بوابات إلى عالم ذاكرة القاهرة

تعلم محفوظ من سعد زغلول معنى الوطن وأحب سلامة موسى وتأثر بتوفيق الحكيم

TT

لم يكتب نجيب محفوظ سيرته الذاتية بالشكل المعروف عن أدب السيرة الذاتية. ورغم ان عمله «أصداء السيرة الذاتية» يحمل الكثير من أجواء الطفولة والصبا والشباب، إلا أنه يغلب عليه الطابع الرمزي الصوفي، لذلك من الصعب أن ننظر إليه كسيرة ذاتية، نقف فيها على تفاصيل حياته ومداراته الفكرية، ونتعرف على الأحداث والوقائع ذات الدلالة الوثيقة بعبقريته الروائية في تراتبها الزمني الطبيعي. لذلك لم يكن من مفر إلا ان نجمع مشاهد هذه السيرة من الكتب والبحوث والدراسات العديدة التي كتبت عنه، وعلى وجه الخصوص الحوارات التي أجريت معه، وتحدث فيها بشكل مباشر عن طرف من سيرته الذاتية، أو التي أشار فيها الى أبعاد وخيوط تتماس معها.

ولد نجيب محفوظ بالقاهرة في 11 ديسمبر (كانون الاول) في عام 1911 بحي الجمالية ذي الطابع التاريخي العريق، والقريب من حي الأزهر والحسين، والطريف ان والده «عبد العزيز» سماه نجيب محفوظ تيمناً باسم أشهر طبيب ولادة في مصر حينذاك وهو نجيب محفوظ باشا، وقد نشر نجيب محفوظ مؤلفاته الأولى بهذا الاسم المركب «نجيب محفوظ عبد العزيز».

شب نجيب محفوظ في أجواء ثورة 1919، فقد اندلعت الثورة وهو لا يزال طفلا صغيراً لم يتجاوز عمره السنوات السبع، واشتد عوده واستوى في أحضان أسرة من الطبقة الوسطى المصرية التي كانت وقود هذه الثورة من أجل الجلاء والدستور، وتشربت حواسه ووجدانه روح الثورة في شكل وقائع وأحداث صغيرة، كبرت واتسعت وتعمقت في ذاكرته ووعيه حتى أصبحت حجر الزاوية في رؤيته للواقع والحياة ودعامة أساسية في عالمه الروائي والقصصي.

في مدرسته الأولية تسللت الى أذنه أصوات الهتافات المدوية، وانطبعت في كراسته لأول مرة كلمة «مظاهرة» حين نطق بها في حماس فطري مدرس الفصل، وتساءل نجيب في نفسه هل لا بد ان تصاحب المظاهرات هتافات مدوية وطلقات نارية؟

في البيت ومن نافذة حجرته الصغيرة المطلة على قسم بوليس الحي عرف الاجابة عن هذا السؤال.. فقد وقعت عيناه ذات يوم على أول اشتباك بين مجموعة من الأزهريين العزل من السلاح ومجموعة من جنود الاحتلال الانجليزي المدججين بالسلاح ورأى كيف لاذ جنود الاحتلال بالفرار أمام جسارة الأزهريين الذين لم تتعد أسلحتهم مجرد قطع من الطوب والحجارة.

وهو طفل صغير اصطحبه ـ ذات يوم ـ ابن عمه الكبير للنزهة.. أمسك نجيب في يديه بلعبة صغيرة بينما أمسك ابن عمه في يده بحزمة من الورق المطبوع.. الطفل مبهور باللعبة وبالمناظر التي تترى أمامه في الشارع وابن عمه يتوقف في أماكن معينة، ويسلم بعضاً من حزمة الورق المطبوع.. بعد ذلك عرف نجيب ان الأوراق المطبوعة كانت «منشورات سرية للثورة» وان ابن عمه لم يكن يصحبه للنزهة فحسب، وإنما كنوع من التغطية حتى لا ينكشف أمره.

