الحقيبة الثقافية

TT

* رواية عن الثورة السورية

* للروائي والكاتب السوري عدنان فرزات صدرت مؤخرا روايته الثالثة التي تحمل عنوان: «كان الرئيس صديقي»، عن دار المبدأ للنشر والتوزيع في الكويت.

وتتحدث الرواية بشكل مباشر عن الأحداث الجارية في سوريا، من خلال ضابط أمن يبوح بأسرار عمله بعد أن أحيل إلى التقاعد، حيث تم تكليفه من قبل مرؤوسيه بمراقبة فنان كاريكاتير يرسم عن الحريات وحقوق الإنسان، فتنشأ بينهما علاقة خفية ما تلبث أن تتحول إلى واقع يعيشه الضابط والفنان، فيصبح الأول على أثرها إنسانا مرهفا فينقلب على عمله السابق، وينخرط في الثورة.

وعدنان فرزات، هو شقيق رسام الكاريكاتير السوري على فرزات الذي تعرض لاعتداء في دمشق بسبب انتقاداته النظام. وتتفرع الرواية للحديث عن صداقة غير متكافئة إنسانيا بين رسام الكاريكاتير والرئيس، التي تكون نتيجتها الطبيعية أن تتحول الصداقة لاحقا إلى خلاف مبدئي بينهما، فيتعرض الرسام لاعتداء أدى إلى تكسير أصابعه، وكاد يودي بحياته. وهو يمثل إسقاطا روائيا لحادثة الاعتداء على علي فرزات.

وتنتقل الرواية بين شخصيات أخرى، مثل شخصية عازف على آلة الكمان، والذي يدخل المؤلف من خلاله إلى عالم السجون والزنزانات التي يتم اعتقال العازف فيها، ويعرج أيضا على شخصية محورية لامرأة يتم تسخيرها من دون علمها لتتتبع ومراقبة شخصيات بتكليف من الضابط السابق الذي ما يلبث أن يستفيق ضميره بعد مشاهد القتل فيقول: «الذي دفعني للتفكير بكتابة هذه الرواية هو إحساسي بالذنب بأنني كنت شريكا في قمع الناس، أحسست أنني أحد الذين أمسك الضحية من ذراعيها ثم كتفها كخروف في المسلخ. ولكنني أجد نفسي ملزما أمام ثورة الناس أن أعترف على سبيل طلب الغفران من نفسي التي أخجل منها أحيانا، لدرجة أنني أتحاشى النظر إلى صور الشهداء على شاشات التلفزيون».

عدنان سبق أن أصدر روايتين هما: «جمر النكايات»، و«رأس الرجل الكبير»، وكلتاهما تتناول الصراع ضد القهر والقمع، لكن روايته «رأس الرجل الكبير»، كانت أقرب لتناول الأحداث في سوريا بشكل مباشر. وجاء الغلاف من تصميم الفنان التشكيلي أسعد فرزات. ويقول الناشر الأديب مبارك بن شافي الهاجري، إن هذه الرواية تحمل ملامح مفعمة بالإحساس الإنساني، وهي تعد سباقة في توثيق وتأريخ مرحلة مهمة، وهو ما تناوله الروائي عدنان فرزات بفنيات مستحدثة على سبيل سرد الأحداث وتنقله بين الشخصيات فوق جسر رشيق وزاخر بالأحداث.

* إصدارات لـ«جداول» في الشعر والسيرة والنقد

* عن دار «جداول» للنشر والترجمة في بيروت، صدر مؤخرا ديوان بعنوان «عندما يزهر الحب» للشاعر محمد الفهد العيسى، وهو دبلوماسي، وشاعر رومانسي، وفنان مبدع، ولد في منتصف العشرينات في مدينة عنيزة السعودية، ونشأ في وسط متدين في المدينة المنورة، فصار نموذجا خاصا بين شباب جيله، يجمع بين المحافظة الاجتماعية من ناحية، والليبرالية المنضبطة من ناحية أخرى.

تعرّض في منتصف شبابه - إثر كتابة بعض القصائد الجريئة - لهجمة شرسة من أحد المتشددين دينيا، تسببت في تعطيل مسيرته الوظيفية المتصاعدة، ثم أصبح لاحقا سفيرا للسعودية لدى موريتانيا، فقطر والكويت والأردن وعمان والبحرين، يحمل قلمه الشعري أينما حل، فأصدر في مسيرته الأدبية الطويلة مجموعة كبيرة من الدواوين، ثم صار عضوا في مجلس الشورى، وقد ألف كتابا عن تاريخ الدرعية (العاصمة الأولى للدولة السعودية)، وأسهم في الستينات بكتابة عدد من البرامج التلفزيونية التي وثقت الفنون الشعبية وإيقاعاتها في الجزيرة العربية.

