الروائيون الشباب على خطى «ميلان كونديرا»

ورشة كويتية عن «فالس الوداع» أشرف عليها الناقد السعودي محمد العباس

TT

اختتمت في مقر أمانة اتحاد الأدباء الكويتيين أمس ورشة «كتابة الرواية العاطفية»، التي أشرف عليها الناقد السعودي محمد العباس، بالتعاون مع مشروع «تكوين» المخصص للكتابة الإبداعية الذي تشرف عليه الروائية الكويتية بثينة العيسى.

وخصصت الورشة برنامجها لتحليل رواية «فالس الوداع» للروائي التشيكي ميلان كونديرا، واتخاذها منطلقا تطبيقيا للوقوف على بنية الشخصيات والحبكة الرئيسة وما يحف بها من حبكات فرعية رديفة، مع فحص الدوافع المحركة للشخصيات سواء الدينامية أو السكونية.

وتكونت من تسع وحدات رئيسة، تمثلت في دور الشخصية وأهميتها في البناء الروائي، ومصادر التقاطها ومتطلبات تجسيدها ودوافعها، والحبكة الرئيسة والفرعية والعلاقة بين الحبكتين، ومتى تبدأ الأولى ومتى تنتهي الثانية، وكذلك الدوافع العاطفية وأنواعها وتعقيداتها، والجملة الافتتاحية وأفضل طرق كتابتها، وسلطة الروائي وكيفية استحواذه على القارئ من الجملة الأولى حتى النهاية.. ومن الوحدات الأخرى: الإيقاع كحاضن للقص والسرد، وخصائص الحوار العاطفي وكيفية التأثير به على القارئ، وتقنيات ومصادر توليد العاطفية؛ المصادر الطبيعية والمستعارة، والمحرمات الفنية لروايات الحب، وما يجب تجنبه عند كتابتها.

وفي جانب آخر ركّزت الورشة على قراءة الدوافع المحركة للشخصيات بشقيها الدينامي والسكوني، وتفكيك مجمل الحوافز التي تصعد الحدث وتحرك الشخصيات سواء على مستوى الفكرة أو الحالة أو الجملة أو الشخص. وكذلك تأمُّل مختلف الصيغ الحوارية داخل الرواية التي تتعدد وتتنوع بموجب الاختلافات المشهدية، وبيان الفرق بين الحوارات العاطفية وما عداها من الحوارات اليومية. وكل ذلك ضمن إطار لغوي أشمل يرسم الخط الفني الفاصل بين لغة النص الأدبية بصيغتها التعبيرية وما يقابلها من لغة استعمالية.

وجرى كل ذلك من خلال عرض نماذج تطبيقية تعتمد على رؤية منهجية للكتابة الإبداعية بحيث توفر للمتدربين من الأدباء الشباب مهارات قراءة النص الروائي بشكل فاحص، كما تزودهم بإمكانية فرز عناصر القصة برؤية تحليلية.

وفي الجزء الثاني، وهو الأهم، سعت الورشة لإكساب المتدربين الشباب مبادئ كتابة الرواية العاطفية، بدءا بالجملة الافتتاحية التي تمثل المدخل الجمالي والفكري للنص، وذلك من خلال استعراض أشهر الافتتاحيات واشتقاق العناصر الأكثر حيوية لكتابة افتتاحية مؤثرة وجاذبة، وتعلم المصادر الواقعية والمتخيلة لالتقاط الشخصية وكيفية بنائها من خلال رسم «ديغرام» تفصيلي يتضمن المعالم الداخلية والخارجية والمزاجية للشخصية، والتعرف على أفضل الطرق لتوليد الحبكة الرئيسة وكيفية ربطها ومفاعلتها بالحبكات الفرعية التي تجاورها أو تتقاطع معها، والتطرق إلى الدوافع وأنواعها وتعقيداتها الأحادية والمتعددة التي تهيمن على الشخصية الروائية وتكفل لها التأثير في السرد وعلى وعي القارئ.

وعالجت الورشة أيضا كيفية توطين السرد داخل بنية إيقاعية مناسبة، تتواءم مع الحدث والمكان والوقائع، والتعرف على أفضل التقنيات لتوليد العاطفة الأصيلة والمستعارة، وتجريب كتابة حوار عاطفي مقنع بعيد عن الصيغ والعبارات المستهلكة. كما اهتمت الورشة أخيرا بتقديم جملة من الوصايا الإبداعية، خصوصا المحرمات الفنية التي ينبغي تلافيها عند كتابة الرواية العاطفية.