يصدر قريبا.. دراسة عراقية عن الأعشاب الطبية في السعودية

غلاف الكتاب
TT

يصدر بداية عام 2003 عن «الدار العربية للموسوعات» ببيروت، كتاب «الأعشاب الطبية في المملكة العربية السعودية»، وهو من تأليف د. مظفر أحمد الموصلي. هنا مقدمة الكتاب، ومقتطفات من الفصل الأول.

المقدمة

يقول الله تعالى في كتابه العزيز «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» (سورة آل عمران: 191)، ولعل أكثر ما يألف الإنسان من حوله تلك المملكة التي اقترن وجوده بوجودها ألا وهي المملكة النباتية، التي ما انفك البشر من يوم خلق يتعامل مع أجناسها وأنواعها ليأخذ منه الطيب والمفيد، كغذاء و/ أو تطبيب، وفي مجال التطبيب، مهتدين برسولنا الكريم؛ فعن جابر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: (لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل) (صحيح مسلم - باب لكل داء دواء واستحباب التداوي – 4084). وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء) (صحيح البخاري - باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء - 5246).

نعم، تسبب الأعشاب خسائر في المساحات المزروعة تصل إلى 10 إلى 15 في المائة من الإنتاج الكلي للمنتجات الزراعية، هذه الخسائر ناتجة أساسا من منافستها للمحاصيل المزروعة على الماء والعناصر الغذائية كما أنها فصائل تستضيف الكثير من الآفات والأمراض النباتية، لكن وجود هذه النباتات في البراري والصحراء غير المزروعة يعطي جانبا مضيئا من خلال فوائدها الطبية. وقد أنعم سبحانه وتعالى على المملكة العربية السعودية بالكثير من النعم ومنها هذه الأعشاب التي تستخدم لعلاج بعض الأمراض في الطب الشعبي، هذه الأعشاب غير مؤكدة علميا، ولهذا تحتاج إلى بحوث ودراسات مستفيضة للتأكد من صحة الادعاءات حول التدواي بها، ولكن يحدونا الأمل أن يكون هذا الكتاب مفتاحا للبدء بتقصي الفوائد الطبية بطريقة علمية لهذه الأعشاب، إن المملكة العربية السعودية غنية بثروتها النباتية (أكثر من 1000 نبات ذكرت في الفلورا السعودية). تم حصر 80 عائلة (فصيلة نباتية) تشتمل 250 جنسا يتفرع منها 2100 نوع، عدد كبير من هذه الفصائل والأجناس والأنواع أعشاب لها قيم طبية. المعلومات التي جمعت عن الكثير من النباتات المختلفة سجلت على أنها تحتوي على أنواع مختلفة من الزيوت الطيارة والقلويدات والجيكلوسيدات والتانينات ومواد أخرى، التي يمكن استخدامها في صناعة العطور والأدوية وفي الطب الشعبي، لقد أوردنا 100 نبات نعتقد أنها الأكثر انتشارا في المملكة، والـ100 بداية حقيقية للـ1000 نبات لهم فوائد طبية هم الآن في أحضان المملكة.

* المناخ والزراعة

* يختلف مناخ المملكة من منطقة لأخرى لاختلاف تضاريسها، وهي تقع تحت تأثير المرتفع الجوي المداري، وعموما، فإن المملكة مناخها قاري حار صيفا بارد شتاء وأمطارها شتوية، ويعتدل المناخ على المرتفعات الغربية والجنوبية الغربية، أما المناطق الوسطى فصيفها حار وجاف وشتاؤها بارد وجاف، وعلى السواحل ترتفع درجة الحرارة والرطوبة وتسقط الأمطار في فصل الشتاء والربيع، وهي أمطار شحيحة على معظم مناطق المملكة، ما عدا المرتفعات الجنوبية الغربية من المملكة؛ فأمطارها موسمية صيفية أكثر غزارة من باقي المناطق، أما الرطوبة النسبية فترتفع على السواحل والمرتفعات الغربية في معظم أيام السنة، وتقل كلما اتجهنا إلى الداخل.

تطورت الزراعة بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وهي ذات طبيعة مزدوجة. هناك من جهة، البدو أصحاب الإنتاجية والرأسمالية الضئيلة جدا، ومن جهة أخرى الإنشاءات والتجهيزات الحديثة التي استلزمت استثمارات طائلة.

وأهم الإنتاج الزراعي حبوب 4.75 مليون طن (أهمها القمح: 4 ملايين طن، يصدّر قسم كبير منها إلى دول العالم ويعطى قسم إلى الدول العربية)، بلح 548000 طن، بندورة 390000 طن، بطيخ 461000 طن، شمام 320000 طن، عنب 100000 طن، بصل، بطاطا، شعير، حمضيات، تين، وذرة بيضاء، بذر سمسم.

ماشية: أبقار 216000 رأس، جمال 419000 رأس، أغنام 8.1 مليون رأس، ماعز 3.4 مليون رأس. صيد الأسماك 50000 طن (لؤلؤ).

تم تسجيل ما يقرب من 2100 نوع نباتي في المملكة العربية السعودية منها نحو 35 نوعا نباتيا متوطنا، ومن ناحية التوزيع المكاني تتركز النباتات في المناطق الجافة من المملكة، بصفة رئيسية في المناطق المنخفضة كالروضات والأودية ومسارب المياه حيث تتجمع المياه بعد الأمطار، أما النباتات المعمرة التي تمثل ما بين 35 و40 في المائة من عدد الأنواع الصحراوية، التي تعطي المناطق الصحراوية مظهرها النباتي معظم أيام السنة فتوجد عادة على مساحات محدودة كحواف الروضات والأودية والبقاع المنخفضة والأراضي ذات الرواسب الفيضية والريحية ذات التراب العميقة، كما توجد هذه النباتات كذلك على الكثبان الرملية والسباخ.

وينمو في الأراضي المرتفعة في جنوب وجنوب غربي شبه الجزيرة العربية غابات وأعشاب سافانا الأراضي المرتفعة مثل تلك التي تنتشر في شمال شرقي أفريقيا، أما المناطق الصحراوية المنخفضة من هذا الإقليم فتنمو فيها الأنواع النباتية الشبيهة بالسافانا مثل الطلح والسمر والسلم وغيرها من الأشجار المدارية المبعثرة.