المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية بـ500 فعالية على مدار العام

ولي العهد السعودي يرعى افتتاح المناسبة في احتفالية كبيرة بعد غد

تم رصد أكثر من 500 فعالية بمشاركة أكثر من 50 جهة حكومية وأهلية وخاصة ومؤسسات محلية ودولية وإقليمية للمشاركة في احتفالية إعلان «المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية 2013»
TT

تنطلق بعد غد (الثلاثاء) احتفالية إعلان «المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية 2013»، والتي يرعاها الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وسط حضور كبير من المسؤولين والمثقفين وشخصيات فكرية ودينية من مختلف أنحاء العالم.

ويرأس اللجنة العليا للمناسبة الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، في حين يشغل وزير الثقافة والإعلام نائبا للرئيس، وتضم في عضويتها عددا من العلماء والمسؤولين.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن حفل الافتتاح سيشهد عرض فيلم وثائقي بعنوان «المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية». وتستضيف الأمانة العامة لحفل الافتتاح 130 شخصية إسلامية من خارج المملكة ومن مختلف الدول الإسلامية، إضافة إلى 150 شخصية من داخل المملكة، بالإضافة إلى الحضور من المدينة المنورة لحفل الافتتاح.

وتتضمن فعاليات المناسبة التي ستركز على إبراز الوجه الحضاري لأول عاصمة إسلامية، تقديم عدد من الفعاليات تستمر على مدار العام، من بينها إقامة معرض السيرة النبوية بجوار مسجد قباء، ومعرض محمد رسول الله بجوار المسجد النبوي.

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال الدكتور عيسى القايدي، رئيس اللجنة الإعلامية لفعالية «المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية 2013»، فعاليات هذه المناسبة تمتاز «بالتنوع والاستمرار على مدار العام، وقد تم رصد حتى الآن أكثر من 500 فعالية بمشاركة أكثر من خمسين جهة حكومية وأهلية وخاصة ومؤسسات محلية ودولية وإقليمية».

وأضاف، أن هناك «فعاليات وبرامج لمختلف القطاعات (عامة، شبابية، نسائية، للأطفال) في أكثر من أربعين موقعا في المدينة المنورة».

* فعاليات

* وقال القايدي، إن هذه المناسبة تضم بين فعالياتها 30 ورشة عمل، وأكثر من 60 ندوة، و32 مهرجانا، و30 ملتقى، وستنظم أكثر من 20 مسابقة مرتبطة بالمناسبة. كما ستقام ما يقارب 45 محاضرة، ونحو 60 معرضا، وغيرها من الأنشطة والفعاليات المتنوعة مثل إقامة المتاحف واللقاءات العلمية والثقافية، وإصدار الكتب، وإنتاج الأفلام والعروض المسرحية والدورات التدريبية، والجولات الميدانية للمواقع التاريخية والحضارية والأثرية بالمدينة المنورة، وحلقات النقاش والبرامج الثقافية والاجتماعية والعلمية المتنوعة.

وتشمل فعاليات المناسبة تنظيم محاضرة للشيخ صالح بن حميد، بعنوان «شبابنا المسلم والتطلعات»، وتنظيم اللقاء العلمي للجمعية التاريخية السعودية، والمؤتمر الدولي الرابع للأوقاف، وعقد اجتماع لمسؤولي الإذاعات القرآنية في الدول الأعضاء في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة لدراسة سبل تعزيز دور الإعلام السمعي في التعريف بقيم الإسلام.

كما تشمل الفعاليات عقد سلسلة ندوات عن أعلام المدينة المنورة، والملتقى القيادي الأول لتطوير الأداء في قطاع التمويل الإسلامي (HPIF)، ومعرض صور عن الحرمين الشريفين، وعقد ندوة دولية حول تجديد الخطاب الإسلامي في الغرب من أجل تعزيز الحوار بين أتباع الحضارات والديانات (في إطار تفعيل كرسي الإيسيسكو للحوار واحتفاء بالمدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2013) في فرنسا، ومحاضرة للشيخ الدكتور صالح بن حميد للتعريف بكتاب «تاريخ أمة في أئمة: تراجم لأئمة الحرمين وخطبائهما».

