الكاتب الجزائري واسيني الأعرج: مشكلتنا أننا لم ننشئ ثقافة مغاربية

واسيني الأعرج
TT

واسيني الأعرج، روائي جزاري وأستاذ جامعي في كل من جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون بباريس، كتاباته الروائية متنوعة في أشكالها ولا تستقر على شكل واحد، ترجمت أعماله إلى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والإيطالية والسويدية، ومن رواياته: «الليلة السابعة بعد الألف» و«حارسة الظلام» و«مرايا الضرير» و«البيت الأندلسي»، وكانت آخر رواية صدرت له هي «أصابع لوليتا».

* ما جديدك؟

- أعمل الآن على رواية جديدة، وهي تروي قصة شاب يبحث عن أسباب اغتيال جده الذي توفي في الثورة حين اغتيل في السجن، ويصل في بحثه إلى «بورو» الذي قتل جده خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر، وسيضع هذا الشاب «بورو» وجها لوجه أمام الجريمة التي ارتكبها ويحمله المسؤولية التاريخية، رغم تهربه في البداية، لكنه سيعترف بجريمته، ويقول إنه على وشك الموت لأنه كان مريضا بالسرطان. أشتغل عليها من باب رواية المراسلات، على شاكلة رواية «كرسي النسر» التي ترجمت إلى العربية، بيد أنها رواية أميركية لاتينية بنيت على المراسلات.

* ماذا تقرأ حاليا؟

- أقرأ رواية للكاتب الإسباني كارلوس رويز زافون اسمها «صوت الريح»، وهي رواية ممتازة تعيد إلى الواجهة كثيرا من قضايا السياسة الحساسة في الحرب العالمية الثانية، ونشوء الحركات العنصرية مثل الفاشية. كما أعيد قراءة «ألف ليلة وليلة» مرة أخرى، لأنه نص في كل مرة يفتح أمامي أسئلة جديدة تتعلق بمرتبة السلطان وبنظام الحكم، وبوضعية المرأة، وبالمجتمعات. وأقرأ كذلك الرواية الأخيرة لهاروكي موراكامي، وهو الكاتب الياباني المعروف. في نهاية المطاف أنا داخل مجتمع إنساني كبير، لا دائرة ضيقة.

* برأيك ما أهم مشكلة تواجه اليوم الثقافة في المغرب العربي؟

- المشكلة الكبرى أننا لم ننشئ ثقافة مغاربية، بمعنى أن كثيرا من القضايا مثل قضية المرأة لا أجد اختلافا في التعامل معها، فهي نفس الأطروحات في دول المغرب العربي، لكن لم ننشئ ثقافة مغاربية تتعلق بهذا الموضوع، حيث لم تكن هناك نقاشات من المفترض أن تخرج بأطروحات مشتركة تشكل بعدا ثقافيا بمنظور موحد.

* أين يكمن دور اتحادات كتاب المغرب العربي؟

- أنا ضد المؤسسات، لأنها كانت دائما مؤسسات ذات هواجس سلطوية، وكان هاجس الحرية آخر اهتماماتها، إلا أنني لا أمانع إذا كانت هذه الاتحادات نقابية تدافع عن الكتاب وليست على صورة الاتحادات الصغرى أو القطرية، اتحادات تطرح الإشكالات الثقافية في المغرب العربي مثل مشكلة الحريات والديمقراطية عن طريق الكتاب، لكن هذا يقتضي وجود اتحاد كتاب له طابع نقابي وثقافي في الوقت نفسه، وليس الاتحادات الموجودة حاليا لأنها انكسرت وانتهت، فكانت في أسوأ أحوالها مروجة لخطاب السلطة، وفي أحسن أحوالها مروجة لخطابات الأحزاب، وليس الخطاب الثقافي الديمقراطي الحر المتنور.

* ماذا تقول عندما تقارن تجربة اتحادات كتاب المغرب العربي بتجربة الاتحاد المغاربي؟

- الاتحادات التي تنجز هنا وهناك كلها تابعة للمنظومة العامة، وإذا كانت المنظومة العامة الآن عاجزة لتحقيق أي شيء إيجابي، فهذا العجز سينعكس حتما على الاتحادات التي خلقتها، لهذا أقول دعنا من اتحاد المغرب العربي، لأنه اتحاد سياسي نقاشاته سياسية وحساباته كبيرة وسوء التفاهم فيه كبير جدا، والعمى السياسي وعدم الرؤية الواضحة موجودة فيه، لكن يمكننا على هامش هذا أن ننشئ الاتحادات التي نتحدث عنها إذا كان دورها هو المزيد من الديمقراطية وتأكيدات الفاعلية والمزيد من النشاطات الثقافية والتنسيقية بين مختلف الاتحادات.

* مشكلة الثقافة اليوم هي القراءة، في حين نرى أن معظم رواياتك تتجاوز صفحاتها 600 صفحة، لكن بعض طبعاتها نفدت؟

- أنا أفاجأ عندما يقال لي إنه لا توجد قراءة، لكن أقول إذا حسبت المسألة كحساب شخصي فهناك قراءة، لكن مع ذلك تقاليد القراءة في المغرب العربي محدودة، لأننا لا نكون القارئ النموذجي في المدرسة، والمفروض أن تطرح هذه المسألة بشكل جدي أكثر.