عبد الرحمن الهزاع: معرض الرياض 2008 شهد حضورا كثيفا .. وقيود وزارة الثقافة محدودة

وكيل وزارة الإعلام المساعد للإعلام الداخلي في السعودية لـ «الشرق الأوسط» : لا يحق لأحد أن ينتحل صفة الوزارة

TT

سنتان فصلتا بين معرض الكتاب الذي احتضنته العاصمة السعودية الرياض في فبراير (شباط) 2006، ومعرض هذا العام الذي يُختتم غداً الجمعة. لكن المسافة بين هذين المعرضين تبدو شاسعة بامتداد الأفق الذي رفع سقف التوقعات والآمال التي انتعشت في المشهد الثقافي السعودي قبل عامين، وارتدت طموحاتها مع انخفاض مستوى معرض الكتاب لهذا العام.

في معرض الكتاب 2006 فوجئ السعوديون، بالكمية الهائلة من الكتب التي أفرغتها دور النشر في معرضهم، كما فوجئوا بكمية الكلام والفعل الثقافي عبر الفعاليات المصاحبة، والتي أحدثت دوياً صاخباً امتد خصوصاً بعد ندوة «الرقابة الإعلامية ومتغيرات العصر»، والتي شهدت نقاشاً حاداً بين التيارات الفكرية. لكن معرض هذا العام الذي سبقته حملة اتهامات من قبل خطباء ووعاظ دينيين، على خلفية مشاركة دور نشر وصفت بالعلمانية، أو وجود كتب تصنف بأنها تبشر لأفكار تتعارض مع بعض الآراء المتشددة، وجد المثقفون السعوديون أن وزارة الثقافة والإعلام احتوت هذا الجدل عبر الاستجابة له.

ولم يخف وكيل وزارة الإعلام المساعد للإعلام الداخلي، عبد الرحمن الهزاع، قيام موظفيه بجولات تفتيشية على دور النشر أثناء المعرض، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الرقابة التابعة لوزارة الإعلام قامت أثناء المعرض بجولات تأكدت من خلالها أن الكتب المعروضة تتوافق مع قوانين النشر، وقال إن الوزارة تلقت شكاوى من مواطنين بشأن كتب معينة وصفها بأنها قليلة، ولكنه رفض الأنباء التي راجت بشأن قيام جماعات محسوبة على التيار الديني بحملات تفتيش وسحب للكتب مستقلة عن وزارة الإعلام وقال لـ«الشرق الأوسط» لا يحق لأحد أن ينتحل صفة وزارة الإعلام أو يقوم بدور رقابي.

وقال الهزاع إن المعرض هذا العام شهد حضوراً كثيفاً لدور النشر العربية والعالمية، وان القيود التي فرضتها الوزارة كانت محدودة للغاية ولا تكاد تذكر، كما أن الكتب التي تم منعها أو سحبها كانت قليلة، وأكد مجدداً أن إفساح المجال أمام الكتب لعرضها في معرض الكتاب لا يعني بالضرورة فسح المجال أمامها للبيع في المكتبات المحلية.

* فعاليات ثقافية

* وأعلنت وزارة الثقافة والاعلام عن مشاركة 550 دار نشر تعرض نحو 250 ألف عنوان، وتضمنت فعاليات هذا العام وللمرة الأولى الاحتفاء باليابان كضيف شرف في المعرض وتم تخصيص ثلاثة ايام للفعاليات اليابانية منها ندوة بعنوان «تجربتي مع الخط العربي» لخطاط ياباني، وندوة بعنوان «اليابان والعالم العربي» وندوة عن «أفلام الكارتون وتاريخها في اليابان»، وأخرى بعنوان «العقل الياباني مصدراً للتقنية»، كما اشتملت الندوات الثقافية على: «تجربة الإصدار الأول»، و«الثقافة العربية: المركز والأطراف»، و«الوثائق التاريخية قراءة ومفاجآت»، و«باب السلام: عنوان أمة ورمز حضارة»، و«الثقافة والانترنت.. آفاق الكتاب الالكتروني»، و«صناعة القارئ»، و«الثقافة والمال»، و«الأدب النسائي المغاربي»، وأخيراً ندوة «السرقات الفكرية».

* تكريم رواد الصحافة

* كذلك تم هذا العام تكريم رواد «صحافة الأفراد السعوديين» (الذين أسهموا بقدر وافر في إثراء الحركة الأدبية والصحافية)، وقال وكيل وزارة الثقافة والاعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبد العزيز السبيل إن هؤلاء الرواد أثروا في تطور مفهومات العمل الصحافي في مراحل التأسيس الاولى التي أعقبت صدور صحيفة أم القرى عام 1925 كأول صحيفة سعودية، ثم ما تلتها من مراحل التوسع والانتشار في عدد ونوعيات الصحف والقضايا الاجتماعية والفكرية والسياسية بحيث تبلور على يد هذه النخبة المفهوم الجديد للصحافة الذي مهد لدخولها مرحلة صحافة المؤسسات عام 1936، والمكرمون هم، حسن محمد كتبي (صوت الحجاز)، سعد بن عبد الرحمن البواردي (الاشعاع)، صالح بن محمد اللحيدان (راية الاسلام)، عبد العزيز بن عبدالله التويجري (القصيم)، عبد العزيز بن محمد التويجري (القصيم)، عبد العزيز بن محمد مومنة (الاسبوع التجاري)، عبد الفتاح بن محمد أبو مدين (الاضواء)، عبد الكريم بن عبد العزيز الجهيمان (أخبار الظهران)، عبد الله بن أحمد الشباط (الخليج العربي)، عبد الله بن عبد الرحمن الملحوق (أخبار الظهران)، عبد الله بن محمد بن خميس (الجزيرة)، علي بن أحمد بو خمسين (الخليج العربي)، علي بن عبد الرحمن المسلم (القصيم)، فؤاد بن عبد الحميد عنقاوي (الرياضة)، يوسف الشيخ يعقوب (الفجر الجديد).