500 قاص سعودي يحلمون بملتقى خاص بهم

يشكون من إهمال الجهات المعنية

خالد اليوسف
TT

أحلام مشروعة تراود كتاب القصة القصيرة في السعودية هذه الأيام، كما ينعكس ذلك في أماسيهم أو عبر وسائط التواصل الاجتماعي، فهم يرون أن القصة القصيرة في السعودية لم تنل اهتماما كافيا، على عكس أجناس الأدب الأخرى، من أي جهة أدبية وثقافية، على الرغم من نجاحاتها، وتاريخها العريض. إنهم لا يطالبون بأكثر من توفير المستلزمات الضرورية لملتقى دوري يناقش واقع القصة القصيرة وتحدياته وكيفية النهوض بها نحو آفاق أرحب، من خلال الدراسات والندوات وورش التدريب، مع أهمية الاحتفاء بروادها البارزين، ومنحهم التكريم الذي يستحقونه.

وتدل الإحصائيات على أن هناك نحو 500 كاتب قصة قصيرة في السعودية، وهو عدد كبير في هذا الزمن الذي يعاني فيه هذا النوع من الإبداع الأدبي شبه انحسار في العالم كله، وليس في منطقتنا العربية فحسب.

القاص السعودي خالد أحمد اليوسف يحلم بتنظيم ملتقى يعنى بالقصة القصيرة بالمقام الأول، معربا عن أسفه لعدم تنظيم مثل هذا الملتقى لحد الآن. يقول اليوسف: «أهمية مثل هذا الملتقى تكمن في أنه سيكون بمثابة المستنهض بدراسة وتحليل تاريخهم القصصي، وتوجهاته، واتجاهاته، ومضامينه، وجمالياته، وطرائقه، بما تميز منه وبرز. يؤسفني أن القصة القصيرة السعودية بكل نجاحاتها، وتاريخها العريض، ونتاجها الكبير لم تنل اهتمام أي جهة أدبية وثقافية، كي تخصص عنها أسبوعا أو ملتقى سنويا أو كل سنتين، لتقدم فيه الدراسات والندوات وورش التدريب، وشهادات الرواد والبارزين، ويتم فيه التكريم والتقدير والتحفيز، ويُعرض فيه ما تم نشره عنها من مجموعات قصصية ودراسات أدبية ونقدية».

ولم يخف اليوسف امتعاضه للإهمال الذي تعانيه القصة القصيرة وكتابها بقوله: «بكل كلمات الاعتذار أتقدم لزملائي بصفتي متابعا ومهتما بفن القصة القصيرة، وأعلن أني حاولت كثيرا وتواصلت واتصلت مع عدد من الجهات لكي يتم هذا منذ سنوات مضت، إلا أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل».

ويضيف اليوسف بحسرة كبيرة: «القصة القصيرة ليست أقل شأنا من الشعر والرواية حتى لا تحظى على الأقل بملتقى يعتني بها، ويتابع ما استجد في هذا الفن الجميل، وما تطور فيه شكلا وأسلوبا، ويدرس أيضا علاقته بالفنون الأدبية الأخرى ثقافيا، وأكاديميا». ويرى اليوسف أنه «حان الوقت بعد كل هذه السنين، وبعد عطاء القصاصين السعوديين المتميز، أن تتبنى جهة عليا ملتقى خاصا بالقصة القصيرة السعودية».

أما القاص السعودي جبير المليحان صاحب موقع القصة العربية، فيقول: إن عبارة «ملتقى خاص بالقصة القصيرة» أثارت في الشجون، إذ إن هذا العنوان فجر عدة أسئلة أصبحت معلقة في ذهني، وأولها: هل مثل هذا الملتقى المفقود حقا من المحتمل أن يعقد برعاية وزارة الثقافة والإعلام؟

وأضاف المليحان: «أعرف أن كتاب القصة القصيرة في السعودية كثيرون، يتعدى عددهم الخمسمائة قاص وقاصة حسب موقع القصة العربية، لكن هل أغلبهم جاهز لتنظيم ملتقى خاص بالقصة القصيرة وإدارته بنجاح؟ ثم، هل الوزارة جادة في مناقشة أمر القصة القصيرة وتطويرها ودعمها؟ أشك في ذلك كثيرا».

ووفقا للمليحان، فقد أنشئ موقع القصة العربية قبل ثلاثة عشر عاما، ونشر فيه عدد كبير من كتاب القصة السعوديين، كما شارك فيه كتاب من جميع الدول العربية، لكن لم يتم تقديم أي شيء من قبل الوزارة لدعم هذا المشروع، كما حاول صاحب الموقع، كما يذكر، عقد مؤتمر للقصة القصيرة، لم يتمكن من إيجاد راع له.

أما القاص السعودي الدكتور مطلق البقمي، فهو يعتقد أن الحاجة ماسة لتنظيم منتدى أو ملتقى خاص بالقصة القصيرة لأن «مثل هذا الملتقى يمكن أن يساعد في النهوض بفن القصة القصيرة وتمكين كتابها من القدرة على العطاء أكثر»، مشيرا إلى أن «خلق مثل هذه الفرص يسهل أيضا أمر التواصل بين الأجيال، وبالتالي ضمان استمرارية هذا النوع من الإبداع القصصي، وتطوير أدواته لتوصيل رسالته الفنية».