قراءات في المشهد الفلسطيني

TT

صدر حديثا كتاب جديد للكاتب الفلسطيني بلال الحسن، يحمل عنوانا أساسيا (قراءات في المشهد الفلسطيني) وعنوانا فرعيا (عن عرفات وأوسلو وحق العودة وإلغاء الميثاق).

يضم الكتاب مجموعة من الأبحاث حول موضوعات فلسطينية متنوعة. بعض هذه الأبحاث نشر في السابق، وبعضها جديد لم ينشر، أبرزها دراسة حول تعديل وإلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني. ومع جزء من المقالات منشور من قبل، إلا أن إعادة نشرها الآن يقدم فائدة مضاعفة، كما يقول الناشر، فهي نوع من الاختبار لرؤية الكاتب السياسية، وهل كانت مصيبة أم لا؟ ففي مقالة عن اتفاق اوسلو كتبت عام 1995، أي بعد أقل من عامين من توقيع الاتفاق، والذي نص على أنه «مصالحة تاريخية» بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، ينفي الكاتب أن يكون ما حدث مصالحة تاريخية، ويؤكد في وقت مبكر، أن الاتفاق هو مجرد «تسوية سياسية» قد تنجح وقد تفشل، وأنها تسوية لن تلغي الصراع، بل تغير في أساليبه. وفي مقالة أخرى عن «اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة» كتبت عام 1995، يتوقع الكاتب بأن هذه المفاوضات ستصطدم بالرفض الإسرائيلي المطلق، ويستشهد هنا بالمفاوضات التي دارت حول عودة نازحي حرب 1967 إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي العودة التي وافقت عليها إسرائيل رسميا، ووضعت رغم ذلك العراقيل في وجه تنفيذها.

ويطرح الكاتب في مقدمة الكتاب فكرة مثيرة للجدل، إذ يقول إن الرئيس الراحل ياسر عرفات «يحتل في هذا الكتاب مكانة بارزة، ففيه نقد شديد لما قام به منذ اتفاق اوسلو وتطبيقاته،وفيه تقدير كبير لمكانته كقائد». ويقول الكاتب: «إن هذا التقييم قد يبدو غريبا لكثيرين، وهو يفسره قائلا بأن ياسر عرفات لا يقدم ولا يدرس من خلال موقف واحد، فهو قائد مسيرة مديدة، بينه وبين الشعب الفلسطيني كتاب متعدد الصفحات، والشعب الفلسطيني يؤيد عرفات في صفحات كثيرة، وقد يختلف معه في صفحات أخرى». ولكن يبقى أن اللوحة التي رسمها الكاتب لشخصية عرفات يمكن اعتبارها من أبرز وأدق اللوحات في تصوير شخصيته التاريخية. صدر الكتاب عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت، وجاء في 317 صفحة.