مثقفون: بحاجة إلى ضوابط.. والعبرة في التطبيق

TT

* يتفق المثقفون السعوديون على الحاجة إلى ضوابط تحكم عملية التفرغ وتجردها من البواعث الشخصية. لكن من يسعه وضع تلك الضوابط؟ هناك مثقفون يرون أن الجمهور ينبغي أن يرسم مسارات هذه العملية، وآخرون يرون الاستفادة من الخبرات الدولية، والجميع يتفق على أن الوزارة لا تنفرد وحدها بوضع تلك المعايير.

القاص خالد الخضري يقول إن تطبيق فكرة تفرغ المبدعين تواجه تحديات على الواقع، «فهناك إشكاليات لا تتيح المجال لتحقيق هذا الطموح الذي يتمناه كثير من المبدعين، أهمها المعايير، فلا أعتقد أنه بمقدورنا أن نضع معايير محددة يمكننا من خلالها اختيار المبدعين الذين نرغب في تفرغهم».

ويرى الخضري «أن تطبيق الفكرة قد يصطدم بالآراء المزاجية وتدخل الواسطة والمحسوبيات والعلاقات الشخصية».

كذلك، يشير القاص زكريا العباد إلى أهمية الضوابط لضمان تطبيق الفكرة بما يخدم عملية الإبداع، «ومن أهم الضوابط أن لا يتعارض التفريغ مع حرية المبدع»، وهو يشير إلى أن «التفريغ مع ضوابط جيدة سيؤدي لمبدع منتج يعمل لصالح الإنتاج القومي وتعزيز هوية البلد». أما التفرغ بضوابط رديئة أو بلا ضوابط «فسيؤدي إلى نشوء طفيليات جديدة تضاف إلى كتلة الفساد وتأكل جزء من الموارد العامة».

القاص ظافر الجبيري يذهب بعيدا في رسم هذه «الضوابط»، داعيا لاستفتاء الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتعرف على رأيه بشأنها، وهو يرى أن «الصعوبة تكمن في التباس علاقة المثقف بالوزارة، وعلى افتراض أن المثقف هو ذاته الكاتب، ومن ثم فهو من يحتاج للتفرغ، فهل يمكن لهذين الطرفين (الوزارة والمثقف) الشروع في وضع المعايير؟ ألا يمكن إسناد الأمر لجهة غير حكومية تستفيد من المعايير الدولية في هذا الجانب؟

الخشية من التطبيق دفعت القاصة عقيلة آل حريز للتساؤل: «هل سيكون التفرغ خاضعا للأمزجة والقبول من لجنة معينة أو جهة، أم بكمية الإنتاج؟ وما مستوى التقييم؟ وما الآليات التي يتم تطبيقها..؟». وأضافت: «يهمني أن يتم المشروع، لكنه يواجه تحديات قد تنتج عنه طفيليات زائدة عن حاجة المشروع، وقد ينتج عنه فساد إداري آخر».

الأديب حسن البطران يعيد الجدل إلى المصطلحات والمفاهيم، ويقول: «هناك سؤال يطرح نفسه على مسرح هذه الفكرة وهو: من المبدع الذي يفرغ؟ وما شروط وآليات التفريغ؟ وما العمر الذي يفرغ عنده المبدع؟ ومع كل هذه التساؤلات تبقى آلية التفريغ وثقافتها ليست واضحة عند كثير من مبدعينا». ويضيف: «تفريغ المبدع من وجهة نظري ليست آلية سهلة، فهي عملية معقدة وشائكة وتحتاج إلى دراسة معمقة لو أريد لها النجاح».