اصداء رحيل سهيل إدريس: كتاب لبنانيون: رحيله يطوي زمناً جميلا

TT

تعتبر الأديبة أميلي نصر الله أن رحيل الدكتور سهيل ادريس يطوي زمنا جميلا من الازدهار الأدبي والروائي في لبنان كما في العالم العربي.

وتضيف: «كان جاري وزميل القلم لفترة زمنية تعود الى بداية الستينات، منذ ان تقاسمت وإياه جائزة «اصدقاء الكتاب»، نالها هو على روايته «أصابعنا التي تحترق»، وأنا على باكورة أعمالي الروائية «طيور ايلول». بعد ذلك، تعددت لقاءاتنا الادبية، خصوصاً عندما كان أمين عام «اتحاد الكتاب اللبنانيين» وكنت عضو الهيئة الادارية».

وتعتبر نصر الله أن «دار الآداب» والمجلة التي تحمل اسمها هما من معالم الريادة الادبية في لبنان، «وقد اسسهما ونمّاهما مع شريكة عمره الاديبة والصديقة عايدة، ومن بعد، تسلمهما اولادهما، ليواصلا معهم التقدم والنمو».

وتختم قائلة: «غياب الدكتور سهيل هو خسارة أدبية كبيرة، وسوف نظل نفتقده، كما ستفتقده دائماً المحافل والمحاور الأدبية في لبنان كما في العالم العربي».

* حبيب صادق: وزع طاقته على حقول عدة

بدأت علاقة الأديب حبيب صادق بالراحل سهيل ادريس في اواخر الستينيات، وتحديدا السنة التي انضم خلالها الى اتحاد الكتاب اللبنانيين، وكان إدريس أميناً عاماً للاتحاد، واستمرت حتى سنة وفاته. يقول صادق: «اغتنيت الى حد الفيض بالمعاني التي كان يتمتع بها ادريس، المعاني الادبية والمعاني الوطنية والقومية والاخلاقية. طالعتني فيه ظاهرة الوداعة واللطف والمحبة العميقة».

ويعتبر صادق أن نتاج إدريس المحدود سببه انه وزع طاقته في حقول عدة وبشكل خاص الاشراف على مجلة «الآداب». ويشدّد على أمر مهم، فيرى انه: «من الظلم ان يقال إن ادريس كان متحجرا في آرائه الأدبية، فهو رحب في مجلته بالانتاج الجديد من الشعر والقصة والنقد الادبي».

تعود بداية معرفة صادق بإدريس الى العام 1959 حين كان مبتدئاً في كتابة الشعر، «ارسلت عبر البريد قصيدة ولم أكن آمل بأن يكون اسمي بين الاسماء التي تضمنتها مجلة شعر، ولكنني رأيت اسمي يندرج بجانب كبار الاسماء. أخذتني موجة عاتية من الفرح. بعد نشر القصيدة الثانية تعرفت اليه. كان اللقاء الاول». ويصف صادق تجربته بالمثال الحسي لقيمة ادريس الأدبية كونه لم يكن يتأثر بشهرة هذا الاسم او ذاك. كان ينشر العمل الجيد بمعزل عن هواه الادبي ويستقبل النص الإبداعي الذي كان يتمتع بالجودة.

ويقول صادق إن رحيل ادريس سوف يترك فراغاً على الصعيد الادبي: «هنا احب ان أسجل ان الآداب هي المجلة السباقة لتقديم النص الادبي الوجداني في الادب العربي، وهي من أوائل المنابر التي استقبلت رجاء النقاش وعبد المعطي حجازي».

* ديزي الأمير: عرف بتشجيعه الأدباء المبتدئين

تصف الاديبة ديزي الأمير رحيل الاديب سهيل ادريس بالخسارة الكبيرة التي ستترك فراغا في الوسط الأدبي. تقول: «سنفتقد شخصاً عرف بتشجيعه الأدباء المبتدئين، وإلى يد طالما امتدت لخدمة الأدب الذي يحتاج باستمرار من يدفعه الى الأمام ويسانده، الأمر الذي اصبح مفقودا في عصرنا هذا».

وتتذكّر الأمير بداية علاقتها بإدريس حين كان ملجأ وحاضنا لأولى خطواتها الأدبية وتقول «أرسلت له أولى تجربتي الأدبية وكانت عبارة عن قصة صغيرة نشرها في مجلة الآداب الشهرية وحينها اعتبرت أنني تلقّيت شهادة من أديب كبير شكلت جواز مروري الى عالم الأدب».