الروائي المصري يوسف زيدان: روايتي الجديدة بعنوان «غوانتانامو» وسوف أنتهي منها قريبا

يوسف زيدان
TT

يقول الكاتب والروائي المصري يوسف زيدان إنه ينهمك في الوقت الحالي في كتابة روايته الجديدة «غوانتانامو»، مما يجعل معظم قراءاته متركزة على وثائق ومصادر تتعلق بمعتقل غوانتانامو لكي يتمكن من عمل الخلفية العامة للأحداث وضبط الوقائع كما يفعل دائما في كتاباته الروائية.

وأوضح زيدان، الحاصل على جائزة «البوكر» العربية عن روايته «عزازيل»، أنه يتوقع أن ينتهي من روايته الجديدة خلال شهرين، لافتا إلى أنها تعد الرواية الثانية من ثلاثية بدأت برواية «محال» التي صدرت العام الماضي وستنتهي برواية «نور». واستطرد زيدان «تحدثت رواية (محال) عن شاب مصري يعمل في الإرشاد السياحي بأسوان ثم تتقلب به الأحوال ويتم القبض عليه على الحدود الباكستانية الأفغانية خلال الحرب الضروس التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية على حركة طالبان الأفغانية لتنتهي الرواية عند هذا الحد. أما أحداث رواية (غوانتانامو) فتدور كلها في الزنزانة، لتأتي الرواية الأخيرة (نور) وتسرد ما حدث مع الفتاة التي أحبها بطل رواية (محال). وسردت أحداث رواية (محال) على لسان (الراوي العليم) أما (غوانتانامو) و(نور) فتسردان على لسان أبطال الروايتين».

وعن طقوسه في كتابة الروايات، يقول «تتوقف على نوع العمل، فبعض الأعمال الروائية اقتضت مني السفر إلى نفس الطريق الذي دارت فيه الأحداث مثلما هو الحال في رواية (النبطي).. أما رواية (عزازيل) فقد كتبت نصفها الأول أمام شاطئ البحر في الإسكندرية، وكتبت مسودات النصف الثاني منها في دير سمعان العمودي بشمال حلب، وقمت بمراجعته في منطقة جبل النور بشمال إيطاليا».

وعن الأعمال الأدبية التي يُعيد قراءتها من آن لآخر، يذكر أن الأعمال الأدبية التراثية تستهويه مثل «حي بن يقظان» لابن طفيل، وهي أسطورة عربية تحكي قصة شخص يدعى حي بن يقظان نشأ في جزيرة وحده، وترمز للإنسان وعلاقته بالكون والدين، كما تحتوي على العديد من القصص والأساطير الفرعية، أنشأها فلاسفة، وأيضا «رسالة العشق» لابن سينا، وديوان «المثنوي» لجلال الدين الرومي، بالإضافة إلى قصائد الشعر الصوفي التي يميل إليها بشدة.

ونوه زيدان بأنه يحب متابعة أعمال عدد من الأدباء من أبرزهم الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس، والكاتب الكولومبي غابريل غارسيا ماركيز، بالإضافة إلى متفرقات روائية حيث اعتاد على متابعة وقراءة كل ما يقع تحت يديه منذ سنوات الصبا.

وأشار إلى أنه ستصدر له قريبا ثلاثة كتب تضم «السباعيات» التي نشرها في إحدى الدوريات المصرية تحت اسم «سباعيات التوهم.. سباعيات التدين.. سباعيات الثورة»، وفي كل كتاب من الكتب سبعة فصول أعاد فيها كتابة مقالاته المتفرقة، لافتا إلى أن القضايا المطروحة في الكتب ستأخذ شكلا جديدا أكثر اتساقا وتدقيقا لتكون مناسبة للنشر في كتاب.

ويتوقع زيدان أن تثير الكتب الثلاثة «نوعا من الاستنارة والإفاقة من توهمات كثيرة يعاني منها العقل العربي المعاصر بسبب الوعي التاريخي المغلوط وأنماط التدين المعكوس والأفكار المتعلقة بالثورة المصرية والثورات العربية».

وليوسف زيدان، بالإضافة إلى الأعمال الروائية، عدد من المؤلفات والأبحاث العلمية في الفكر الإسلامي والتصوف والتراث العربي المخطوط، وشغل العديد من المناصب من أبرزها العمل كمستشار لعدد من المنظمات الدولية كاليونيسكو وجامعة الدول العربية، كما أشرف على مشاريع ميدانية كثيرة تهدف إلى رسم خارطة للتراث العربي المشتت بين أرجاء العالم المختلفة.