«إكسبو دبي»

ميرزا الخويلدي

TT

مجرد التنافس لاحتضان «إكسبو» يمثل عبقرية. فما بالك بخوض التحدي؟ فضلا عن الوصول إلى الهدف؟

فعلتها دبي، وأثبتت أن لديها رؤية طموحة وواثقة، وأن هذه الإمارة الخليجية المفعمة بروح الشباب تملك ما تقدمه وتبهر به العالم، وهو: «ثقافة الإنجاز».

«إكسبو» هو عنوان التحدي المقبل: تحدي التنمية المستدامة التي تقوم على الإبداع واستنفار العقول. فهذا النوع من المعارض يرتكز على استيلاد الأفكار العملاقة التي من شأنها أن تغير مسار الإنسانية إلى الأفضل.

قدر لي أن أزور معرض «إكسبو شنغهاي» الذي أقيم في عام 2010، ولاحظت أن هذا المعرض أتاح للصينيين أن يستنفروا قواهم المادية والذهنية لإظهار إبداعهم في العمران المستند إلى عبقرية التصميم، وقوة الإنجاز.

ويكشف «إكسبو» قدرة الدول على ترسيخ مفهوم مدني وحضاري يعكس ثقافتها، ويوضح قدرتها على التحول إلى «ثقافة» الإنجاز، والتفاني في العمل والتطلع نحو الحداثة بجذور صلبة، لأن ثقافة «الإنجاز» هي «الثيمة» الأبرز لهذا المعرض، وتحتها يتسابق المشاركون في إظهار مواهب شعوبهم في الابتكار، وتحويل المنتجات التقنية إلى عنصر حوار ومشاركة مع الآخرين.

هذا المعرض يمنح الدول الحرية في تعريف العالم بجهدها في تقديم الحلول المبتكرة لمشاكل العصر، ومساهمة شعبها في الإنجاز المدني والعمراني، حيث يسعى «إكسبو» إلى تبادل الخبرات في مجال التنمية الحضرية، ونشر المفاهيم المتعلقة بالمدن واستكشاف سبل جديدة للمستوطنات البشرية ونمط الحياة وظروف العمل في المستقبل، وخلق مجتمع صديق للبيئة، والحفاظ على التنمية المستدامة للإنسان.

ويبرز المعرض تجارب ناجحة للعمران المتسق والمنظم، الذي يعتمد على طاقة نظيفة، ويوفر الهدوء والسكينة للبشر، ويمنح الناس الشعور الإنساني بالجمال، والتصالح مع البيئة، وتوفير الأمان، وإفشاء المظاهر الإيجابية، وعادة ما يشارك في هذا المعرض العالمي أكثر من 250 دولة ومنظمة، وهو يوفر للدولة المستضيفة فرصة لتقديم حلول خلاقة ومبتكرة للمشكلات التي تعانيها البشرية في مجال البيئة والسكن والماء والتنمية، لكنه كذلك يمنح الدول المشاركة فرصة لإظهار منجزها الحضاري والإنساني وتقديمه كمادة حوار مع العالم.

ولذلك، فإن البضاعة الأبرز التي يجري تسويقها في هذا المعرض هي «الإنجاز»، الذي ينعكس إيجابيا على رفاه وسعادة الناس، وخاصة في الجانب المدني والحضري. رغم أن هناك من لا يزال يظن أن «إكسبو» ليس سوى مهرجان للترويج السياحي وتعريف العالم بالفلكلور المحلي، والتغني بأمجاد الآباء والأجداد..

نجمة هذا الإنجاز هي الوزيرة الإماراتية ريم إبراهيم الهاشمي، التي كانت تشغل منصب المدير التنفيذي للجنة الخاصة بملف الترشيح لهذا المعرض العالمي. وحملت الهاشمي هذا الملف بكل حرفية ودقة وإنجاز، وتمكنت أن تكسب تصويت الدول لصالح استضافة دبي «إكسبو».

الهاشمي شابة في الـ35 من عمرها، ولدت في دبي عام 1978، وأكملت دراستها الجامعية بجامعتي تافس وهارفارد في بوسطن بولاية ماساتشوستس الأميركية، وتحمل شهادة بكالوريوس في العلاقات الدولية وشهادة أخرى في اللغة الفرنسية.

هذه السيدة تقدم نموذجا لما يمكن أن تنجزه النساء الخليجيات. ونجاحها شاهد على رداءة الثقافة التي تشكك في أهلية المرأة وقدرتها على صنع التغيير وتحقيق النجاح.