اصداء رحيل سهيل إدريس: جمال الغيطاني: إنجازه يفوق ما تقدمه وزارة عربية للثقافة

TT

أثار رحيل الدكتور سهيل إدريس ( 1925- 2008) ،الذي شيع جثمانه أمس في العاصمة اللبنانية، أصداء واسعة في الوسط الثقافي العربي لدوره المؤسس في الثقافة العربية المعاصرة منذ خمسينات القرن الماضي من خلال كتاباته الطليعية، وترجماته لأمهات الكتب الأدبية والفلسفية الفرنسية، وإصداره، بشكل خاص، مجلة «الآداب» عام 1953، التي نشر فيها وتخرج منها كتاب وشعراء احتلوا فيما بعد مواقع متقدمة في الحقول الثقافية العربية المختلفة.

هنا بعض الأصداء:

وفاة سهيل إدريس خسارة كبيرة للثقافة العربية، حيث سيبقى في ذاكرة هذه الثقافة دوره الرائد في دعمها وخدمتها على شتى المستويات. وفي تصوري أن هذا الدور تجاوز بعض الأدوار التي قامت بها بعض وزارات الثقافة في العالم العربي.

سهيل إدريس مثقف كبير، تعلم في فرنسا واستوعب الثقافة الغربية، وقام بإصدار مجلة «الآداب» التي تعد واحدة من أهم المجلات الثقافية في القرن العشرين، والتي استمرت معنية بأمر ثقافة واحدة غير مجزأة، تعبر عن وجدان واحد، وهو ما استمرت عليه أيضا «أخبار الأدب» المصرية.

ويحسب لسهيل إدريس أن الكتاب كانوا يعتبرون النشر في مجلة «الآداب» بمثابة ميلاد أدبي لهم خاصة في فترة الستينيات إبان المد القومي. سهيل إدريس قام بخدمة كبيرة في التعريف بالتيارات الفكرية الغربية خاصة «الوجودية»، بالإضافة لتأسيسه لدار نشر وصفت بأنها من أنزه دور النشر في العالم العربي هي «دار الآداب»، سواء بإنتاجها العربي أو الإنتاج المترجم.

ويحسب لسهيل أيضاً أنه كان من الشجاعة بحيث قام بنشر رواية نجيب محفوظ التي منعت في مصر «أولاد حارتنا». وهو إنسان راق في تعاملاته وقدم نموذجا بديعا للمثقف الذي يمارس دوره في مهنة النشر. ولذلك فإن الفراغ الذي تركه كبير ولن ننسى دوره في التعبير عن الثقافة العربية ككتلة واحدة وليس الاقتصار على قطر معين وهو ما جعله يحظى بالاحترام.

ويكفينا فخرا كـ«أخبار الأدب» أننا قمنا بتكريم الراحل قبل خمس سنوات، واحتفينا به أثناء حياته، الأمر الذي أصابه بالسعادة، على عكس ما يفعل العالم العربي الذي يكرم مبدعيه عقب وفاتهم.