صفير الريح

شعر: حكمت العتيلي *

TT

* (1)

* المحارات فارغة.. تصفر الريح في فارغات المحار! كل ما حمل الموج من هائجات البحار زبداً كان، لا فضةً أو نضار!

* (2)

* صبية صاخبون! ونوارس تخبط عشواء في أفق مكفهر وقباطنة متعبون ومراكب منذورة للسفر..

لا تقر ولا تستقر! وأنا.. ها هنا مثقل بالجراح محبط كفرادى الشجر في احتدام خريف العمر:

ورق أصفر ينتثر..

في مهب الرياح وضجر..

كالقدر، مطبق من جميع النواح!

* (3)

* طيّرَ الصبية الأبرياء..

طائرات الورق! كان قرص ذكاء..

يتحاشى الغرق في معين دماء عند حد الأفق! كان قلبي النزق..

قد علق..

بشباك الخيوط! كان في خدر يرتقي..

قبة الكون في مركب أزرق، صعداً لا يريد الهبوط..

قبل أن يلتقي، بحبيب أضاع، فارق الدار دون وداع، وامتطى فرساً نورساً وانطلق وتوارى وراء الشفق!

* (4)

* سكنت ضجة الصاخبين! أبحرت سفن المتعبين! وفؤادي الحزين..

لم يزل، في ملل، يرصد الأزمنه، سنة فسنهّ! لم يعد نورسي، طال بي الانتظار! يشهق الضوء في حسرة وانكسار..

في محيا الفنار! عبثاً كان ما كان من تعبي والعثار! المحارات فارغة.. تصفر الريح في فارغات المحار! كل ما حمل الموج من هائجات البحار..

زبداً كان.. لا فضة أو نضار!

* شاعر سوري