صحوة غربية تجاه الأدب العربي

د. حسام الخطيب الحاصل على جائزة الملك فيصل يحاضر في الرياض

TT

قال الدكتور حسام الدين الخطيب الحاصل على جائزة الملك فيصل العالمية لفرع الأدب لهذا العام، على أن هناك صحوة في منابر الأدب المقارن الغربية باتجاه الأدب العربي، مشيراً إلى أهمية هذه الصحوة لأن الأدب المقارن يعد قناة رئيسية للعالمية. ويذكر الدكتور الخطيب مثالاً على ذلك خلال محاضرته «الأدب الفلسطيني واجهة الأدب العربي في سجال العالمية»، التي ألقاها أخيراً في مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية في الرياض، وأدارها الدكتور عبد الله محمد الغذامي، ما جاء في مجلة الأدب المقارن الفرنسية وخص بالشرح والتفصيل عددين من «الكتاب السنوي للأدب المقارن والعام» الذي يصدر عن جامعة إنديانا في الولايات المتحدة. بعد ذلك ركز الدكتور الخطيب على الأدب الفلسطيني «بوصفه واجهة للأدب العربي في سباق العالمية وخطوة تالية بعد فوز نجيب محفوظ»، ذاكراً أن «الصبوة إلى العالمية متأصلة في وجدان الشعب الفلسطيني وجذورها العميقة في الثقافة الفلسطينية»، وأشاد بحركة الترجمة الفلسطينية التي سجلت نجاحاً مرموقاً في الوطن الفلسطيني والشتات.

و مقومات العالمية الأدبية في النتاج الأدبي الفلسطيني المعاصر، مع تركيز على الشعر، وهي، حسب المحاضر، «الموقف الإنساني وعدم التنكر للعالم على الرغم أن الموقف العالمي كان دائماً إلى جانب العدوان الصهيوني على فلسطين وشعبها ولاسيما في الغرب، وكذلك اللون المحلي ونكهته الخاصة: نكهة المعاناة والتشرد والعذاب والتضحية والفداء والثورة وأشواق العودة، و عامل التفرد والابتكار والغرابة، وهو ناتج عن فرادة الوضع الفلسطيني والحجر والطفل الفلسطيني، والتوازن بين الثابت والمتحول». لكن الخطيب يرى أن هناك تفاوتاً في الإبداع الفلسطيني في قيمته الفنية ويرشح محمود درويش أنموذجا للإبداع الفني المتجدد. كما قدم المحاضر فكرة موجزة عن تطور مفهوم العالمية وعلاقتها بالأدب المقارن، فالعالمية هي: «ارتقاء أدب ما، كلياً أو جزئياً إلى مستوى الاعتراف العالمي العام بعظمته وفائدته خارج حدود لغته أو منطقته، والإقبال على ترجمته وتعرّفه ودراسته بحيث يصبح عاملاً فاعلاً في تشكيل المناخ الأولي العالمي لمرحلة من المراحل أو على مدى العصور». أما مستويات العالمية الأدبية فهي ثلاثة: القيمة الداخلية للعمل الأدبي مضموناً وموقفاً وشكلاً، و«المقومات الفورية»، «المقومات الإطارية أو الخارجية، وأهمها قوة الأمة المرسلة سياسياً وحضارياً، وكذلك مدى تمكنها من وسائل الاتصال والبث الثقافي.

كما تحدث الدكتور الخطيب عن موقع الأدب العربي عالمياً من خلال سؤالين: لماذا التركيز على الأدب العربي بالتحديد؟ وهل حقاً أن الأدب العربي محاصر عالمياً؟ مبيناً الأسباب الموضوعية التي تجعل الأدب العربي شبه محاصر في الغرب، لكن فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل عام 1988 فتت شيئاً من هذا الحصار، كذلك التأثيرات الإيجابية للأدب العربي الفلسطيني وانتشار ترجماته في مناطق عديدة من العالم من خلال مشروع بروتا لترجمة الأدب العربي إلى الإنجليزية بإدارة الشاعرة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي، كذلك الاهتمام بأدب المرأة العربية حتى يمكن القول ان معظم الاديبات المشهورات في الوطن العربي لهن ترجمات بالإنجليزية ولغات أخرى.

وأنهى الدكتور الخطيب محاضرته بقوله: «يبقى تحدي العالمية قوياً، ولذلك لابد من مواجهته بطاقة فنية وإنسانية فائقة ويخيل إلى المرء أن كاهل محمود درويش الشعري هو الأقوى على حمل العبء والأمانة وان ملحمته الجديدة 2002 التي تحمل عنوان «حالة الحصار»، بالرغم من المعاناة والرفض وعظمة النداء الإنساني هي أكبر برهان على أنه يرتقي سلم العالمية الباذخ بخطوات واثقة».