«دارفور .. الماضي.. الحاضر.. المستقبلَ»

قراءة «من الداخل» لعوامل النزاع

TT

عن دار «الأصالة للصحافة والنشر والإنتاج الإعلامي» في الخرطوم، صدر كتاب «دارفور.. الماضي.. الحاضر.. المستقبل» للدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، مستشار الرئيس السوداني، ووزير الخارجية الأسبق، ويقع في 128 صفحة من القطع المتوسط. قدم للكتاب عبد الباسط سبدرات الوزير السوداني المعروف، الذي استعرض جانبا من مسيرة المؤلف، وملامح تاريخية من دارفور. وكانت فصول هذا الكتاب هي حلقات تم نشرها في صحيفة «الشرق الأوسط» اخيرا.

قدم المؤلف لكتابه، بعرض سريع قصير لأزمة دارفور التي تقترب من نهاية العام الخامس على تفجرها. وقال إن ما دعاه إلى إنجاز هذا العمل، هو «تحفيز ودعوة الأستاذ الهمام طارق عبد العزيز الحميد، رئيس تحرير صحيفة «الشرق الأوسط»، تلك الصحيفة التي تربطني بها علاقات امتدت منذ بداية ثمانينات القرن الماضي، عندما كنت طالبا للدراسات العليا بالمملكة المتحدة». وقال المؤلف: «.. عندما كنت في زيارة للمملكة المتحدة في شتاء 2007 ـ فبراير (شباط) الماضي ـ لحضور اجتماعات مؤسسة القيادة التي مقرها لندن ويرأسها سمو الأمير الحسن بن طلال، التقيت بمقر الصحيفة بالأستاذ طارق بن عبد العزيز الحميد، وجدته مهموما مثلنا بما يتعرض له السودان من ظلم في الإعلام الغربي باستغلال مشكلة دارفور، ومعه الأخ النشط/ عثمان ميرغني نائب رئيس التحرير والأخ/ إمام محمد إمام سكرتير التحرير، فثلاثتهم يشكلون الدينامو المحرك لطاقم الصحيفة.. في هذا اللقاء اقترح علي الأخ/ طارق أن أكتب سلسلة من المقالات لصحيفة «الشرق الأوسط» للتعريف بحقيقة مشكلة دارفور.. واستجابة لهذا المقترح عكفت على كتابة هذه المقالات، التي نشرت تباعا بصحيفة «الشرق الأوسط».. وجعلت هذه الحلقات هي هذا الكتاب».

وضم الكتاب أحد عشر فصلا، بالإضافة إلى مجموعة من الصور الملونة التي تعكس جانبا من الحياة السياسية في السودان، من خلال أنشطة المؤلف نفسه، الذي شغل منصب مستشار الرئيس السوداني، ووزير الخارجية الأسبق.

جاء في كلمة الناشر على الغلاف الأخير «للصراع العربي – الإسرائيلي أثره في قضية دارفور. فقد استطاعت مجموعات اللوبي الصهيوني في الغرب، وبخطة ماكرة، خلط البعد الاثني بالبعد الإنساني في دارفور، بإبراز القضية وكأنها جرائم ضد الإنسانية يقوم بها العرب ضد الأفارقة. ساعد على ذلك أن غالب النازحين كانوا من القبائل الأفريقية. وبهذا تخطط هذه المجموعات لـ(ضرب عصفورين بحجر واحد)؛ أولا تبرير ما تقوم به إسرائيل ضد العرب في فلسطين المحتلة من تقتيل وتدمير لم ينج منه حتى النساء والأطفال والشيوخ، والثاني تخطط له إسرائيل منذ الإجماع الإفريقي بقطع العلاقات الدبلوماسية معها بعد حرب حزيران 1967، وذلك بإظهار قضية دارفور باعتبارها قضية عرب ضد أفارقة».