تتحدث «لورا فريدريكس» في كتاب «السؤال» (كيف تطلب أي مبلغ من الآخرين لأي غرض) عن أن الناس لا يعطون المنح لأغراض أو أسباب معينة، ولكنهم يعطون إياها للآخرين للمساعدة. وتشير الكاتبة إلى أن المؤسسات والمنظمات غير الربحية لا تقدر على الاستمرار في عملها الخيري بدون المنح والعطايا التي يتبرع بها الآخرون، سواء كانوا أشخاصا أم شركات أم مؤسسات أخرى. وتصف المؤلفة «السؤال» بأنه اللحظة التي تطلب فيها المال أو بمعنى أصح يد العون. ويجب أن يكون هذا السؤال واضحا ودقيقا وخاليا من الالتواء، وأن يشتمل هذا السؤال على أمرين: الأول هو المبلغ المطلوب والثاني هو الغرض من هذا التبرع. ويجب ألا تتفاوض في المبلغ المطلوب أو الذي يريد مانح العطايا التبرع به. وتنصح الكاتبة جامعي التبرعات بالسؤال عن مبالغ محددة وتحذرهم من ترك الأمر للمتبرع وعدم التصريح بالمبلغ المطلوب للحصول على أعلى قيمة. وهي تحذر جامع التبرعات من التحدث بصفة شخصية بقول «أنا»، بل عليه استبدال ضمير المتكلم هذا بـ«نحن» أي صيغة الجمع التي تعبر عن حاجة المؤسسة أو المنظمة غير الربحية، كما عليه أن يتعامل مع كل متبرع على أنه شخصية فريدة. وعلاوة على ذلك، عليه القيام بإعداد وتنظيم وتنسيق برامج جمع تبرعات منفصلة عن بعضها بعضا.
ويعلمنا هذا الكتاب كيفية إدارة لحظة «السؤال» أثناء الجلسة التي نطلب فيها باسم مؤسسة ما غير الربحية التبرعات التي تحتاج إليها، وكيفية الإعداد والتنسيق والحصول على التبرعات والهبات السنوية التي توجهها للمشروعات أو المنظمات أو الأغراض غير الربحية المختلفة. ويعد طلب مبلغ من المال ليس أمرًا سهلاً بالنسبة لكثير من الناس، لكن الكاتبة تقول لك لا تيأس، فمن السهل تعلم واكتساب هذه المهارة من خلال التدريب. وقد تستطيع في وقت ما وضع نهج أو استراتيجيات معينة ترسم من خلالها للآخرين كيفية التبرع للمؤسسات الخيرية والمنظمات غير الربحية. وتقول المؤلفة بأن جامعي التبرعات لا يولدون بهذه المهارة ولكن يُصنعون. وتصور الكاتبة شعور البعض بالإحراج عند طلب التبرعات بتفضيلهم الوقوف في طابور السوبرماركت الذي ليس له نهاية على سؤال أي شخص ما عن مبلغ من المال.
و«لورا فريدريكس» هي خبيرة معروفة في إدارة عملية جمع التبرعات والأساليب المختلفة لإقناع الآخرين بأهميتها وتوجيهها إلى أغراضها السامية.