أمير تاج السر: أقرأ «قصة الحب والظلام» للإسرائيلي عوز.. وروايتي الجديدة تصدر قريبا

أمير تاج السر
TT

تتعدد قراءات الروائي السوداني أمير تاج السر، صاحب رواية «صائد اليرقات» التي وصلت للقائمة القصيرة لجائزة «البوكر» العربية عام 2011.. يقول تاج السر، «أواصل منذ فترة قراءة رواية (قصة عن الحب والظلام) للكاتب الاسرائيلي عاموس عوز، وهي كتاب ضخم عن سيرته الشخصية التي كتبها بنفس إبداعي، وعلى الرغم من العنصرية التي تصبغ الكتاب، والتي ذكرت مرة بأن عاموس كتبها بقلم متسخ على الرغم من ثقافته، واستنارته وافتراض إنسانيته، تجاه شعب يحتل أرضه، وأنه سار على نفس النهج التي تسير عليه الأدمغة اليهودية العادية، إلا أن في الكتاب نواح كثيرة ممتعة، والقصة في حد ذاتها، كثيرة التشعب ومشوقة، وأستطيع أن أعتبرها نموذجا للسيرة الصادقة، غير المطعمة بالخيال. كذلك أقرأ أيضا كتابا لطبيبة أميركية، كانت قد أصيبت بمرض الاكتئاب الحاد وقاومته، وكتبت كل ذلك في سيرة مشوقة، أشبه بالعمل الأدبي».

يضيف تاج السر: «ولأنني مغرم بأدب الرحلات الذي يفتح عوالم مغلقة، ويوحي بالكتابة، فقد اقتنيت كتابا لرحالة إنجليزي، عن زيارته لمكة منذ قرنين، وبدأت فيه. التشويق واضح في الكتاب، وما يحكيه الرحالة يمكن أن يعاد إنتاجه في رواية، مثلما فعلت في روايتي (أرض السودان)، حين أعدت إنتاج رحلة قام بها شاب إنجليزي إلى السودان في القرن التاسع عشر، كذلك هناك ثمة أعمال لروائيين شباب، كلفت بقراءتها من قبلهم، وأحاول مطالعتها من حين لآخر».

يضيف تاج السر: «هناك كتب كثيرة أعيد قراءتها من آن لآخر للاستمتاع ومنها كتاب ألف ليلة وليلة العظيم، الذي أعتبره من كتب الخيال المهمة، ودائما ما أعود لقراءة أجزاء منه، كلما وجدت وقتا لذلك، أيضا رواية (الحب في زمن الكوليرا)، و(مائة عام من العزلة) لماركيز، وذلك من أجل المتعة الشخصية، وإنعاش الخيال حين أكون راكدا إبداعيا، ومن الكتب التي شدتني وأعدت قراءتها كثيرا، رواية (الأشياء تتداعى) للكاتب النيجيري تشينوا زشيبي التي صدرت في الخمسينات من العام الماضي، وتعتبر واحدة من الأعمال الشاهقة في أي وقت، لما حوته من فن وأساطير أفريقية، وظفت في مقاومة الاستعمار لأفريقيا». يعتبر تاج السر بعض الكتب بمثابة مراجع له. يقول عن ذلك، «بالإضافة للسفر الجميل ألف ليلة وليلة، هناك أعمال كثيرة أعدها مراجع لي، منها كتاب كليلة ودمنة، آداب أميركا اللاتينية، وما كتبه الإسبان مثل المخطوط القرمزي والوله التركي؛ لأنطونيو غالا، ومن أعمالي الشخصية أعتبر روايتي (مهر الصياح) مرجعا خاصا يحق لي أن ألجأ إليه حين أحس بالجفاف».وعن آخر كتاباته، يقول تاج السر، «انتهيت في الشهر الماضي من رواية اسمها (366)، كتبتها بإيحاء من قصة حقيقية، حين عثرنا ونحن طلاب في المرحلة الثانوية، تحت سور مدرستنا، في مدينة بورسودان، على رسائل معنونة بـ(رسائل المرحوم إلى أسماء)، وكانت كلها بكاء، ونعي للحب الضائع، من شخص سمى نفسه المرحوم. تلك الرسائل التي نسيتها بمرور الزمن وضاعت، عادة لتلح مرة أخرى، وقمت بإعادة إنتاجها في هذه الرواية التي أعتبرها قد أثرت في شخصيا. أعتقد أنها ستنشر نهاية هذا العام». وصدرت لأمير تاج السر مؤخرا، رواية «إيبولا » عن دار الساقي في بيروت، وهي تتحدث عن زمن انتشار مرض إيبولا القاتل، الذي يسبب الحمى النزيفية، في جمهورية الكونغو، وجنوب السودان في عام ، وقد حوت لوحات إنسانية للمرض، واشتملت علي شخصيات متعددة، بعضها أسهم في انتشار المرض وبعضها أسهم في مقاومته، ويعتبرها من رواياته المهمة التي تحدث فيها عن الإنسان الفقير والمهمش، أمام بطش الأوبئة. وحول طقوس القراءة، يقول تاج السر، «أقرأ في الوقت الذي أجده، وغالبا جالسا على مقعد، مما يمنح القراءة جدية، وأقرأ لساعتين أو ثلاثة يوميا، حسب الوقت، خاصة حين لا تكون لدي كتابة، وفي زمن الكتابة، أتوقف تماما عن القراءة، حتى تنتهي روايتي. أقرأ ورقيا في الغالب وإلكترونيا إذا كنت مضطرا، مثل أن يرسل لي أحدهم كتابا على البريد الإلكتروني، ويترجاني لإبداء الرأي، أو حين لا أعثر على كتاب مهم ورقيا وأعثر عليه إلكترونيا. للورق عشاقه، وهناك عشاق للكومبيوتر، وهناك من يقرأ من الاثنين بنفس الكفاءة».

وعن طقوس الكتابة، يقول تاج السر، «أكتب في مكان عام، أسميه الركن في أحد الفنادق؛ حيث يتوافر الجو المريح، وأندمج في عالمي بعيدا عن الذين يحيطون بي، أكتب نحو ألف كلمة في اليوم، ولا أنقطع عن الكتابة اليومية مهما كانت الظروف؛ لأن الانقطاع يجعلني أعيد قراءة ما كتبته عدة مرات حتى أدخل عالمي مرة أخرى».