كما تضم الفعاليات عقد ندوة الحوار الحضاري وجهود ومبادرات خادم الحرمين الشريفين فيه وعقد الاجتماع العاشر لرؤساء المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية في أوروبا لتفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، والذي سيعقد في المملكة المتحدة تزامنا مع المناسبة، وإقامة اللقاء العلمي لجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتنظيم ورشة إقليمية للمسؤولين التربويين حول استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التربية البيئية، وعقد الاجتماع الثالث عشر للمجلس الاستشاري لتنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي في جدة تزامنا مع المناسبة، وعقد الدورة الثامنة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة وعقد اجتماع لمسؤولي الإذاعات القرآنية في الدول الأعضاء في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة لدراسة سبل تعزيز دور الإعلام السمعي في التعريف بقيم الإسلام، وكذلك إقامة مؤتمر الأدباء الرابع الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام، وملتقى المراكز العلمية في الدول العربية والإسلامية الذي يعنى بخدمة التاريخ العربي والإسلامي والمؤتمر العالمي عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، وحقوقه على البشرية، وغيرها كثير.

* مشاركات عالمية

* وعن الجديد الذي تضيفه اللجان المشرفة على هذه الاحتفالية، يقول القايدي: «لقد تمت دراسة المناسبات السابقة لاختيار عاصمة الثقافة الإسلامية والاستفادة من تجربتها، كما قام فريق بزيارة لمقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، للتنسيق والاستفادة من الفعاليات السابقة». وأضاف: «إن الجديد في هذه المناسبة أنها في مدينة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وما تتميز به من مكانة في التاريخ الإسلامي وفي قلوب المسلمين في كل أنحاء العالم، إضافة إلى تعزيز المشاركات المحلية والإقليمية والدولية، ومشاركة كل القطاعات في المدينة المنورة، وتنوع الفعاليات التي تخاطب كافة شرائح المجتمع، وتنوعت محتويات ومضامين هذه الفعاليات لتشمل كل المجالات الثقافية والأدبية والفكرية والحضارية».

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، عن دعوة وجوه ثقافية عالمية، إسلامية، وعربية للمشاركة في هذه الفعاليات، قال القايدي: «سيشارك في الفعاليات التي تم اعتمادها من قبل الأمانة العامة للمناسبة الكثير من المثقفين والمفكرين والأدباء والمتخصصين من مختلف دول العالم الإسلامي وغيرها، إضافة إلى المناسبات التي يشارك بها متخصصون من دول العالم الإسلامي مثل عقد الدورة الثامنة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة، وغيرها».

كما أجاب رئيس اللجنة الإعلامية عن سؤال «الشرق الأوسط» بشأن تأثير الموقع الديني للمدينة المنورة على تنوع الفعاليات، قائلا: «جميع البرامج والأنشطة والفعاليات تنطلق من أساس إسلامي ومن مدينة المصطفى، صلى الله عليه وسلم، وهي تتناول كل المجالات الدينية والثقافية والفكرية والأدبية والحضارية والتاريخية والاجتماعية وغيرها من جوانب الثقافة المتعددة، ولا تقتصر على جانب واحد فقط، بما يتناسب مع مكانة المدينة المنورة ويتسق مع أهداف وطبيعة هذه المناسبة».

وردا على سؤال بشأن إمكانية أن يكون هناك متسع للبرامج الفنية والفلكلور والمسرح والفن التشكيلي وغيرها، أجاب القايدي: «الفعاليات متنوعة المضمون والشكل أيضا، فهناك جولات سياحية ومعارض ودورات تدريبية وورش عمل ومحاضرات ولقاءات ثقافية ومسابقات وملتقيات وأنشطة رياضية ومؤتمرات ومسابقات وأمسيات شعرية وبرامج إنشادية وأفلام وعروض مسرحية ومتاحف ومعارض فنية وفنون تشكيلية ومهرجانات ومتاحف وغيرها من مجالات الثقافة والفكر، ومن أمثلة هذه البرامج معرض الفن الغرافيتي، ومعرض الأشغال الفنية والمعرض الفني التشكيلي، ومهرجان المدينة الأول للأفلام القصيرة، وكل ذلك في إطار الضوابط التي وضعتها الأمانة العامة للمناسبة».

وسألت «الشرق الأوسط» عن قصة الجدل الذي برز على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن شعار المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية، وخصوصا في ما يتعلق بموقع القبة النبوية، فقال رئيس اللجنة الإعلامية: «حقيقة الجدل الذي أثير أن هناك الكثير من الشعارات، سواء التي قدمت للجنة العليا أو أمانة المناسبة بشكل رسمي أو التي نشرها أصحابها في شبكة الإنترنت بجهود شخصية ولم يتقدم بها أصحابها كمشاركة لاعتمادها، ولذلك ظهرت بعض الشعارات المختلفة في تصميمها ومحتوياتها، إلا أن اللجنة العليا للمناسبة اعتمدت الشعار الرسمي بعد دراسة كل الشعارات التي وصلت إليها».