عساف: التلاحم ما بين الصورة والواقع

TT

«الشرق الأوسط» التقت أيضاً الفنان رشيد عساف بعد انتهاء عرض الأوبريت، فقال أوبريت «انشودة العروبة» ملحمة عربية وطنية مغناة تفيض بالمشاعر الجياشة، وتستحضر التاريخ العربي المجيد، من خلال تسع لوحات فنية أبدع في اخراجها المخرج نجدت أنزور، لقد أبرز الأوبريت قضية العرب الأولى، هي القضية الفلسطينية عبر هذا الاستحضار الجميل والفنتازي للبطل المسلم صلاح الدين الأيوبي، الذي جسدته هذا العام تلفزيونياً، من خلال مسلسل «البحث عن صلاح الدين». واضاف لقد أسرتني جمالية اللوحة بفنيتها العالية في شكل جديد، وهو حضور صلاح الدين من وسط الضباب من عمق المسرح شاهراً سيفه مستنهضاً الهمم والنفوس في خطبة قصيرة ولكنها مباشرة وحية من دون تسجيل، وبطريقة الإلقاء المسرحي، أقول فيها: «صهيل جياد حطين، قبة الصخرة، مأذن الأقصى، دماء الشهداء من ابناء فلسطين تستصرخ النخوة العربية، وهذا السيف أمانة تتملل في غمدها منذ تسعة قرون، هذا السيف الوصية، سيف صلاح الدين، آن له أن يُشهر».

وذكر العساف أن الأهم في هذه اللوحة هو ان صلاح الدين لا يعود الى الكواليس او الى التاريخ أو النسيان بل يدخل الى الجمهور ليكون بينهم، ومنهم سيخرج صلاح الدين آخر. اما عن المستوى الفني الذي قدمه المخرج أنزور فهو التلاحم ما بين الصورة والواقع، بين المستوى السينمائي والمسرحي والموسيقي، والأداء الحركي للمجاميع المشاركة، وأظن انها المرة الأولى التي تتم بها بهذا الشكل في الوطن العربي. لقد استفاد انزور من خبرته وتجربته المسرحية والسينمائية ووظفها في هذا العمل، الملحمة المغناة التي لمسنا جميعاً نجاحها وجاءت كما عهدنا ان تكون هذه المناسبة العربية المهمة.