كذلك، صدر عن «جداول» كتاب «أصوات من ثقافة العالم» لمؤلفه الدكتور فخري صالح، وفي هذا الكتاب الذي يقع في 339 صفحة، يعثر القارئ على إضاءات حول أدباء ومثقفين بارزين في آداب العالم، غربا وشرقا، شمالا وجنوبا. وهو يجمع بين دفتيه أسماء خوسيه ساراماغو البرتغالي وكارلوس فوينتيس المكسيكي وأرونداتي روي الهندية وتيد هيوز الإنجليزي وشيموس هيني الآيرلندي وإسماعيل كاداريه الألباني، وأسماء أخرى كثيرة وصولا إلى الروائي والكاتب الصيني مو يان الحاصل على نوبل للآداب عام 2012. كما صدر عن «جداول» كتاب «مناحي نقد ابن تيمية لابن رشد» لعبد العزيز العماري، ويتناول الكتاب الذي يقع في 480 نقد ابن تيمية لابن رشد، ذاكرا أن ذلك النقد أتى لاعتقاده أن ابن رشد «في تناوله للكثير من القضايا والمسائل الكلامية والفلسفية، وانتصاره للعقل والبرهـان أو العلم بمعناه الأرسطي، قد جنح عن مذهب السلف؛ إما بإيراده لأمور فاسدة من عنده، أو أنه ردد فيها فساد ما قاله من سبقه من المتكلمين والفلاسفة اليونانيين خصوصا منهم أرسطوطاليس ومن شايعه على مذهبه. وأنه في كل ذلك، وفي كثير مما قاله أو ردده، كان مخالفا فيه صحيح المنقول وصريح المعقول على حد العبارة التيمية».

* أسرار «الذاكرة» أحدث إصدارات «كلمة»

* أصدر مشروع «كلمة» للترجمة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة كتابا جديدا بعنوان: «الذاكرة، أسرارها وآلياتها» لمؤلفه لوران بوتي ونقله إلى العربية الدكتور عز الدين الخطابي.

تضمنت محاور الكتاب مجموعة من القضايا، استهلها المؤلف بعرض تاريخي لمفهوم الذاكرة وتطور دلالته من العصور القديمة إلى البدايات الأولى لظهور السيكولوجيا العصبية التي ستساهم أعمال المشتغلين في إطارها، في وصف المناطق الدماغية المعنية بمختلف أنظمة الذاكرة. وتتعزز هذه الأعمال كما ستكتسب دقة أفضل، بفعل نتائج الأبحاث في مجال العلوم العصبية وتقنيات التصوير العصبي الوظيفي للدماغ وتحديدا تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي. فقد ساعدت هذه التقنيات على تصنيف أشكال الذاكرة وعلى التمييز بين ذاكرة ذات مدى قصير وأخرى ذات مدى طويل وبين ذاكرة مرحلية وأخرى دلالية وبين ذاكرة الاشتغال والذاكرة الإجرائية. وأثبتت هذه الأبحاث أنه لا توجد داخل دماغنا منطقة واحدة ووحيدة للذاكرة، لأنه ليس هناك صنف واحد لها ولأن الأصناف المتعددة المذكورة، تنبثق من عمل شبكات موجودة بجهازنا العصبي، موزعة على مجموع المناطق الدماغية. لذلك فإن الوصف التشريحي والوظيفي للبنيات الدماغية المرتبطة بمختلف أنظمة التذكر، يستدعي استعمال قاموس التشريح الوصفي للدماغ الإنساني المتضمن لعدة فصوص (صدغية وجبهية وجدارية ومحيطية وخلفية). وعلى سبيل المثال، فإن الذاكرة المرحلية تتوقف على الفص الصدغي الأوسط وعلى المناطق الجبهية، كما أن الذاكرة الدلالية تتوقف على القشرة الدماغية برمتها، وهو ما يسمح بضبط المعلومات التي تم تخزينها والاحتفاظ بها وتنشيطها أو تشغيلها.

وقد ساهم توسيع حقول الأبحاث في العلوم العصبية التجريبية وفي السيكولوجيا المعرفية عموما واستثمار تقنيات التصوير العصبي الحديثة، في تقديم معطيات متكاملة ودقيقة بخصوص طبيعة ووظيفة مختلف مكونات أنظمة الذاكرة. ما جعل الاهتمام بهذه العملية، موضوعا علميا بامتياز ستكرس له المؤسسات والمختبرات العلمية جهدا كبيرا واستثمارا ماليا هائلا، من أجل الكشف عن الأنشطة المعقدة لدماغنا، بخصوص تذكر المعلومة واسترجاعها وإخضاعها للترميز.

ويشير المؤلف إلى أن المعطيات العلمية المتراكمة خلال العقود الأخيرة، وتحديدا المعطيات المتوافرة عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، سمحت بتصنيف مهام ذاكرة الاشتغال لدينا إلى فئتين: فهناك المهام التي تستدعي تخزين وترسيخ التمثلات وهناك المهام التي تستدعي تشغيل وإبراز المضامين، وهي بمثابة عمليات تنفيذية. وتتمركز المهام المختلفة داخل مناطق كثيرة من الدماغ، استطاع الباحثون في مجال العلوم العصبية والتصوير العصبي، تحديد مواقعها بدقة أكبر، مما ساهم في إغناء معطيات السيكولوجيا المعرفية التي كانت هي المادة المرجعية الوحيدة من قبل، بالنسبة لدراسة الذاكرة الإنسانية.