وبفطرة الطفل اللماح أحس نجيب بأنه من الواجب ان يقف في صف سعد زغلول لأنه يمثل الأمة.

وفي أول مظاهرة اشترك فيها وهو طالب في مدرسة الحسينية الابتدائية، حين جاء عليه الدور لقيادة مجموعة الطلبة في الهتاف أخذ يردد: «تحيا سعد.. تحيا سعد» حتى صحح له أحد الطلبة الهتاف قائلا له: قل «يحيا سعد.. يحيا سعد».

من هذا الفارق اللفظي انطلقت شرارة الوعي السياسي الأولى لديه، وانخرط نجيب في المظاهرات في تلك الفترة وباسم محبة الزعيم عرف عالم القراءة والكتب فراح يفتش كل يوم في الصحف عن صفحة البرلمان ليرى تعليقات ومناقشات وردود سعد زغلول اللاذعة في البرلمان، وانصهرت روحه في حب الوطن وحب سعد زغلول ولم يستطع أن ينزع أحدهما عن الآخر.

* بوابة سلامة موسى

* وتحت بوابة حلم الثورة استيقظ فجأة ذات صباح الفتى ذو الخمسة عشر ربيعاً على صوت بكاء جماعي يملأ أركان البيت فجلس وسط مخدعه مرعوباً لا يدري سبب هذا البكاء الحارق، وكانت تلك هي المرة الأولى التي يرى فيها والده يبكي، فكثيراً ما اعتبر والده البكاء دليلا على الضعف وعدم الوقار.. وحين نظر الى أمه وأخواته أدرك أن حدثاً جللا قد وقع، فقد تحول البيت الى مأتم صغير، حتى ان ابن أخته الصغير الذي اندفع إليه يخبره بالخبر «سعد باشا مات» كانت عيناه تحترقان بالدموع.

في تشييع جنازة الزعيم عرف نجيب محفوظ سر أصالة الشعب ومعنى الصراخ والدموع، وبدأت تتسرب الى نفسه هواجس غامضة عن: الوطن، الموت، الحياة، العدل، الحرية، الانسان.

بيد ان القيمة الكبرى في هذا المشهد، والتي ترسخت في رؤية نجيب محفوظ في ما بعد، وانعكست في العديد من أعماله هي قيمة الوطنية وأثرها في تحريك الجماهير لتحقيق أشواقها وأحلامها الانسانية البسيطة، ومن ثم بدأت تتبلور في نفسه اهتمامات محددة حول العدالة الاجتماعية وعلاقتها بالحرية الفردية، وتجسدت بالفعل في ثلاثيته الروائية الشهيرة «بين القصرين، قصر الشوق، السكرية»، والتي تؤرخ للفترة ما بين 1917 الى 1944، ومن خلال جيلين أحدهما قام بالثورة وضحى من أجلها، والآخر حصد نتائجها.

ومن سلامة موسى تعلم نجيب محفوظ معنى الاشتراكية والعلم. وقد عرف نجيب محفوظ سلامة موسى عن قرب، فقد عمل منذ التحق بكلية الآداب ـ جامعة القاهرة قسم الفلسفة ـ عام 1930 وحتى تخرجه فيها عام 1934 محرراً شبه ثابت في المجلة الجديدة يكتب مقالات في الفلسفة اشبه بالتعريف والعرض الموضوعي المحايد. وكان سلامة موسى رئيساً للمجلة وقد تأثر نجيب محفوظ بأفكاره الرائدة حول الاشتراكية والعلم والوطنية المصرية، وهي الأفكار التي يرى سلامة موسى ان تجسدها الحي لا يكون إلا بالعودة الى التاريخ المصري القديم.

والطريف ان نجيب محفوظ في تلك الفترة، ومن قبيل التدريب على اللغة الانجليزية نقل الى العربية كتاب جيمس بيكي «مصر القديمة»، وقد طبعت «المجلة الجديدة» له هذا الكتاب الصغير ووزعته على قرائها بمناسبة العطلة السنوية.

