الدخول الأدبي الفرنسي يعد القراء بـ646 رواية جديدة

بين «عشب ليالي» موديانو و«سعادة الطاهر بنجلون الزوجية»

أمين معلوف (أ.ف.ب)
TT

باستطاعة الفرنسيين والفرانكوفونيين أن يأخذوا معهم في عطلتهم الصيفية وبين بضائعهم، من الآن، كثيرا من الروايات التي ستدشن الدخول الأدبي الفرنسي في سبتمبر القادم. وهي فرصة لكثير من الكتاب كي يكونوا سابقين على أقرانهم في الاحتكاك بالقارئ. وسيشهد هذا الدخول الأدبي الجديد صدور 646 رواية جديدة «فرنسية وأجنبية مترجمة» منها 69 رواية يكتب أصحابها الرواية لأول مرة، بقوة، للعثور على مكان عرض لها في المكتبات، ومن أجل أن تحظى بمقال أو إشارة نقدية في صفحة ثقافية أو مجلة أو في برنامج إذاعي أو تلفزيوني.

ومن إيجابيات هذا الدخول الجديد عودة باتريك موديانو من خلال روايته «عشب الليالي»، وهو روائي ينتظره مريدوه الكثيرون بشوق، وإطلالة باسكال كينيارد الجديدة «المضطربون» وأيضا ظهور جديد «الخالد» أمين معلوف من خلال عمله: Les Désorientés.

كوكبة من أهم روائيي فرنسا سيكونون على موعد، نذكر منهم بيير جورد وجان إشنوز وفيليب دجيان وباتريك دوفيل والروائي الهندي الكبير تارون تيجبال والأميركية الحائزة على «نوبل» طوني موريسون.

الحاضرة الدائمة هي البلجيكية أميلي نوطومب «تؤلف ما بين 3 و4 مؤلفات في السنة» وهي من مواليد كوبي باليابان 13 أغسطس (آب) 1967، وألفت عن هذا البلد رواية حازت على كثير من النجاح. وستصدر في نهاية شهر أغسطس 2012 روايتها الـ21، حول موضوع «الرجل ذو اللحية الزرقاء». والمدهش في حياة هذه الروائية غير العادية ولعها الشديد بالكتابة، وليس غريبا أنها تحتفظ بمخطوطات لـ45 رواية. ونوطومب، التي فازت بالجائزة الكبرى للرواية التي تمنحها الأكاديمية الفرنسية، لا تبيع أقل من 100 ألف نسخة في أي من كتبها، رغم ابتعاد الجوائز الكبرى عنها، من «الغونكور» وما شابه! وهي تمتلك جمهورا وفيا لها منذ 20 عاما، ولا عجب أن روايتها «ذهول ورهبة»، وقد صدرت سنة 1999 «باعت منها أكثر من 450 ألف نسخة»، وهي الآن بصدد كتابة روايتها الـ75 .

في عملها الجديد تستحوذ على حكاية أطفال لتحولها «تعيد كتابتها» إلى رواية - تعترف أنها كانت، من دون شك، حكايتها المفضلة- «الرجل ذو اللحية الزرقاء»، ولكنها تستثمر هذه الحكاية وتمنحها توابل جديدة بحيث يصبح قاتلا للنساء، وللتأكيد على أهمية المرأة في المشهد الروائي الفرنسي والفرانكوفوني أن مبيعاتها ارتفعت إلى 15 مليون نسخة. تعود الفضائحية كريستين أنجو (أسبوع إجازة) إلى جمهورها وتتخذ فلورونس أوبيناس من «الضاحية حين لا تحترق» موضوعا لها، كما يعود أوليفيي آدم بـ«التخوم» وفليب ديليرم.. وسيكون الجمهور على موعد مع «الطفل الإغريقي» للفرنسي ذي الأصول اليونانية فاسيليس أليكساكيس ومع «نابليون أو القدر» لجان ماري روارت.

كما أن المغربي الفرنسي طاهر بنجلون، عضو أكاديمية «الغونكور» لا يفوت الفرصة، ويصدر عمله الجديد، «سعادة زوجية» ويعود، أيضا، في طبعة ثانية لكتابه «الإسلام كما هو مفسر للأطفال وآبائهم». وقد جاءت الطبعة الأولى بعيد تفجيرات 11 سبتمبر (أيلول) 2011 وجاءت الطبعة ثانية المزيدة بُعيْد الربيع العربي الذي منح للحركات الإسلامية نفسا جديدا، والذي يبدو أن بنجلون لم يستطع استيعابه رغم مؤلفاته عن هذه الظاهرة، وهو ما تشير إليه صحيفة «لوفيغارو» حين تكتب عن الطبعة الجديدة: «إن كتاب الطاهر بنجلون، الذي يدين بقوة استخدام الدين من قبل الإرهابيين، هو مشروع منقذ». وإذا عرفنا حساسية الطاهر بنجلون الكبيرة -هذا المختص بالإسلام - أمام وصول الإسلاميين إلى رئاسة الحكومة في المغرب فإن العجب يزول. كثير من المواضيع حاضرة في الروايات الجديدة، وهو ما يمنح للقارئ إمكانية الاختيار. والسياسة، بدورها، لا تغيب عن الموعد. والجمهور ينتظر بشغف رواية تتخذ من فرانسوا هولاند، رئيس الجمهورية الجديد، ومن كواليس السباق من أجل الفوز بالرئاسة، موضوعا لها، وهي من توقيع لورونت بينيت، وهو روائي شاب واعد. وما دمنا في علاقة السياسة بالتاريخ والأدب فالكاتب لورونت غودي يقدم رواية عن «أفول الإسكندر الأكبر»، ذي القرنين.. أفول السياسة غالبا ما يمنحنا أدبا كبيرا.