الشيخة مي الخليفة لـ «الشرق الأوسط»: من البديهي أن يستقل قطاع الثقافة عن وزارة الإعلام

الشيخة مي الخليفة
TT

> أكدت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، الوكيل المساعد للثقافة والتراث الوطني بوزارة الإعلام، الرغبة التي يعبر عنها مثقفون بحرينيون بفصل قطاع الثقافة عن وزارة الإعلام من أجل تحرير هذا القطاع مما يعتبروه كوابح إدارية تحول دون النهوض بمستوى أدائه. وقد تزايد هذا الجدل بعد الأداء الضعيف لمهرجان ربيع الثقافة، والذي أحدث انقساماً داخل مؤسسة وزارة الإعلام البحرينية؛ ففي حين نأت الوزارة بنفسها عن المهرجان، إلا أن أحد قطاعاتها الرئيسية وهو قطاع الثقافة يساهم بشكل أساسي في تنظيم فعاليات المهرجان، وترأس الشيخة مي بنت محمد بن ابراهيم ال خليفة هذا القطاع.

وذكرت في هذا الحوار معها أنه من البديهي أن يستقل قطاع الثقافة عن وزارة الاعلام، كما هو الحال في جميع الدول العربية.

وهذا نص الحوار:

> لاحظنا هذا العام انحساراً في حجم الترويج لمهرجان ربيع الثقافة.. هل يشير ذلك إلى أن القائمين على المهرجان فقدوا شيئاً من حماسهم هذا العام؟

ـ الحماس موجود، والترتيب والاختيار كانا موفقين هذا العام. إلا أن التغطية الإعلامية لم تأتِ بالمستوى المطلوب، كما هي في السنتين السابقتين بسبب تأخر حجز مواقع الإعلان من قبل الدوائر المنظمة.

> اشتكى كثيرون من شحة التنسيق بين الجهات المنظمة. بصراحة ما علاقة مجلس التنمية الاقتصادية بحدث ثقافي.

ـ مجلس التنمية لديه خطة شاملة للنهوض بعدة مشاريع والترويج لها في مجالات شتى، وجاء اهتمامه بالنشاطات الثقافية من باب الترويج للسياحة الثقافية، وكان شريكاً أساسيا وفعالا في الوصول بالمهرجان إلى المستوى المتميز الذي لوحظ منذ العام الأول.

> لماذا غابت مؤسسات المجتمع المدني مثل أسرة الأدباء، المسارح، جمعيات الثقافة؟

ـ هناك مشاركة واضحة لمؤسسات المجتمع المدني من خلال برامج مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، وصالة الرواق، ودار البارح، ولافونتين، وجمعية الفنون التشكيلية، ولا بد من الإشارة إلى أن جميع النشاطات التي تزامنت مع ربيع الثقافة وتقدمت بها المؤسسات الأهلية للمشاركة، وتم إدراجها في برنامج ربيع الثقافة.

> مم يشتكي المهرجان في دورته الثالثة، هل اختلت العلاقة بين المنظمين ووزارة الإعلام؟ وهل لذلك تأثير على فعالية المهرجان ومستقبله؟

ـ لقد أعيد ترتيب اللجنة المنسقة بحيث أُعطي مجلس التنمية المسؤولية الرئيسة، في حين أنه في السنة الأولى والثانية كان قطاع الثقافة يتولى مسؤولية نشاطاته بالكامل، أما نشاطات المؤسسات الخاصة فهي مثل كل عام مسؤولة عن اختيار برامجها وتمويلها.

> هل ترون ضرورة انفصال قطاع الثقافة عن وزارة الإعلام؟

ـ موضوع الفصل، سبق طرحه، وتمت مناقشته في لقاءات وندوات وأصبح من البديهي أن تكون هناك استقلالية للثقافة كما هو وضع الثقافة والتراث في جميع الدول العربية.

> لاحظنا هذا العام أن الجدل بشأن القضايا التي يناقشها مهرجان ربيع الثقافة قد انخفض كثيراً، هل يشير ذلك إلى أن الموضوعات المثيرة جرى استبعادها، أم احتواؤها؟

ـ تمت، في اختيار وتنسيق برامج هذا العام، مراعاة التوصيات التي تلقاها قطاع الثقافة ومجلس التنمية من جميع الجهات.

> ماذا جرى في حفل فيروز؟ هناك من قال إن التذاكر اختفت خلال النصف ساعة الاولى لطرحها ليعاد بيعها في السوق السوداء التي وصل فيها سعر التذكرة الى نحو 500 دينار.

ـ أعتقد أن أي حفل من هذا المستوى في العالم، من الممكن أن تنفد تذاكره في فترة قصيرة، وأن يستثمر البعض هذا الحدث الهام، ومن الطبيعي أنه لا أحد يؤيد ذلك، ولكن هذا ما يفرضه الواقع.

> ما هي رؤيتكم لمستقبل هذا المهرجان..؟ إلى أين يتجه في المستقبل؟

ـ إلى الأفضل دائماً، فهو الأجنحة التي تحلق بها الثقافة في البحرين إلى آفاق أرحب، واللغة التي نتحدث من خلالها إلى العالم أجمع.

> كيف تردون على القائلين إن العام الحالي ربما يكون آخر ربيع للثقافة؟

ـ في كل عام يأتي الربيع، ومع كل ربيع ستكون الثقافة حاضرة ببرامجها ونشاطاتها وحراكها الدائم، مثلما عبرّ لي مثقف بحريني معروف هو علي الديري بقوله: «الربيع لا يكون شيئاً غير الربيع حتى لو كانت بعض الأشجار غير قادرة على أن تجدد أوراق حياتها». وسيكون الربيع بهجة في كل عام.