محفوظ يطفئ تسعين شمعة اليوم على طريق طويل من حي الجمالية إلى استوكهولم

حامل جائزة نوبل لـ«الشرق الأوسط»: مزقت كثيرا من كتاباتي قبل نشري أول قصة

TT

في لقائه الأسبوعي الذي يعقد كل يوم أحد بفندق شبرد بالقاهرة توافد أحباؤه وميريدوه وأصدقاؤه لتهنئته بعيد ميلاده التسعين. بدا نجيب محفوظ في قمة نشاطه ووعيه. كان موعدنا معه هناك لأن زوجته أخبرتنا انه لا يلتقي بأحد في منزله في شهر رمضان. سألته في البداية:

استاذ نجيب.. بعد خبرتك الطويلة في الكتابة القصصية والابداعية ماذا يمكن ان تقول للمبدعين الشباب؟

فأجاب: الثقافة والعمل والصبر.

* هل كتبت كثيراً قبل أن تنشر أول قصة؟

ـ كتبت كثيرا من القصص بعضها مزقتها قبل أن ارسلها الى أي جريدة، وربما مزق بعضها القائمون على أمر الصفحات الأدبية. استمر هذا طويلا الى أن جاءت اشياء تستحق النشر، بعدها سارت الأمور بشكل جيد.

* هل تذكر بعض الكتابات التي مزقتها؟

ـ إحدى هذه الكتابات كان كتاب «الاعوام» وقد كتبته تقليدا لكتاب «الايام» الذي ألفه طه حسين وعبر فيه عن حياته ومعاناته الى ان صار عميدا للأدب العربي. وعلى هذا المنوال مزقت كتابات أخرى شعرت أنها جاءت على نهج كتابات لآخرين أمثال المنفلوطي الى أن كتبت قصة اسمها «ثمن الضعف» رأيت أنها يمكن ان تنشر وأبدأ بها حياتي مع الابداع فارسلتها الى مجلة «الجديد»، وكان ذلك في عام 1934.

* ماذا تقول عما يحدث الآن في فلسطين؟ هل ترى أن هناك امكانية لتحقيق السلام؟

ـ لا بد ان يكون هناك أمل في تحقيق السلام لأنه ليس هناك أحد يستطيع أن يحارب طول عمره الا اذا كان مجنونا.

* هل أنت مقتنع بامكانية تحقيقه الآن أو في المستقبل المنظور؟

ـ جاء علينا وقت كنت مقتنعا تماما بأن السلام تحقق على أرض فلسطين وان العرب هناك سوف يحصلون على حقوقهم. كنت مقتنعا بهذا مدة طويلة جدا الى ان حدثت الانتفاضة الأخيرة.

* تعتقد ان شارون يمكنه أن يوقف الحرب؟

ـ المسألة ليست حربا أو سلاما، لكن لا بد أن يكون هناك اقتناع بحقوق الناس. اذا حدث ذلك وجاء إلى رئاسة الحكومة الاسرائيلية شخص مقتنع بحقوق أبناء فلسطين يسود السلام.

* لقد زادت الحروب الصغيرة والكبيرة في عصرنا الحالي. ما هي أسباب ذلك في رأيك؟ ـ بعد الحرب العظمى الثانية اعتقدت انها آخر الحروب الكبيرة، لأني مقتنع انه ليس هناك دول يمكنها ان تهلك دولا، لكن بعدها شاهدت حروبا دخلتها اميركا للسيطرة على العالم، فهل تعتقد ان هناك اسبابا أخرى لديها، هي تحارب ولديها كل شيء لماذا تحارب، كان هناك أسباب كبيرة للحرب الأولى والثانية، أما حروب اميركا الحالية فلا نعرف ما الذي يدفعها لخوضها الا ما قلته قبل ذلك.