طيلة هذه الفترة كان سلامة موسى يرى في نجيب محفوظ طالباً مجتهداً في الفلسفة، يمكن ان يصبح له شأن كبير فيها، وبالفعل كادت نبوءته تصدق، فقد كان نجيب محفوظ أحد الثلاثة الأوائل على قسم الفلسفة. وحدث ان تشكلت لجنة في القسم لاختيار اثنين من الثلاثة الأوائل للسفر في بعثة الى فرنسا لدراسة الفلسفة والعودة للعمل في هيئة التدريس بالجامعة، وتقدم نجيب، لكنه لم يفز بالبعثة وحرم من استكمال دراسته العليا والعمل في الجامعة.

وتحت إيحاء التيار الرومانسي الذي كان سائداً في ذلك الوقت والذي كان يرى العودة الى الفرعونية مرادفاً للوطنية المصرية، كما كان شائعاً في كتابات عبد الحميد جودة السحار، وعلي أحمد باكثير، وعادل كامل وغيرهم، تحت هذا الإيحاء كتب نجيب محفوظ مجموعة من القصص القصيرة بعنوان «همس الجنون» عام 1938 ثم رواياته الثلاث «عبث الأقدار» 1939 و«رادوبيس» و«كفاح طيبة» 1944. ورغم ان الأحداث في هذه الروايات تستمد خيوطها من التاريخ المصري القديم، إلا إنها لم تكن روايات فرعونية بالفعل في نسيج أحداثها وشخوصها، وإنما كانت تعبيراً عفوياً عن التمسك بالأمجاد القديمة في مواجهة قوى الاحتلال والحضارة الغربية الغازية، فالتاريخ الفرعوني فيها يطل في شكل غلالة شفيفة، ومجرد ديكور خارجي، وكنوع من التعمية والتمويه خوفاً من بطش النظام الحاكم وعيونه المترصدة في كل مكان.

دخل عليه سلامة موسى ذات يوم وهو منكب على أوراقه، فسأله: ماذا تفعل. فرد عليه نجيب محفوظ ببساطة: انني أتسلى، أكتب بعض الحكايات في وقت الفراغ. وازداد شغف سلامة موسى فطلب منه نموذجاً مما يكتب، فأحضر له نجيب مسودة روايته «عبث الأقدار» وذات يوم فوجئ نجيب بأحد العاملين بالمجلة يطرق بابه حاملا مجموعة كبيرة من نسخ رواية «عبث الأقدار» مطبوعة وكانت هذه النسخ هي أول ما تقاضاه نجيب محفوظ من أجر على عمل روائي.

بعد ذلك بدأ سلامة موسى يرعاه رعاية خاصة ويوجهه فكرياً واجتماعياً، ويدفعه الى الكتابة، خاصة كتابة الرواية، في تلك الفترة أيضاً تأثر نجيب محفوظ بكل من طه حسين والعقاد، وكانا من أهم الذين ساهموا في صياغته العقلية والنفسية. فقد أخذ عن طه حسين حسه العقلاني ودعوته الى عدم الانعزال والتفاعل الإيجابي مع الغرب، وأخذ عن العقاد تمجيده الفن وتمرده واعتداده بنفسه.

* بوابة الحكيم

* بيد ان التأثير الأكبر الذي لعب الدور الأهم في حياة نجيب محفوظ الأدبية كان من نصيب توفيق الحكيم.. فقد كان نجيب محفوظ في السنة قبل النهائية بالجامعة حين قرأ «عودة الروح» و«يوميات نائب في الأرياف» لتوفيق الحكيم، وكان لهاتين الروايتين أثرهما العميق، بل إنهما شكلتا العتبة الأساس في مسيرة نجيب محفوظ الروائية، فتوفيق الحكيم أحد ثمرات ثورة 1919 وطبقتها الوسطى التي رفعت راية الجلاء والديمقراطية، ثم انه أحد الكبار الذين أفرزتهم معادلة الأصالة والمعاصرة أو النهضة، والتي ارتكزت على الدعوة الى الفرعونية في موازة الحضارة الغربية. لكن الحكيم سرعان ما شق طريقاً آخر للرواية متخلياً عن الرداء الفرعوني بدءاً من «أهل الكهف» والتمسك بالجذور الواقعية في إطارها المرجعي المباشر خاصة في تصوير مناخ الريف المصري وما يموج به من جرائم وغموض.

