نم بقلبي ( مقاطع)

بدوي الجبل

من أعمال الفنان السوري نبيل السمان
TT

يعد أغلب النقاد شعر بدوي الجبل، إلى جانب شعر محمد مهدي الجواهري، القمة في الشعر العربي الكلاسيكي في العصر الحديث، من ناحية متانة البناء الشعري، والصياغة اللغوية، والانسجام بين الخيال والفكرة، وبعده عن الصنعة والتكلف. ولد بدوي الجبل سنة 1900، في السنة نفسها التي ولد فيها الجواهري، حسب بعض الروايات، في قرية ديفة في محافظة اللاذقية و “بدوي الجبل” لقب أطلقه عليه يوسف العيسى صاحب جريدة “ألف باء” الدمشقية في العشرينات. واشغلته، كالجواهري أيضاً، السياسة فأنتخب نائباً في مجلس الشعب السوري 1937 وأعيد انتخابه عدة مرات ثم تولى عدة وزارات منها الصحة 1954 والدعاية والأنباء. غادر سوريا 1956 متنقلاً بين لبنان و تركيا و تونس قبل أن يستقر في سويسرا. عاد إلى سوريا 1962 حتى توفي يوم 19 أغسطس سنة 1981.

* أدموعا تريدها أم رحيقا

- لا ونعماك ما عرفت العقوقا

* تتجلّى عند المغيب لعيني

- ضياء عذب الحنان رفيقا

* و جلاك الشروق حتّى تبيّنت

- محيّاك فاحتضنت الشروقا

* و تزور البروق تخبرني عنك

- و لولاك ما استزرت البروقا

* كلّ حسن أرى محيّاك فيه

- فأطيل الإمعان و التحديقا

* طرق الطيف بعد أن غاب وهنا

- أنت أحلى من النعيم طروقا

* مرّ في وحشتي نعيما و أنسا

- و محا أدمعي رحيما شفيقا

* كلّما غبت عنه أو غاب عنّي

- لاح في خاطري وسيما أنيقا

* إن رعى صحبتي و أوردها الصفو

- فقد كان بالمعالي خليقا

* نم بقلبي و لو قدرت منعت الـ

- ـقلب حتّى تقرّ فيه الخفوقا

* نم بقلبي و حرمة لك لن

- تسمع منّي تأوّها و شهيقا

* نم بعيني فقد فرشت لك الأحلام

- مخضلّة الورود طريقا

* نم بعيني إذا اصطفيت رؤاها

- همّ عيني أن تصطفى و تروقا

* إنّ قلبي خميلة تنبت الأحزان

- وردا و نرجسا و شقيقا

* لو على الصّخر نهلة من جراحي

- راح مخضوضل الظلال وريقا

* همّي الهمّ لو تكشّف للنّاس

- لأغرى حسنا و راع بريقا

* أترع الكأس للرّبيع فغنّى

- و انتشى بانه فماس رشيقا

* نجمتي و الطريق تيه و ليل

- و رفيقي إذا فقدت الرفيقا

* أنا و الهمّ كلّما أقبل الهمّ

- مشوق يلقى أخاه المشوقا

* سكر الشعر من سلافي وعبّت

- من دناني فجنّت الموسيقا