هل يسلب مشروع التفرغ من المبدع استقلاليته؟

TT

* تساءل الشاعر جاسم الصحيح عن العلاقة الناشئة بين المثقف والجهة التي تموله، وهي وزارة الثقافة، وهل تتحول رسالة المثقف من مراقبة المؤسسة والحياد تجاهها إلى تابع لمشروعها..؟ ويقول الصحيح: هل يتفرغ المبدع لخدمة المؤسسة في مشروع ثقافي ما، أم يتفرغ لخدمة إبداعه الذاتي؟!

ويضيف: العلاقة بين المبدع والسلطة هي أشبه ما تكون بعلاقته بالحلم حيث دائما ما يبحث المبدع عن سلطة تحقق له حلمه في الحرية وحقوق الإنسان.. إلى آخر ما يحلم به المبدع بوصفه إنسانا. والمبدع دائما ما يبحث عن استقلاليته، وهناك من يبحث عن احتواء المثقف، وبالتالي فثمة علاقة جدلية بين الطرفين لا يمكن أن تصل إلى نهاية لأن الوصول يعني سيطرة الواحد على الآخر، والسيطرة تعني العودة إلى نقطة الصفر.

في حين يشترط القاص محمد البشير «أن تكون وسائل الحصول على التفرغ واضحة ولا تورط المثقف، ولا تحيد به عن سبيل الثقافة والأدب، وأن لا تفصل بمقاسات تظهر صنفا دون آخر».

ويلاحظ البشير أن «للتفرغ ضريبة تتمثل في اعتماد المثقف على الوزارة مباشرة مما يؤدي بوسيلة أو أخرى إلى (حيائه) من انتقاد المؤسسة وتبعيته ضمنا، وهذا ما لا ينبغي لمثقف من شأنه الاستقلال».

البشير يرى أن التفرغ أعطى نتائج إيجابية، سواء على الصعيد الرياضي الذي أتاح الحصول على كوادر محترفة، أو على الصعيد الأدبي، مستدعيا مثالا من البحرين، حين تم تفريغ عدد من الأدباء بينهم الشاعر قاسم حداد الذي قدم العديد من المنجزات في فترة تفرغه.