لكن نجيب محفوظ اصر منذ البداية على أن يكون له شكله الفني الخاص ورؤيته المتفردة للواقع والتاريخ، فتمرد ـ من ثم ـ على الإطار التاريخي الجامد، والتفت الى طزاجة الواقع المحيط به، وما يصطرع فيه من أفكار ورؤى وتيارات سياسية واجتماعية متقلبة ومتغيرة فكتب روايته «القاهرة الجديدة» عام 1938.. وفيها نزع الأقنعة والديكورات التاريخية، وسمى الأشياء بأسمائها الحقيقية، وشرح النظام السياسي والاجتماعي قبل الثورة بواقعية وصدق لاذعين.

بعد تخرجه في الجامعة عام 1934عمل نجيب محفوظ موظفاً في ادارة التفتيش بوزارة الأقاف وقد أكسبته طبيعة الموظف «البيروقراطي» الصغير قيمة الانضباط والنظام والبعد عن البلبلة «ووجع الدماغ»، ومن الحارة وإيقاعها الشعبي العفوي الأصيل تعلم فن الاصغاء بعمق الى ما يدور حوله، وعرف ان الحياد هو أسمى الطرق لحماية النفس من هباء الواقع وعبثيته.

توقف نجيب محفوظ تماماً عن الكتابة الأدبية طيلة سبع سنوات، وبالتحديد في الفترة من 1952 الى 1959وهي الفترة التي واكبت بداية ثورة 23 يوليو (تموز)، وقد اثار هذا الصمت الطويل جدلاً موسعاً بين النقاد ومؤرخي الأدب، لكن نجيب حسم الأمر حين فسر ذلك بأنه وجد المجتمع يتغير، وان الكثير مما كان يدعو إليه من الاستقلال والعدل الاجتماعي قد حققته الثورة، وقد احتاج أمام هذا التحول الى فترة هضم واستيعاب وتمثل لما يجري حتى يستطيع أن يستأنف الكتابة.

وحقيقة الأمر ان نجيب محفوظ في هذه الفترة كان يبحث عن شكل جديد للكتابة وانه وجد ان تكتيكاته وأساليبه القديمة لا تستطيع أن تستوعب هذا التحول الذي طرأ في بنية المجتمع، حتى انه نفسه يعترف بأنه حين قامت الثورة كانت لديه خطط عدة روايات لكنه مزقها تحت وطأة هذا الاحساس.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يمزق فيها نجيب محفوظ تخطيطات لرواياته، فقد كان لديه أكثر من رواية قبل أن يكتب «القاهرة الجديدة»، لكن حين جثم الواقع المستبد على صدره وصدور الناس وجد أن القناع أو الديكور التاريخي أياً كان مصدره لم يعد مجدياً ولم يعد ممكناً، فالمهم هو مواجهة هذا الواقع وتعريته وفضح فساده وخوائه على كل المستويات.

وجاءت الانطلاقة الكبرى في حياة نجيب محفوظ مع انتقاله للعمل بصحيفة «الأهرام» عام 1957 بناء على رغبة رئيس تحريرها في ذلك الوقت محمد حسنين هيكل الذي جعل من «الاهرام» واحة للفكر الحر المستنير والنقد الموضوعي البناء ومنبراً لكل الكتاب والمبدعين وأصحاب العقول والخبرات الخاصة المتميزة.

