حسن النعمي: الاشكالية هي منظور الرجل للمرأة صالح بن سبعان: المرأة السعودية فرضت نفسها

TT

> يعتبر الناقد الدكتور حسن النعمي أن أكثر المنظورات إشكالية في الثقافة العربية هي منظورات الرجل للمرأة. وهي منظورات مرتبطة بتكوين الجسد الباعث على الفتنة، الذي بسببه انقسمت إلى قسمين؛ أحدهما يقول بالحجب والإقصاء حتى من أدوار الإنتاج بحجة الفتنة، ويمكن أن نرتهن إلى أمثلة حيوية من واقع المجتمع السعودي. فالصراع حول تأنيث بيع الملابس النسائية أو قيادة المرأة للسيارة ناتج عن نظرة الجسد المثير الذي يجب حجبه، وفي المقابل هناك من يرى أن لا وصاية على الجسد إلا من المرأة ذاتها.

ويرى النعمي أن هذا المنظور لا يعد استثناء في الثقافة المحلية، بل سائد في دوائر أكبر عربية وعالمية كلها تتمركز حول الجسد حجبا وكشفا، مقصية موقع المرأة الفكري وإسهامها الحضاري والإنساني. فوسائل الإعلام المختلفة والمواد الإعلانية تركز استراتيجيتها على تسليع جسد المرأة وجعله مادة للإغراء التجاري. وتسليع الجسد ونقله من حالته الوجودية المحايدة إلى التكوين الاجتماعي الذي يسمح باختراقه، أو بإلغائه هو أسلوب يحدد حضور المرأة في جسدها دون قوامها العقلي والفكري.

هذه الإشكالية، برأيي النعمي، ليست ذات نشأة معاصرة، ولا يمكن فهمها إلا من خلال فهم حقيقتها التاريخية التي ليست في صالح المرأة على أي حال. من هنا هو يعتقد أن التربية على قيم الوجود الإنساني المجرد؛ سواء في حق الرجل أو المرأة بدءا من المنابر الدعوية، أو المناهج الدراسية، يمكن أن تسهم في خلق منظور بعيد عن تصنيف الرجل والمرأة على خلفية الجسد، وبدلا من ذلك يكون التصنيف حسب مقومات العطاء الطبيعية والوجودية للطرفين.

من جانبه، يعتقد الدكتور صالح بن سبعان، أكاديمي وكاتب سعودي، أن المرأة في المجتمع السعودي فرضت نفسها بالساحة الاجتماعية من خلال فكرها وأعمالها وإنجازاتها، منوها بأنها بدأت بشق طريقها بفرض وجودها وجدارتها بالمجتمع. وأضاف بوجود ثقافة سائدة بالية من بعض الفئات بالمجتمع وصفها بأنها «شاذة»، إلا أن المرحلة الحالية أجبرت إدخال المرأة بالمجتمع وتفعيل دورها بعد أن اكتشف المجتمع نقصانه من دونها، مضيفا أنه «سواء رغبنا أم أبينا، فإن المرأة ستحضر بقوة في الفترة المقبلة».

أما فيما يتعلق بالتحرش بالنساء، فأكد الأكاديمي السعودي أن عامل الضغط يولد مثل هذه التصرفات، وذلك جراء الانغلاق الزائد الذي سيتسبب حتما بالانفجار، مشيرا إلى أن ذهنية الرجل تجاه دور المرأة تعود إلى التمسك الشديد في بعض الأحيان بالعادات والتقاليد أكثر من الشرع الإسلامي ذاته.