مشروع ثقافي لتنشيط القراءة في السعودية

يستخدم وسائل من بينها عقد لقاءات نقاش مع الكتاب وتوفير كتب في المطارات

TT

على الرغم من أن أول تقرير عربي للتنمية الثقافية صادر عن «مؤسسة الفكر العربي» أبان أن معدل القراءة في العالم العربي يتراوح حول مستوى 4 في المائة، وأن نصيب القراءة لدى القارئ العربي لا تتعدى 6 دقائق فقط، لكن بعض المشتغلين بنشر ثقافة القراءة في السعودية يعتبرون أن القراءة تسير على خطى حثيثة وأنها تسجل ارتفاعا وتحسنا ملحوظا.

ويقول الدكتور فهد العليان مدير المشروع الثقافي لتجديد الصلة بالكتاب بمكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن الشواهد توضح أن القراءة تمر بحالة صحية من خلال الاهتمام بمعارض الكتاب، مقرا في الوقت نفسه أن هناك تقصيرا تجاه صناعة ونشر ثقافة القراءة.

وشدد العليان على حرص السعودية على منهجة القراءة كمكون ضروري لدى الفرد في المجتمع، مستدلا بتأسيس هذا المشروع بوصفه أحد اهتمامات أمانة المكتبة.

يذكر أن الهدف من المشروع الثقافي لتجديد الصلة بالكتاب، نشر ثقافة القراءة بين أفراد المجتمع، وأن هناك العديد من البرامج التي يقدمها ومنها «ملتقى تجاربهم في القراءة» الذي يستضيف العديد من المثقفين والمثقفات لعرض تجاربهم في القراءة لتستفيد منها الأجيال المقبلة، مشيرا إلى أنه تم إصدار كتاب يحمل عشرة لقاءات سابقة بدءا من الدكتور عبد الله الغذامي والدكتور سعد البازعي وسليمان العودة ونجيب الزامل وأميمة الخميس، وضمن المشروع أيضا، كمل العليان.

برنامج «القراءة في المطارات» يهدف لإيجاد الفرصة للقارئ ليقضي وقته مع الكتاب وقت الانتظار، سواء أكان صغير أم كبيرا.. وهناك أيضا برنامج «مهرجان القراءة الحرة لطلاب وطالبات التعليم العام»، وهو ينظم بمعدل مرتين في العام في فرع مكتبة الملك عبد العزيز العامة بحي المربع بالرياض، حيث يستضيف الطلاب لقضاء وقت مع القراءة الحرة، كما أن هناك الملتقيات والورش التدريبية للمعلمين والمعلمات بالمرحلة الابتدائية للتدرب على فن القراءة.

من ناحيتها، أوضحت فاطمة الحسين مديرة المكتبة النسائية ومكتبة الطفل بفرع مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالمربع بالرياض، أن المكتبة تتيح القراءة للجميع، كما أنها تشرف شخصيا على ملتقى «كتاب الشهر» في أول كل شهر لتقديم وجبات للقراءة تحتوي على مختلف صنوف المعرفة الإنسانية والعلمية والفكرية.

وتقول فاطمة الحسين إن عدد القارئات السعوديات في زيادة مستمرة، مستشهدة بعدد القارئات اللاتي يحضرن ملتقى «كتاب الشهر»، إذ بدأ من ثلاثين إلى أربعين قارئة حتى تجاوز العدد مؤخرا مائة قارئة بزيادة تبلغ 70 في المائة.

وتعتقد الحسين أن الملتقى ساهم بشكل كبير في إنضاج تجربة القراءة لدى الكثيرات، ذلك لأنه يجمع بين المختصين والقراء العاديين، وهو بذلك فرصة للنقاش ليستفيد كلاهما من بعضهما.

وصنفت الحسين القارئ إلى صنفين: القارئ النقدي، مبينة أن هذا الصنف من القراء يتميز بنخبويته وعمقه واستجلائه لمضمون الكتاب، حتى تتكون له تجربة نقدية ناضجة، بينما الصنف الثاني هو القارئ الذي يبحث عن متعة القراءة سواء كان ذلك في الروايات أو القصص أو غيرهما.