مهرجان للحكواتية في بيروت

TT

منذ يوم الثلاثاء الماضي، تشهد العاصمة اللبنانية مهرجاناً دولياً للحكواتية والمسرح المونودامي، في عروض يومية يشارك فيها ممثلون وفنانون إضافة إلى هواة، في ما يشبه عيدا لإعادة الاعتبار للحكي والقص كفنٍ قائم بذاته.

وهي السنة التاسعة التي يعقد فيها هذا المهرجان الشيّق في «مسرح مونو» التابع لـ «الجامعة اليسوعية»، حيث ستبقى الحفلات اليومية متواصلة حتى يوم الأحد المقبل. وقد استقبل المهرجان في الأعوام السابقة فنانين أوروبيين وآسيويين وأفارقة إضافة إلى العرب. وهذه السنة تقتصر المشاركة على خمسة فنانين. أحد هؤلاء الفنانين هي شيرين الأنصاري من مصر. وهي حكواتية محترفة، قصت حكايات ألف ليلة وليلة في صنعاء، وجابت بحكاياتها أحياء وساحات في مدينة القاهرة، وافتتحت هذه السنة مهرجان بيروت. وهناك أيضاً بيار روزات من سويسرا، وهو قاص رحالة، يحكي على جمهوره قصص أسفاره الساخرة التي تفوح منها روائح الأماكن التي يزورها. وهو حكواتي حديث ومعاصر حتى الثمالة، يكره القصص القديمة والحكايات التقليدية، ويعشق المفاجآت غير المنتظرة. أما الحكواتية الثالثة التي تحيي عرضها مساء يوم الخميس فهي الفرنسية فرانسواز دييب، أمينة مكتبة، ومتخصصة في القص للأطفال في المدارس والمكتبات، تتعاون مع المجلات ودور النشر، ولها أسطوانات جمعت عليها حكايات ذات اصول متعددة. ومن المشاركين أيضاً الفرنسي يانيك جولان، ويعتبر من أبرز الذين آمنوا بتجديد مهنة الحكواتي، وإعطائها بعداً جديداً وعصرياً، مطبقاً في الوقت نفسه مقولة تولستوي: «إذا اردت أن تروي حكاية العالم، فعليك أن تقص حكاية قريتك». أما الخامس فهو كلود دلسون ويتميز بأنه حكواتي وساحر في الوقت عينه، جاب أوروبا بأعماله، ويعمل مع الأطفال، كما أنه أستاذ في ورشات تأهيل متخصصة. ويقدم هؤلاء عروضهم يومياً بدءاً من الساعة السابعة والنصف مساء كل يوم.

وفي المساء الختامي، اي يوم الأحد المقبل، ينظم عرض يتبارز خلاله الحكواتيون الخمسة، كما جرت العادة، في عرض مرتجل، بات من تقليديات هذا المهرجان السنوي الدولي.

وجدير بالذكر ان المهرجان هذه السنة يشرك الحكواتيين الهواة في عروض خاصة، وينظم الورشات، كما يقيم أنشطة للأطفال على هامش برنامجه الرسمي.