الصين تعيد اكتشاف «طريق الحرير البحري»

بعد العثور على آلاف القطع الأثرية في حطام السفن الغارقة

السفينة الصينية التي عثر على حطامها في يوليو الماضي
TT

الشغف الصيني بالآثار لا يتوقف على ما يعثر عليه تحت الأرض، فهم في حالة بحث دائم عن كنوز السفن الغارقة، وخاصة أن الصين عرفت تاريخيا بتجارتها البحرية المزدهرة.

ويعمل الصينيون في الوقت الحالي على انتشال نحو 30 ألف قطعة من التحف من سفينة «نانآو 1»، وهي سفينة تجارية قديمة غرقت قبالة سواحل مقاطعة قوانغدونغ جنوب الصين قبل نحو 500 سنة. وأهمية السفينة ومحتوياتها تتعدى الاكتشافات الأثرية البحرية للسفن التي تعمل الصين باستمرار على البحث عنها، إذ يعتقد أن هذه السفينة كانت تعمل على طريق الحرير البحري عند غرقها.

وإذ يعود اكتشاف حطام السفينة إلى عام 2007، فقد بدأت عام 2009 وحدات حماية الآثار التاريخية التابعة للدولة ومقاطعة قوانغدونغ أعمال انتشال السفينة، وحتى الآن تم انتشال أكثر من 20 ألف قطعة من الآثار التاريخية مع اكتشاف 25 قمرة من السفينة.

يذكر أن آثار السفينة قدمت أدلة قوية على أن نانآو كان مخرجا بحريا رئيسيا لطريق الحرير البحري، مما يقدم معلومات مهمة بالنسبة لدراسة تاريخ شرق مقاطعة قوانغدونغ ونشاطات تجارة النقل البحري وكذا دراسة تاريخ الفخاريات والخزفيات الصينية وتاريخ الملاحة الصيني.

ويتم عرض ما يقارب عشرة آلاف قطعة تم انتشالها من السفينة في متحف «نانآو»، حسب ما قال هوانغ ينغ تاو، مدير المتحف الواقع في مدينة شانتو بقوانغدونغ.

وكانت عملية الانتشال قد توقفت بشكل مؤقت، بسبب تأثير إعصار «كاي تاك» الذي أدى إلى انهيارات أرضية في المناطق الساحلية في وقت سابق. إلا أن تسوي يونغ، رئيس فريق علماء الآثار، شرح أن الجولة الجديدة من عمليات الاستكشاف الأثرية تحت الماء على سفينة «نانآو» ستختتم بحلول نهاية شهر سبتمبر (أيلول) المقبل.

وكانت السفينة غرقت في مياه سانديانجين قبالة بلدة نانآو بمدينة شانتو في وسط أو أواخر عهد أسرة مينغ (1368م - 1644م). ويعتقد أن السفينة كانت متوجهة إلى الفلبين وماليزيا. وتعد مقاطعة قوانغدونغ مركزا رئيسيا للتجارة البحرية في الصين القديمة. وقال الخبراء إن التحف التي انتشلت من سفينة «نانآو» قدمت أدلة إضافية على أن «طريق الحرير البحري» كان موجودا في بحر الصين الجنوبي.

وكانت السفينة، المقدر طولها بـ25 مترا وعرضها 7 أمتار، قد اكتشفت من قبل صيادين محليين في مايو (أيار) عام 2007، وهي مدفونة على عمق 27 مترا من سطح البحر وعلى بعد نحو 5.6 ميل بحري من شانتو.

جدير بالذكر أن الصين تهتم بالسفن الغارقة وآثارها وكانت قد أعلنت نهاية شهر يوليو (تموز) الماضي عن اكتشاف 65 قطعة من التحف النفيسة في أنقاض سفينة قديمة أخرى يعود تاريخها إلى زهاء 200 سنة. وقام فريق من 251 شخصا من الآثاريين بعمليات غطس إلى الحطام وبلغت مدة الغوص الإجمالي لهم 12 ألف دقيقة، لاستكمال البحث.

ومن بين التحف المستخرجة من الحطام حينها 30 قطعة من الخزف الأزرق والأبيض و5 قطع من الخزف الملون و4 قطع من الأدوات الفخارية، بالإضافة إلى عملة برونزية قديمة و24 قطعة من التحف الحجرية، وغيرها.