«العصور الجديدة»: «إنسان المستقبل» و«الحرية والإبداع»

TT

بمناسبة مرور سنة على تأسيسها، صدر عدد خاص من مجلة «العصور الجديدة»، وتضمن بحثاً لأدونيس تحت عنوان «نحو انسان المستقبل في ما وراء التقنية والعولمة» تحدث فيه عن مفهوم كلمة «حدود»، وكيف يراها في «صورتها الحربية»، ومدلولها من الناحية الفكرية. وقال أدونيس إن محو الهويات الثقافية بقوة العولمة الاقتصادية التقنية يؤدي الى تصحير الكون ثقافياً بعد أن تهيمن عليه ثقافة واحدة، وهو مايشير الى حدوث نوع من القمع والطغيان الكونيين، وقال مع ذلك لايمكن أن تكون الهوية في ذاتها كابحاً ضد الانفتاح والتواصل بل على العكس من ذلك، تأتي المحافظة عليها دافعاً لهما دون أن يصبح الانفتاح استسلاماً والتبادل تبعية والتفاعل انسحاقاً، لأن العبور الى ثقافة أخرى لا بد أن يكون بدءاً من ثقافة اولى.

ونشرت المجلة ترجمة لـ27 قصيدة للشاعر الفرنسي كلود ايستيبان كتبها في الفيوم مسجلاً انطباعاته عما رآه فيها من مشاهد وصور وقد قدمها أدونيس الى العربية. وفي الدراسات شارك علاء اللامي ببحث عنوانه «الابداع بين الحرية والوعي بها» اقترح فيه النظر الى الابداع والحرية كصنوين متماثلين ناميين في مغامرة الوجود، لأنهما من طبيعة واحدة هي الانفتاح على المجهول بوسائل وميكانزمات لايعرف كنهها أو مساراتها أحد، وأضاف ان الحرية تعتبر الشرط الأول والمعنى الأول والفاصل الأول بين الأنسنة والحيونة، وبين الانسان الحر العادل النبيل وبين البهيمة التي تسير على ساقين وذكر ان تكريس القراءة التاريخية للموضوعات الثلاثة الحرية والابداع والحدود ينبغي أن تستند الى جملة مبادئ منها رفض التفسيرات الاطلاقية سواء كانت تهدف الى تصنيم الحرية أو اعتبارها ميتافيزيقا، واعتبار أن الابداع عمل بشري ذو أبعاد جمالية تحتمل القبول والرفض والاطراء والقدح. وأن الطريق السليم الذي يمكن أن يقود لتقديم مقاربة علمية وشجاعة وانسانية يتأسس على الفحص النقدي للتجربة الحياتية والحضارية الخاص بأي شعب من الشعوب.

وقد خصصت المجلة ملفاً عن د. سعد الدين ابراهيم بعنوان «خرافة اليعاقبة الجدد»، بالاضافة الى مقالات «الابداع بين الهوية والعولمة» لفتحي عبد الله، و«غزة أم الرهبة وقاهرة الاسكندر» لفيصل الخيري، و«شريحة من سنوات المتعة وأيام العذاب» لأحمد فؤاد سليم.

كما تضمنت المجلة قصائد «سناجب» تحمل لوحة الالوان وترسم «محمد الاسعد» و«اقوال للاخت» احمد خالد و«عرس في الدلتا اربع متتاليات» حسن النجار، هذا بالاضافة الى بحث عنوانه «مفهوم الخطاب في فلسفة ميشيل فوكو» للزواوي بغورة.