حسين علي حسين: التنوير ليس مهمتي.. فتشوا عنه لدى المصلحين

يعود للمشهد الثقافي بعد ربع قرن من الغياب برواية ومجموعتين قصصيتين

حسين علي حسين (تصوير: أحمد يسري)
TT

تحمل الكتابات السردية للقاص السعودي حسين علي حسين نكهة خاصة، هي خليط من رائحة القرية وحكايات الزمن الجميل، لكن توقف عن النشر منذ نحو ربع قرن، وهو يعود اليوم لممارسة لعبته المفضلة، وإن بثوب جديد: الرواية، إذ أصدر مؤخرا رواية «حافة اليمامة»، بجانب إصداره مجموعتين قصصيتين جديدتين هما «المقهى» و«ومزيكا».

هنا حوار معه بمقر إقامته بالرياض:

* صدرت لك رواية «حافة اليمامة».. ما الذي حفزك لكتابة الرواية بعد سيرة طويلة مع القصة؟

- «حافة اليمامة» هي الرواية الأولى بالنسبة لي، وإن كنت قد كتبتها منذ أعوام مضت، ذلك أنني لم أنشر شيئا منذ عام 1990، وعدت الآن وأرجو أن يكون العود أحمد. فأصدرت هذه الرواية ومعها مجموعة قصصية باسم «المقهى» وأخرى باسم «مزيكا»، وسيتبع ذلك أعمال أخرى.

«حافة اليمامة» تتحدث عن مرحلة من تاريخ السعودية، تدور أحداثها بين مدينتين هما المدينة المنورة والخرج، وفي الوسط مدينة أخرى هي مدينة الرياض، وهي تجسد رحلة مجموعة من الشباب والباحثين عن العمل. وكانت هناك مشاريع في مدينة الخرج لجعلها مصيفا ومركزا للدولة في وقت الصيف، وكانت الحالة في هذه المدينة منتعشة بفعل هذه الخطوات التي حصلت، ولكن الرواية بطبيعة الحال تعالج اللواعج والأحداث والمشكلات والتأثيرات الاجتماعية التي تتعرض لها هذه المجموعة من الشباب الباحثين عن فرصة للعمل، إذ إن بعضهم استقر والبعض الآخر عاد بينما تاه آخرون بين اليمامة والرياض وغيرها.

* لماذا انتقلت من القصة إلى الرواية؟

- أنا أعتبر أن القصة القصيرة هي خياري الأول والأخير، وهي فن صعب ومحبب لنفسي وله قراؤه. وبالمقابل لا أؤمن بأن هناك فنا يطغى على حساب فن آخر، فالمسألة مرحلية، والناس يقرأون اليوم القصة وغدا يقرأون الرواية، وبعد غد يعودون للقصة وهكذا، وبالتالي فإن حبي للقصة القصيرة لا يمنعني من كتابة الرواية، إذ إن هناك الكثير من الكتاب الذين يكتبون المسرحية والقصة والقصيدة والرواية والدراسة الأدبية، فالإبداع هو الإبداع، والنص الجيد سيفرض نفسه بطبيعة الحال سواء أكان قصة قصيرة أو رواية، والمهم أن الكاتب يكتب ما يوحى إليه من أفكار نحو تأصيل الفن.

* ماذا بشأن المجموعتين القصصيتين: «المقهى»، و«مزيكا»؟ ما ملامح التداخل بينهما؟

- بالنسبة للمجموعة القصصية «مزيكا» فهي تضم 50 قصة قصيرة جدا، وأربع قصص قصيرة عادية. أما مجموعة «المقهى» فهي قصص قصيرة بالمفهوم الفني، وكلأ هذه القصص كتبت على مدار 10 أعوام، وقد حاولت في هذه القصص تقديم شيء مختلف، فأنا بطبيعة الحال أقرأ وأتابع وأكتب وأراجع وأعدل في ما أكتب حتى يحين موعد النشر، وهي قصص أطول نسبيا من قصص «مزيكا».

* كأنك مصاب بعدوى التململ والتوتر والقلق، التي وصفها الدكتور علي الراعي بأنها «علامات الحياة» حين كتب عن مجموعتك «ترنيمة الرجل المطارد»؟

- أعتقد أن تلك هي طبيعة الحياة التي لا تخلو من التململ والضنك والمطاردة والآلام، ومهمة المبدع هي معالجة هذه اللواعج. ومن وجهة نظري أن الإبداع ليس شرطا أن يكون دعوة للفرح أو الإصلاح، ذلك أن المبدع مهمته أن يسلط الضوء على الجراح وليس مهمته المعالجة، بأن يشخص ويعرض فقط، وليس مهمته بأن تكون لديه ما يعرف بلحظة التنوير أو لحظة تلاقي القلوب.. التي هي من صميم مهمة المصلحين والوعاظ.

* ما مشاريعك المقبلة؟

- لدي العدد من الكتب التي أقوم عليها حاليا، خصوصا أنه منذ 25 عاما لم أنشر كتابا واحدا، وإن كنت لم أتوقف عن الكتابة في أي يوم، حيث أكتب فأحتفظ بما أكتب، ومتى ما وجدت أن الوقت حان لنشر ما لدي فعلت ذلك، سواء على مستوى القصة أو الرواية أو المقالة، ولدي في مقبل الأيام مجموعة من الكتب بعضها عبارة عن مقالات وبعضها عبارة عن قصص قصيرة، والبعض الآخر عبارة عن روايات، ولدي ثلاث روايات أحاول أن أنشرها تباعا مع القصص، كما لدي كتاب عبارة عن ذكريات حول المدينة المنورة وحول عملي في الصحافة.