المسرح الجزائري أطلق حملة البحث عن مواهب

يجمع كباراً ومبتدئين مرتين كل شهر

TT

المسرح الوطني الجزائري وبعد سنة استثنائية قدّم خلالها ما يقارب الخمسين عملاً، يحاول القائمون عليه مد جسور أقوى مع الأدب، بعد أن ظل الكتّاب يشتكون من قطيعة بين الحقلين. والفكرة التي تجسدت أخيراً هو فضاء «صدى الأقلام»، الذي يستضيف كتّاباً من مختلف التوجهات في مبنى المسرح الوطني بساحة بورسعيد، والغاية هي البحث عن مواهب جديدة من شأنها الكتابة للمسرح الذي بقي يقتات طويلا من الاقتباس عن المسرح العالمي.

اختارت إدارة المسرح الشاعر والمذيع التلفزيوني عبد الرزاق بوكبة، لتنشيط «صدى الأقلام» الذي يعود بعد توقف لأشهر، «بتصور ونفس جديدين، من خلال إيجاد حوار مفتوح بين المسرحيين والأدباء، وبينهما وبين القراء والمتفرجين، بحثا عن علاقة متكاملة. ولئن كانت فكرة هذا اللقاء الجامع، ليست جديدة، والمسرح الوطني الجزائري دأب على تنظيمها من سنوات، مع مجيء الفنان محمد بن قطاف على رأس المسرح إلا انه يعود بأسلوب جديد، بعد التراكم الكبير للمسرحيات التي أنتجت السنة الماضية. ويقول فتح النور بن إبراهيم مسؤول دائرة الإعلام بالمسرح الوطني: «سيكون اللقاء نصف شهري. في النصف الأول من كل شهر نستضيف كاتبا معروفا وفي النصف الثاني نستضيف كاتبا مبتدئا نتلمس فيه موهبة جديدة. إذ نريد مدّ جسور بين مختلف الأجيال الأدبية من جهة، والكتّاب والمسرحيين من جهة ثانية»، ويضيف ابن إبراهيم بأن الهدف هو «اكتشاف مواهب جديدة للكتابة للمسرح، ثم تشجيعها على الاستمرار، مع العلم أن المسرح الوطني ينتج هذه السنة مسرحية جديدة عنوانها «الغوثية» وهي من اكتشافات صدى الأقلام في صيغتها الأولى. ولا نكتفي بهذا فنحن بصدد فتح ورشة «مسرح التجريب»، مهمتها العمل على إنتاج بعض الأعمال التي تمت قراءتها في «صدى الأقلام».

والشاعر عبد الرزاق بوكبة الذي اختير لتنشيط لقاءات «صدى الأقلام»، لم تكن له أيه صلة بعالم المسرح، إلا الإشراف على التدقيق اللغوي لمسرحية «أنسوا هيروسترات» التي أنتجت قبل أشهر، وتم تمثيلها بالفصحى، ومع نجاح تلك المغامرة، يبدأ مغامرة جديدة مع المسرح الوطني. أما كيف جاء الشاعر بوكبة إلى المسرح فالأمر بسيط، ويقول لـ «الشرق الأوسط»: «عرضوا عليّ الفكرة، وقبلتها، وسوف أعمل على استضافة أدباء من مختلف الأجيال». وعن الجديد الذي سيتبعه في تقديم هذه اللقاءات يقول: «تعود الكاتب أو الشاعر على قراءة نصوصه بأن يواجه الجمهور بورق ويقرأ منه بطريقة روتينية تنفّر المتلقي العادي. هذه الطريقة سوف تستبدل بطريقة «فرجوية» تعمل على توريط الأدب في طريقة الأداء المسرحي، والهدف هو إيجاد فرجة مسرحية يصنعها الأدباء أنفسهم من أجل تكسير الجدار الفاصل بين ما هو أدبي وما هو مسرحي. وأعتقد أن الهدف النهائي هو تحريض الكتّاب على الكتابة مباشرة للمسرح، حتى نتجاوز مشكلة النصوص المقتبسة».

ويذهب فتح النور بن إبراهيم مسؤول دائرة الإعلام بالمسرح الوطني بعيداً ويؤكد أن إدارة المسرح الوطني بالجزائر العاصمة أجبرت المسارح بالمدن الأخرى، على ضرورة اقتباس نص أدبي جزائري على الأقل للمسرح مرة في السنة، كامتداد لفكرة «صدى الأقلام».

ظل الكتّاب في الجزائر لمدة طويلة يعانون من تهميش نصوصهم، بالمقابل يعاني المسرحيون من انعدام النصوص المحلية، والنتيجة الاقتباس من الأدب العالمي الذي بولغ فيه بشكل لافت، وتأتي فكرة «صدى الأقلام» إلى جانب مشاريع الجوائز المغرية الخاصة بالكتابة للمسرح لتحاول إيجاد جسر ظل غائبا بين الأدب وخشبة المسرح.