في هذا الجو نشرت «الاهرام» رواية «أولاد حارتنا» لنجيب محفوظ مسلسلة في الفترة من 21 سبتمبر 1959 الى 25 ديسمبر 1959 وكانت بمثابة ولادة جديدة لصاحب «الثلاثية» و«القاهرة الجديدة» بل وثيقة حية وشجاعة على حقبة من حقب العهد الناصري اختلطت فيها الأمور وتناقضت الأهداف والمبادئ والعقائد مع آيديولوجيات اليسار والاخوان المسلمين، واكتظت المعتقلات بالجميع.

لقد استطاع نجيب في هذه الرواية أن يؤصل لمسيرته الروائية، ويبتعث فيها دماء جديدة وشكلا فنياً غير مسبوق، وقال كلمته بقوة في العلاقة بين الدين والعلم والاشتراكية، وقف الى جانب العلم والعدل في إطار رؤية صوفية لا تحيِّد الميتافيزيقا، بل تجعلها تستمد جذورها من صميم الواقع.

* بوابة الحرافيش

* وقبل الانتهاء من نشر الرواية ضجت الأوساط المحافظة.. البعض طالب بمحاكمته وطالب آخرون بوقف الرواية فوراً.. واعترض الأزهر ودب القلق في المؤسسات الثقافية الرسمية، لكن هيكل تصدى لكل هذا بقوة وحسم ورفض إيقاف النشر حتى نشرت الرواية كاملة.. ومن المفارقات المؤسفة ان هذه الرواية التي أشادت بها لجنة جائزة نوبل في حيثيات حصول نجيب محفوظ على الجائزة ما زالت مصادرة رسمياً في مصر.

لكن وبقدر ما كانت «أولاد حارتنا» بداية مشوار فني جديد لنجيب محفوظ، جلب له آفاقاً واسعة من الشهرة.. كانت الرواية نفسها فاتحة مشوار آخر من القلق.. فقد ادرك نجيب محفوظ ان المجتمع بدأ ينخر في عظامه فساد من نوع آخر.. وان الديمقراطية لم تكن سوى حلم كاذب تحت سقف بيت آيل للسقوط، فانبرى يوجه لهذا الحلم أقسى أنواع النقد خاصة في روايته «ثرثرة فوق النيل» 1966.. حتى ان عبد الحكيم عامر. ـ وقتها ـ طلب من الرئيس جمال عبد الناصر ضرورة وضع حد لهذا الكاتب وتأديبه، لكن عبد الناصر لم يكترث بهذا الكلام واستشار ثروت عكاشة، واقتنع برأيه بأن الرواية نقد بناء، وان حرية التعبير يجب ألا تخدش.

بعد هزيمة 1967 وسقوط آخر رمق في معادلة النهضة المصرية والعربية لم يتوقف نجيب محفوظ عن الكتابة، واستطاع بملحمته الرائعة «الحرافيش» أن يخلق الاستثناء الفذ والنادر في حياته ككاتب عبقري أصيل، يملك المقدرة على تطوير نفسه وتجاوزها الى آفاق أخرى من الإبداع الفني الجميل.

فهكذا أسس نجيب محفوظ منذ الاربعينات دعائم الفن الروائي في مصر وفي ثقافتنا العربية بشكل عام، ووصل بالرواية الى ذروة فنية أصبحت فيها بحق المعادل الفني الحقيقي لتطور المجتمع المصري اجتماعياً وسياسياً، بل أصبحت الرواية هي الروح التي تحدس بحلم التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية. ثم انه جذب لفن الرواية جمهوراً تجاوز إطار النخبة المثقفة المحدودة الى آفاق جماهيرية عريضة، واستطاع أن يغرس في هذه الجماهير ذائقة فنية مغايرة ورؤى وطنية واجتماعية شديدة الصدق والواقعية، وان يمهد الطريق أمام أجيال من الكتاب ليعيدوا حرث التربة وتقليبها ويغرسوا فيها ثمارهم بثقة واعتزاز شديدين بالنفس. ومن ثم كان حصوله على جائزة «نوبل للآداب» في عام 1988 شارة مجد على صدر الوطن العربي وأكليل فخار يتلألأ في عنق الثقافة واللغة العربية.