار الكتب، ويشتكي بعض زبائنه من كون الدار لا تمنحهم حسومات، أسوة بالكثير من دور النشر، ويقول الموسوي: «نظرتي للكتاب أن له قيمة معنوية ومادية، وهذا جهد الكاتب، وأنا لا أرى نفسي متشددا في الأسعار، وكثيرا ما أتعرض للعكس».

ويضيف: «البعض يقايض الصداقة بسعر الكتاب، ولكن المثقفين أقل الأشخاص شراء للكتب»!

ويقول: «ما تتميز به (فراديس)، أنها تحتضن المؤلفين الشباب لنشر إبداعاتهم، وقد أصدرت الكثير من الكتب المتنوعة لكتاب من البحرين، السعودية، قطر، العراق، المغرب، والكثير من الدول العربية. بالإضافة إلى توافر عناوين مختلفة في الشعر والراوية والفكر، الفلسفة والدراسات الميثولوجية.. إلخ».

ويضيف: «حرصا على الانتشار، تعمد الدار إلى طبع الكتب في بيروت والمشاركة في أغلب المعارض العربية. وقد تعاونت الدار سابقا مع إحدى دور النشر المغربية لكي تصل إصداراتها للمغرب، وحاليا نتعاون مع إحدى الدور التونسية لإصدارات مشتركة».

ويضيف: «تهتم الدار بنشر تراث الخليج والجزيرة العربية حيث أصدرت الدار سلسلة تحت عنوان (تاريخ الخليج والجزيرة العربية)، صدر منها حتى الآن أربعة كتب: (التحفة النبهانية)، (يهود البحرين)، (البحرين في دليل الخليج)، وحديثا (المجتمع القرمطي في شرق الجزيرة العربية)».

ويتحدث الموسوي عن الصعوبات التي تواجهها الدار، وهو يرى أنها مثال للصعوبات التي تواجهها صناعة الكتاب في العالم العربي، فهي مهمة محفوفة بالمخاطر والعائد لا يتناسب مع حجم الجهد.

وحسب صاحب «فراديس»، فإن الإصدارات الأكثر انتشارا، هو روايات لكاتبات عربيات، ومنها رواية «سعوديات» للروائية سارة العليوي، حيث طبع منها 5 طبعات متتالية ولها رواج على المستوى العربي. ورواية «لعبة المرأة رجل» للروائية سارة العليوي حيث طبع منها أربع طبعات، وتم تحويلها لمسلسل سيعرض خلال شهر رمضان الشهر المقبل. ورواية «القران المقدس» لطيف الحلاج، وطبعت طبعتين، و«يهود البحرين» وطبع طبعتين، ورواية «وللكذب رجال» للروائية سارة العليوي وطبعت طبعتين، و«سماء ثامنة تلفظني» لإيمان هادي، وطبع طبعتين.